مبادرة السعودية.. هروب من المواجهة وتنصل عن الاستحقاقات..!

291

أبين اليوم – إستطلاع

يقال أن السعودية أطلقت يوم الاثنين ما اسمته بـ”مبادرة لوقف اطلاق النار في اليمن”، ما يعني إعلاناً رسمياً لرفع الراية البيضاء للهروب من استحقاقات المواجهة والتنصل من الجرائم التي ارتكبتها بحق لانسان اليمني وبنيته التحتيى بعد 6 سنوات من العدوان الظالم على هذا البلد الحر.

في وقت سابق من يوم الاثنين أعلن وزير  الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان آل سعود، ما أسماه طرح المملكة مبادرة “سلام” جديدة لإنهاء الحرب في اليمن تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة.. قائلاً: إن المبادرة تشمل أيضا إعادة فتح مطار صنعاء والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية، وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات، وأضاف الوزير السعودي أن وقف إطلاق النار سيبدأ بمجرد موافقة صنعاء.

البادئ بالعدوان أظلم:

كانت السعودية قد باشرت عدوانها على اليمن بذرائع واهية تنفيذا لأجندة أمريكية اسرائيلية ضمن هجوم باشرته تحت اسم “عاصفة الحزم” التي أعلنتها في الخامس والعشرين من شهر اذار/مارس 2015 بدفع من لولايات المتحدة الاميركية والكيان الاسرائيلي ودول اوروبية شاركت مباشرة في الحرب على اليمن بامداد لمعتدي السعودي وتحالفه الاعرابي النفاقي بالسلاح والامداد العسكري واللوجستي.

استمر العدوان في قتل وتجويع الانسان اليمني وتدمير بناه التحتية حتى تمكنت القوات اليمنية واللجان الشعبية لانصار الله من قلب معادلة توازن القوى بتصنيعه للاسلحة المتطورة كالصواريخ البالستية والمسيرات التي ضجت مضاجع حكام ال سعود وحلفائها وباتت تهدد مصافي تكرير النفط السعودي خصوصا بعد استهداف شركة ارامكو العملاقة.

مبادرة؟ أم هروب مُذل؟:

جاءت ما تسمى بـ”المبادرة” السعودية بعد ان توعدت صنعاء الرياض وعموم مملكة آل سعود بضربات مؤلمة موجعة خلال الفترة المقبلة كان قد اعلن عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بالحرف بأن “العام السابع من الصمود سيشهد المزيد من العمليات العسكرية وانه لن تتوقّف الضربات التي تستهدف العمق السعودي إلا بوقف العدوان ورفع الحصار، سارعت السعودية الى رفع الراية البيضاء معلنة اليوم الاثنين عما اسمته بـ”مبادرة وقف إطلاق النار في اليمن”.

العميد سريع لم يكتف بالتهديد بالبأس اليماني في العام السابع بل انه استعرض ايضا المستجد في الصناعات العسكرية المتطورة لقواته المسلحة التي أرهب أزيرها الجنبة الاقتصادية لال سعود بعد ان اقعدهم الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب على عتبات الافلاس بمواصلته حلب هذه المملكة الى اخر نفس من حياته لرئاسية..

اضف الى الجهل الاقتصادي المدقع الذي لازم ولي العهد السعودي الذي عمل على تهاوي اسعار النفط في نيسان/ابريل 2016 في الاسواق العالمية بسبب باعلان المملكة أنها لن تخفض او توقف إنتاجها النفطي إلا إذا أقدمت الدول المصدرة الرئيسة الاخرى على الخطوة نفسها، وذلك من اجل ضرب اقتصاديات ايران والعراق لكن خطواته الصبيانة اوقعته في شر اعماله بارتداد سهامه الى نحره ما اثر ذلك سلبا على اقتصاديات المملكة تبع ذلك فعل المسيرات التي شلت شركة ارامكو النفطية وأهلكت اقتصادياتتها.

أنصار الله.. المبادرة السعودية لم تتضمن أي جديد:

وجه رئيس الوفد الوطني المفاوض في اليمن محمد عبد السلام، رسالة لدول العدوان الغاشم وذلك بالتزامن مع قرب حلول العام السابع من العدوان على اليمن. قال فيها في تغريدة له على تويتر اليوم “نذكر دول العدوان ونحن على أعتاب العام السابع بوجوب إنهاء عدوانها بشكل شامل ورفع الحصار بشكل كامل، وأكد على ضرورة الفصل بين ما هو حق إنساني كإعادة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بما لا يكون ذلك خاضعا للابتزاز السياسي والعسكري.

اعتبرت حركة “أنصار الله” اليمنية أن ما تسمى المبادرة التي أعلنتها السعودية، اليوم الاثنين، لإنهاء الحرب على اليمن “لا تتضمن أي شيء جديد”، وقالت إن هذه الخطة “لا تتضمن شيئا جديدا”، إن المملكة “جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا”، وان الحركة ستواصل الحديث مع السعودية وعمان وامريكا للتوصل إلى اتفاق سلام.

السعودية تتلاعب بالالفاظ:

في هذه الأثناء قال محمد عبدالسلام لقناة المسيرة ”على السعودية أن تعلن إيقاف العدوان ورفع الحصار، لا أن تقدم أفكارا تم نقاشها مسبقا.. موضحا ان فك الحصار لا يتطلب مبادرة والمقايضة بالملف الإنساني جريمة بحق شعب بأكمله.. مشددا أن على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك.

ولفت عبد السلام إلى أن العالم يدرك أن السعودية في حرب مع اليمن ومحاولة السعودية الهروب من استحقاقات الحرب تسطيح، مشيرا إلى ان العالم يدرك أن السعودية تشن حربا على اليمن وطائراتها وبوارجها والبوارج الأمريكية والبريطانية تحاصر اليمن، موضحا أن السعودية تشن حربا على اليمن بإشراف أمريكي مباشر، وربطها للأمر بين اليمنيين قلب للحقائق.. مؤكدا أن الذهاب للحوار بين اليمنيين يكون بعد إعلان السعودية وقف العدوان وفك الحصار.

المبادرات السعودية تحت النار والحصار غير جادة:

ذلك ما أكده رئيس الوفد الوطني المفاوض في اليمن محمد عبد السلام، مشيرا إلى أن المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان.. مضيفا انه ليس مطلوبا منا القبول برفع الحصار ووقف العدوان لأن موقفنا دفاعي وسيستمر كذلك، مجددا التأكيد على موقفنا الثابت برفع الحصار ووقف الحصار وأن أي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة.

من المطالبات اليمنية الأخرى إدخال السفن المحتجزة منذ أكثر من عام، حيث اشار عبد السلام الى ان هذا الامر لا يحتاج الى مبادرة ولا شروط مسبقة والمقايضة بالملف الإنساني لصالح ملف عسكري أو سياسي جريمة أخلاقية.. موضحا أن تقديم السعودية لنفسها بأنها ليست طرفا في العدوان تسطيح مبالغ فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح مبادرتها على الإطلاق.

عبد السلام أكد أن “المبادرة السعودية” لإنهاء الحرب لا تتضمن شيئاً جديداً، مضيفاً ان السعودية جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا“.

المصدر: العالم