أمريكا والإرهاب.. طابخ السم لابد أن يتذوقه..!

785

أبين اليوم – متابعات

يبدو أن الرئيس الامريكي المنتهية ولايته سيترك تركة كبيرة وارثا سيصعب على خلفه تحمّله، في ظل ما خلقه في الداخل الامريكي من انقسام اجتماعي، سيشكل نواة حالة امريكية فريدة.

لا يمكن للعالم أن ينسى ما كشفه ترامب في حملته الإنتخابية 2016، وما تطرق له من محظورات الساسة الامريكيين، وحمّل خلاله الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مسؤولية خلق جماعة داعش الارهابية، وتمكن من خلال هذا الطرح وجرأته في طرح مثل هذه المسائل من حصد فوز في ولايته الأولى.

ترامب هذا يبدو انه يحمل في عنقه خطيئة مشابهة لحالة أسلافه، بما قدّمت ايديه من تقسيم للمجتمع الامريكي، واذكاء حالة الارهاب الداخلي، وما شهده الاربعاء الأسود الأول، ماهو إلا بداية لهذه الحالة، أما الاربعاء القادم، فربما يكون سواده أحلك من سابقه.

سواء أكان إعلان ولاية سان فرانسيسكو عن إطلاق الرصاص الحي، وإصابة 5 أشخاص بجروح وفقاً لشرطة الولاية، أو إلقاء القبض على شخص مشتبه به في العاصمة واشنطن، يحمل اسلحة ومدجج بالذخيرة، اضافة الى اعتماد مزيّف لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد الاربعاء، أو حالة اطلاق النار في اريزونا وسقوط صحايا في الحادث، كل هذا يدل على أن الاربعاء المقبل لن يكون كبقية الايام العادية للامريكيين.

ربما حالات إطلاق النار في الولايات المتحدة ليست بالحالة الجديدة على المجتمع الامريكي، ولكن، ان تصبح هاجساً ومصدر قلق على المستوى الرسمي، وان تُفرض من أجلها حالة من الطوارئ في البلاد، فرض حالة استنفار امني في 50 ولاية في البلاد، وأن تخرج مراسم التنصيب الرسمية لرئيس البلاد عن الحالة المرسومة عبر عقود من الزمن، إلى حالة استثنائية، فهذا يعني الكثير لبلد مثل امريكا تحاول دائما فرض نموذجها السياسي والاجتماعي على بقية دول العالم، باعتبار نفسها “النموذج الأرقى”.

إلا أن المستقبل الذي أسس قواعده ترامب في البلاد، من خلال تهوّره وعنجهيته، يبدو أنه سيكون قاتما اكثر من هذه الايام التي تعيشها امريكا، الارهاب الامريكيالذي ارعب العالم، وبقيت هي بعيدة عنه، بات يضربها اليوم في الصميم، وليس الارهاب الذي حاولوا جاهدين ربطه بطريقة او باخرى، بالاسلام عبر امبراطورياتهم الاعلامية، وقراراتهم الاحادية الاستكبارية، بل الارهاب الحقيقي، الارهاب الذي أسس لجميع حركات واشكال الارهاب في العالم، وكان الداعم الاساس، والمنشيء الرئيس لهذا الارهاب، وفقا للرئيس ترامب نفسه، والذي عجزت جميع مؤسسات بلاده عن تكذيب ودحض ما قاله.

المصدر: العالم