في ظل إستمرار التجاهل الأممي.. حصار نفطي خانق يهدد بكارثة إنسانية في اليمن..!

192

أبين اليوم – خاص

مع إستمرار تحذيرات التقارير الأممية من سوء الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، جراء الحرب العسكرية وأشكال الحصار الاقتصادي المفروضة على اليمن طوال السنوات الست الماضية، إلا أن الأمم المتحدة، تتجاهل ممارسات القرصنة والاحتجاز للإمدادات الغذائية والدوائية والوقود من قبل بحرية دول التحالف قبالة ميناء جيزان بالبحر الأحمر ومنع دخولها الى ميناء الحديدة، بالرغم من إشراف الهيئة الأممية نفسها على منح التصاريح للسفن المحملة بالإمدادات للشعب اليمني.

عدد من القطاعات الخدمية والحيوية في صنعاء، أطلقت نداء للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري للإفراج عن سفن الوقود لضمان إستمرار تقديم الخدمات للمواطنين والتخفيف من معاناتهم. محذرة من كارثة إنسانية تهدد حياة المواطنين بسبب إستمرار أعمال القرصنة البحرية واحتجاز سفن المشتقات النفطية من قبل بحرية تحالف الحرب والحصار بقيادة السعودية والإمارات.

وقال ناطق وزارة الصحة في حكومة صنعاء الدكتور نجيب القباطي أن أكثر من 400 مستشفى عام وخاص في أنحاء البلاد مهددة بالإغلاق خلال الأيام القليلة المقبلة بسبب أزمة المشتقات النفطية الخانقة.

وأشار إلى أن وزارته تتلقى نداءات من كافة المستشفيات والمراكز الصحية بتدني خدماتها الصحية وقرب إغلاق أبوابها في حال استمرت دول التحالف منع دخول المشتقات النفطية.. مبيناً أن أكثر من 220 عملية قيصرية يصعب إجراؤها خلال 24 ساعة المقبلة.

ولفت الدكتور القباطي إلى أن 200 طفل حديثي ولادة يومي مهددة حياتهم بالوفاة في حال تعذر إستمرار عمل حضانات المستشفيات بسبب نقص الوقود، كما أن الأقسام الحيوية في المستشفيات من عنايات مركزة وعمليات وحاضنات وأجهزة الفحص والتشخيص مهددة أيضاً بالتوقف.

وأكد ناطق وزارة الصحة أن 15 مركز غسيل كلوي يستفيد منه 10 آلاف حالة منها خمسة آلاف حالة غسيل كلوي مهددة حياتهم جراء النقص الحاد في المشتقات النفطية المخصصة لمراكز الغسيل الكلوي في عدة محافظات.

منوهاً بأهمية توفير الوقود لتوفير الخدمة الصحية لقرابة 200 ألف مريض بالسكري يحتاجون للإنسولين وتوفير الخدمة لـ40 ألف من المصابين بمرض السكر.

وفي السياق، أوضح مدير المؤسسة العامة للكهرباء إبراهيم قاسم المؤيد أن محطات مياه الشرب معرضة للتوقف خلال أيام قليلة نتيجة نفاد وقود محطات الكهرباء بفعل استمرار الحصار.. مندداً باستمرار تحالف الحرب في أعمال القرصنة على سفن المشتقات النفطية.

وتعرضت كثير من الأراضي الزراعية للتصحر نتيجة نفاد الوقود اللازم لريها بحسب وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الري واستصلاح الأراضي الدكتور عز الدين الجنيد، والذي أشار الى أضرار مباشرة وغير مباشرة على القطاع الزراعي بسبب إستمرار أعمال القرصنة البحرية على سفن الوقود، مما يهدد مصادر الأمن الغذائي في اليمن.

وقال وكيل وزارة الصناعة والتجارة عبد الله عبد الولي، إن 1200 منشأة مهددة بالتوقف وبعضها متوقفة عن الإنتاج بسبب قرصنة العدوان للمشتقات النفطية فضلاً عن ستة مطاحن تراجع إنتاجها نتيجة نقص الوقود، فيما أكدت الهيئة العامة لتنظيم شؤون النقل البري، أن أكثر من ألفي قاطرة محملة بمواد غذائية ما تزال متوقفة بمنطقة الصليف في الحديدة جراء إنعدام الوقود، ما ينذر بكارثة غذائية حقيقية في حال استمر التحالف في احتجاز سفن النفط. وحذر رئيس الهيئة وليد الوادعي من توقف الأنشطة الخدمية، وبيّن أن 150 ألف وسيلة نقل وبضائع تأثرت بسبب عدم توفر الوقود.

وكانت شركة النفط اليمنية أكدت أكد أن بحرية التحالف لا تزال تحتجز 13 سفينة محملة بالمشتقات النفطية، كما تختطف وتغيب سفن المشتقات النفطية لأكثر من عشرة أشهر وإخضاعها لإجراءات تعسفية.

وأشار المسؤولون في الشركة إلى أن إستمرار الحصار على اليمن يخلف مأساة وكارثة إنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، خاصة قطاعات الكهرباء والصحة والمياه والبيئة والنقل وغيرها. مجددين النداءات الإنسانية باسم المواطنين والقطاعات الأشد تضرراً من انعدام المشتقات النفطية إلى أحرار ومنظمات العالم بالضغط للاستجابة العاجلة للإفراج عن السفن المحتجزة.

وكشفت وزارة النفط في حكومة صنعاء، عن خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة تجاوزت 10 مليارات دولار في مختلف القطاعات الحيوية والخدمية، جراء إحتجاز سفن مشتقات النفط، ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة. ونوهت بأن الممارسات التعسفية لتحالف الحرب والحصار خلال 2020م، أحرم أبناء الشعب اليمني من الاستفادة من التخفيضات في أسعار الوقود التي شهدها العالم إثر انتشار جائحة كورونا.