ما وراء المحادثات السرية بين إيران وأمريكا في البحر الأحمر..!

4٬786

أبين اليوم – البحر الأحمر 

تواصل الولايات المتحدة وحلفائها للأسبوع الثاني على التوالي تسريب أخبار حول مفاوضات سرية مزعومة مع إيران بشأن البحر الأحمر، فما أبعاد الخطوة الأمريكية؟

فعلياً سبق للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على مدى الأشهر الماضية وأن قرعت بوابة إيران بحثاً عن تهدئة في البحر الأحمر، تارة بالتهديد والوعيد وأخرى بالدبلوماسية، وكان ذلك واضحاً للعيان ويبث عبر تقارير رسمية، لكن رغم الجهود الهادفة لرفع الحصار عن كيان الإحتلال لم تكلل تلك الجهود بالنجاح في ظل رؤية إيران للعمليات اليمنية على أنها مشروعة في ظل حرب الإبادة والتدمير الممنهج بحق سكان غزة.

كان هذا الفشل دافعاً لأمريكا وبريطانيا لتدشين مرحلة جديدة من العدوان على اليمن تمثل بالعملية التي بدأتها بريطانيا وأمريكا في يناير الماضي ولا تزال مستمرة بوتيرة عالية وشملت قصف صاروخي وغارات جوية على معظم المدن اليمنية في الشمال..

كانت العملية بمثابة إغلاق للنافذة الدبلوماسية وقد تجرأت تلك الدول على اختراق سيادة دولة، ولم يتبقى سوى المواجهة.

اليوم تعيد أمريكا الكرة إلى ملعب الدبلوماسية مجدداً وقد استنفدت خياراتها العسكرية ولها أهداف جديدة ليس فقط خفض التصعيد في البحر الأحمر بل تلافي مزيد من التصعيد خصوصاً وأن الحراك الدبلوماسي جاء في اعقاب إعلان قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي توسيع العمليات إلى المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح..

وهو إعلان ليس للاستهلاك الإعلامي وقد جاء في أعقاب سلسلة عمليات أكدتها البحرية البريطانية، ناهيك عن التقارير التي تتحدث عن دخول صواريخ فرط صوتية الخدمة في اليمن.

قد تكون أمريكا أجرت اتصالات مع مسؤولين أمريكيين في إطار محاولة استثمار العلاقات الجيدة بين اليمن وإيران، لكن نتائج تلك الاتصالات برزت مع خروج الحوثي بقرار توسيع الحصار على الإحتلال إلى آخر ممراته الملاحية وهي خطوة تشير إلى أنه ما من خيار آخر لوقف هذا التصعيد سوى الامتثال للحق والعدل بوقف مجازر الإبادة بحق سكان غزة وإنهاء حرب التجويع المستمرة منذ 6 أشهر.