عرب جورنال| عدم مشاركة السعودية في تحالف البحر الأحمر.. هل يعني أنها دولة مأمونة الجانب..“تقرير“..!

6٬581

أبين اليوم – تقارير 

منذ اليوم الأول لإعلان الولايات المتحدة الأمريكية سعيها لتشكيل تحالف عسكري في البحر الأحمر، بعد عمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى الأراضي المحتلة، رفضت السعودية المشاركة في هذا التحالف.

حينها، سربت وسائل إعلان غربية معلومات حول الموقف السعودي، إذ أكدت أن السعودية اشترطت للمشاركة في التحالف البحري أن يكون هدفه الرئيسي إسقاط سلطة “أنصار الله” في صنعاء.

بمعنى آخر، أرادت السعودية أن تحقق من خلال تحالف أمريكا البحري ما عجزت عن تحقيقه خلال 8 سنوات من الحرب التي شاركت فيها أمريكا أيضا.

ومع أن السعودية لم تصرِّح رسمياً بما تم تداوله، وصدرت عن وزارة خارجيتها تصريحات تربط ما يجري في البحر الأحمر وخليج عدن بأحداث غزة، وهو عكس ما يردده الإعلام، الغربي، إضافة إلى تواصلها مع صنعاء من أجل اتفاق إنهاء الحرب، إلا أن ذلك لا يعني أنها باتت دولة مأمونة الجانب، ويجب وضع موقفها من المشاركة بتحالف البحر الأحمر في سياقه الحقيقي.

بالنسبة إلى الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ هذا الموقف، يمكن تلخيصها في الآتي:

ـ أسباب عدم مشاركة السعودية في تحالف البحر الأحمر:

1. مخاوف من التزامات طويلة الأمد:

إذ تخشى السعودية من أن يؤدي التحالف إلى التزامات عسكرية طويلة الأمد في منطقة مضطربة.

إلى جانب أن السعودية تفضل حالياً التركيز على أمنها الداخلي ومصالحها الإقليمية، ولديها رغبة في الخروج من مستنقع حرب اليمن.

2. علاقات مع إيران:

إلى جانب ذلك، تسعى السعودية إلى تحسين علاقاتها مع إيران، بينما ترى الولايات المتحدة إيران كتهديد رئيسي في المنطقة. وفي هذا السياق، لا تريد السعودية أن تشارك في تحالف قد يُنظر إليه على أنه موجه ضد إيران.

3. ثقة متدنية في الولايات المتحدة:

كما أن المملكة العربية السعودية تشعر بخيبة أمل من السياسة الأمريكية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وحرب اليمن. ولذلك، لم تعد السعودية تتعامل مع الولايات المتحدة كحليف موثوق به، وإن لم تعلن ذلك.

4. مخاوف من هيمنة الولايات المتحدة:

ربما تفضل السعودية أن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة، وتخشى السعودية من أن يؤدي التحالف إلى هيمنة الولايات المتحدة على الأمن البحري في المنطقة.

5. تكلفة التحالف:

يمكن القول إن السعودية تحملت بالفعل تكلفة عالية في حرب اليمن، ولا ترغب في تحمل تكلفة إضافية للتحالف.

6. عدم وضوح أهداف التحالف:

لم تحدد الولايات المتحدة بوضوح أهداف التحالف، مما يثير الشكوك حول نواياها. مع أن الهدف الحقيقي له هو حماية سفن الكيان الإسرائيلي والسفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة من هجمات قوات صنعاء.

7. علاقات مع دول أخرى:

تتمتع السعودية بعلاقات قوية مع دول أخرى في المنطقة، مثل مصر والصين ورسيا وغيرها، والتي قد لا ترغب في مشاركتها في التحالف.

ـ خلاصة:

وعليه، يمكن القول إن حسابات خاصة تقف وراء الموقف السعودي حول المشاركة في تحالف البحر الأحمر، وأن هذا الموقف قد يتغير في أي لحظة لحسابات أخرى.

– عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال