ما حقيقة “الكارثة البيئية” التي حذرت الولايات المتحدة من حدوثها بعد مرور أسبوع على هجوم يمني..!

4٬795

أبين اليوم – واشنطن 

قال الجيش الأمريكي، السبت، إن الهجوم الذي نفذته قوات صنعاء على سفينة “روبيمار” البريطانية يهدد بكارثة بيئية في البحر، على الرغم من أن الهجوم قد حدث قبل قرابة أسبوع، وهو ما يثير تساؤلات عن حقيقة هذه الكارثة، خصوصاً وأن شبكة “سي إن إن” الأمريكية كشفت أمس أن الولايات المتحدة بدأت باعتماد أسلوب جديد ضد الحوثيين وهو تأليب الرأي العام المحلي والدولي ضدهم.

ونشرت القيادة المركزية الأمريكية، بياناً رصده موقع “يمن إيكو” جاء فيه أنه “في 18 فبراير بين الساعة 9:30 مساءً. وفي الساعة 10:40 مساءً، هاجم الحوثيون المدعومون من إيران سفينة روبيمار وهي ناقلة بضائع مملوكة للمملكة المتحدة ترفع علم بليز”.

وأضاف: أن “السفينة راسية ولكنها تشرب الماء ببطء، وتسبب الهجوم غير المبرر والمتهور من قبل الحوثيين في أضرار جسيمة للسفينة، مما تسبب في بقعة نفط بطول 18 ميلاً. وكانت السفينة روبيمار تنقل أكثر من 41,000 طن من الأسمدة عندما تعرضت للهجوم، مما قد يتسرب إلى البحر الأحمر ويؤدي إلى تفاقم هذه الكارثة البيئية”.

وتابع البيان: “يواصل الحوثيون إظهار تجاهلهم للتأثير الإقليمي لهجماتهم العشوائية، مما يهدد صناعة صيد الأسماك والمجتمعات الساحلية وواردات الإمدادات الغذائية”.

وبالنظر إلى تاريخ العملية فإنه قد مر عليها قرابة أسبوع، وهو ما يطرح تساؤلاً حول تأخر الولايات المتحدة في الحديث عن “الكارثة” المزعومة، فحتى الصورة التي أرفقتها القيادة المركزية الأمريكية في بيانها، هي صورة كانت قد نشرتها وكالة أسوشيتد برس يوم الثلاثاء الماضي نقلاً عن شركة “بلانيت لابز” للصور الفضائية، وهي صورة تظهر وجود تسرب نفطي محدود من السفينة بعد إستهدافها بيوم واحد.

ويجيب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن”، أمس الجمعة، عن هذا التساؤل بشكل أوضح، حيث نقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون يعملان على تأليب اليمنيين العاديين والمجتمع الدولي ضدهم بشكل أكبر، وبدأتا في تحدي رواية المتشددين بقوة أكبر هذا الأسبوع”، وذلك في إطار “التحول إلى حملة ضغط دولية أقوى”، بحسب المسؤولين.

ويذكر التقرير أنه في هذا السياق “قام المتحدث بإسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر ونائبة المتحدث بإسم البنتاغون سابرينا سينغ بتسليط الضوء على هجوم الحوثيين على سفينة كانت تنقل الذرة وغيرها من الإمدادات الغذائية إلى الشعب اليمني في عدن، فيما أشار سينغ إلى أن سفينة أخرى أصيبت بصاروخ وتغرق حالياً في البحر الأحمر تحمل الأسمدة وتشكل الآن خطراً بيئياً كبيراً على المنطقة”.

ويعني ذلك بوضوح أن حديث الولايات المتحدة عن الكارثة البيئية لم يأتِ إلا ضمن الخطة الأمريكية الجديدة “لتأليب” الرأي العام المحلي والدولي ضد حكومة صنعاء، بحسب تعبير سي إن إن، وهو ما يعني أن الهدف من الحديث عن وجود كارثة بيئية لا علاقة له بالكارثة نفسها، بدليل أن الولايات المتحدة انتظرت قرابة أسبوع للحديث عنها، ولو كان هناك تلوث حقيقي مؤثر لتم الحديث عنه فوراً وبشكل واسع.

وقد نفت حكومة صنعاء حديث الولايات المتحدة عن إستهداف سفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى اليمن، وهي سفينة “سي تشامبيون”، حيث قالت وكالة سبأ في صنعاء إن السفينة كانت تحمل أعلاف دواجن، وليس مساعدات.

 

المصدر: يمن إيكو