“مقالات“| القيمة المضافة للأسماك.. تحسين معيشة الصيادين وتعزيز الأمن الغذائي..!
أبين اليوم – خاص
بقلم/ عبدالفتاح العوذلي
تمثل القيمة المضافة للأسماك إحدى الركائز الأساسية لرفع مستوى الدخل وتحسين معيشة آلاف الأسر التي تعتمد على البحر كمصدر رئيسي لرزقها. فبدلاً من أن يقتصر دور الصياد على بيع الأسماك طازجة بأسعار متذبذبة، تفتح عمليات التصنيع والتغليف والتجفيف أمامه آفاقاً جديدة لزيادة الدخل وتجاوز تقلبات السوق.
إن إدخال القيمة المضافة يعني توفير فرص عمل إضافية لأبناء الصيادين في مجالات مختلفة؛ بدءاً من الفرز والتنظيف، مروراً بالتعبئة والتغليف، وصولاً إلى التسويق والتوزيع. وهذا يسهم في خلق دورة اقتصادية متكاملة داخل المجتمع الساحلي، حيث تتحول الثروة البحرية من مجرد منتج خام إلى صناعة مصغرة توفر دخلًا مستدامًا.
كما أن القيمة المضافة تساهم في تعزيز الأمن الغذائي للمجتمع، من خلال توفير منتجات سمكية يمكن حفظها لفترات أطول مثل المعلبات والوجبات الجاهزة، ما يضمن استمرار توفر البروتين البحري للأسر حتى في مواسم توقف الصيد أو في أوقات الطوارئ.
غير أن إدماج هذه العمليات يواجه تحديات عدة، أهمها قلة الورش والمصانع المتخصصة، وضعف الوعي المجتمعي بأهمية التصنيع المحلي. وللتغلب على ذلك، تبرز الحاجة إلى مبادرات تدريبية وتعاونية تُعنى بتمكين الصيادين من امتلاك تقنيات التصنيع البسيطة، وتشجيع التعاونيات السمكية على الاستثمار في مشاريع القيمة المضافة.
إن تحويل الثروة السمكية إلى منتجات ذات قيمة مضافة ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو وسيلة مباشرة لتحسين مستوى المعيشة للصيادين وأسرهم، ودعم استقرار المجتمع الساحلي، وتعزيز مساهمة البحر في تحقيق التنمية المستدامة.