تسعة أعوام لعدوان ظالم دمر وقتل مئات الآف اليمنيين من عدوان لم يتغير فيه حقد الخونة وفجورهم بالخصومة..!

4٬400

أبين اليوم – مقالات 

بقلم/ زهير الهناهي:

من الطبيعي أن يختلف الإخوة فيما بينهم فالاختلاف سنة كونية وهذا أمر طبيعي، فهناك جنةٌ ونار وهناك خيرٌ وشر وهذه سنة الاختلاف
ولكن الغير طبيعي أن يتحول الاختلاف إلى خلاف وحقد وفجور في الخصومة تصل إلى مرحلة السماح للغريب بانتهاك عرضك وقتل أهلك وتدمير بلدك وانت تتستر وتكون غطاء لكل ذلك بسبب خلافك مع أخيك ، وهذه حالة شاذة تخالف الأخلاق والقيم والدين والإنسانية والأعراف القبلية وكان من النادر والمستنكر رؤية هذه الحالة في اليمن فيما مضى كونه أصل العرب والعروبة والنخوة والشهامة.

لكن ما كان بالماضي مستحيل وغير متوقع حصل للأسف خلال المرحلة الماضية منذ 26 مارس 2015 منذ انطلاق اللحظات الأولى لهذا اليوم الذي غُدر فيه اليمن عندما حلقت طائرات العدوان الخبيث فوق الأجواء اليمنية وبدأت باستهداف كل جميل في اليمن ودمرته وقتلت أبنائه بحجة واهية هي استعادته للحضن العربي، ونالت من شعب عظيم حر أبى ابناء هذا الشعب الخنوع والخضوع وانطلقت مع ذلك شرارة المقاومة والدفاع ضد العدوان الخبيث..

فتشكلت جبهات عسكرية وثقافية واقتصادية وإعلامية وزراعية وصمد رجال اليمن في صنعاء الكرامة وضربت أروع التضحيات وأسمى ملاحم الصمود، صبرنا وصمدنا قدمنا الغالي والنفيس دفاعاً عن كرامة هذا الشعب وكنا جبالاً شامخة لا تركع للمعتدي الجبان لم نشتكي أو نذرف الدموع تلقينا الطعنات بظهر مشدود، لأن هذا طبع شعبنا فتفاجأ اعداء بلدنا ورسمنا لوحة تاريخية بالعزة ولم يكسرنا كل ذلك أو يجعلنا نعيش بحسرة..

إلا طعنات الإخوة الذين خانوا بلدهم وأرضهم فتحولوا إلى سرطان خبيث ينهش بجسد وطننا الذي لا زال يطلق دعوات التصالح والتسامح ويرسم التاريخ المشرف في الدفاع عن اليمن وعن العروبة تحت أنظار العالم بأسره ، إلا أن هؤلاء الخونة يحاولون تشويه موقفنا المشرف ومع مرور سنوات العدوان الذي كان يرتكب المجازر بحق الشعب اليمني كنا صبورين وداعين لهم بالهداية لخيانتهم ونقول سيهديهم الله..

ولكن للأسف عندما حدثت التطورات في الإقليم واقتضت الضرورة من اليمن نصرة إخواننا المستضعفين في غزة تجاه آلة الإجرام الصهيوني اضطر اليمن وقواتة المسلحة وبقرار من قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي لاتخاذ قرار إعلان الحرب ضد الكيان الصهيوني وتنفيذ عملية عسكرية لنصرة أبناء غزة ليسجل التاريخ هذا الموقف النبيل والشريف والسامي الذي ناله اليمن بأن يكون درعاً للعروبة ونصراً لفلسطين في وسط مجتمع عربي متخاذلل ليفاجِئ اليمن الصديق قبل العدو بهذا القرار المشرف ويوجه الصفعات للكيان ويصبح اليمن حديث العالم والشعوب الحرة التي تشيد بشجاعته وشهامته..

وهذا الموقف للأسف اغاض خصومنا المحليين الذين نعتبرهم اخوه والذين لم تكفهم خيانتهم وقتالهم بخندق العدوان بل زاد بهم الحقد والفجور بالخصومة لدرجة انهم أصبحوا أبواقاً اعلامية لمطبخ صهيوني خبيث ينهش باليمن العريق وبكل خطوة يتخذها وطني العزيز وكل موقف مشرف ينصر فلسطين ويذيق الصهاينية العذاب بل أصبحوا أداة تدعوا أعداء الإسلام والعدو الأول للعروبة وللإسلام وللإنسانية – الكيان الصهيوني – لكي ينال من صنعاء الصمود والشموخ وموقفها الشهم وتسابقوا لمهاجمة الأحرار في صنعاء ونشروا الشائعات والأكاذيب وزرعوا الطائفية..

ووصل بهم الأمر إلى مهاجمة أبطال المقاومة في فلسطين ، وهذا مايجعلنا نشعر بالحسرة والألم لأنهم تجردوا من أخلاقهم وعروبتهم ويمنيتهم وفجروا بالخصومة بسبب حقدهم وجعلونا نصل إلى قناعة تامة بأن لا فائدة منهم.

وأحب أن أقول لهم انه ما لم تنجحوا فيه خلال تسع سنوات من العدوان وكنا في حالة تسامح وتساهل معكم فلن تنجحوا به الآن لأنكم ستواجهون وعياً شعبياً يمنياً كشفت له الأيام والظروف حقيقتكم وخياناتكم ولا زالت أيدينا مفتوحة لمن سيعود عن طريق نصرة الصهاينة ويعود إلى خندق الوطن وصنعاء فاتحة ذراعيها لمن سيعود لها بنية صافية ، أما من يعتقد بأنه سيكسر إرادة صنعاء فهوا أحمق لأن صنعاء شامخة كشموخ عطان وستقطع كل يد شر تمتد إليها.

عاش اليمن حراً عزيزاً..
عاشت فلسطين حرة أبية..