الإنتخابات الرابعة في كيان الإحتلال لا جنرالات في المقدمة..!

236

أبين اليوم – الأخبار الدولية

منذ العام 1948 لم يغب الجنرالات الإسرائيليون عن إنتخابات برلمانية كما يغيبون في الإنتخابات التي ستجري في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

في المنافسة المستمرة منذ عامين هذه المرة في المقدمة لا موشيه يعلون ولا جابي اشكينازي وحتى جانتس خائن الرفاق كما يسمونه في (اسرائيل) يتأرجح حزبه أزرق أبيض بين الحسم واللاحسم، وفي المقابل المتنافسون هذه المرة، سياسي فاسد يرى بحالة اللاستقرار فرصة للبقاء في مكانه ويفضل الإنتخابات الخامسة إن لم يستطع تشكيل حكومة يمينية على مقاسه، وصحفي يمتلك الكازيزما والمعرفة السياسية لكنه يفتقد تأييد اليمين الديني والذي يرى بأن وصوله إلى رئاسة الحكومة سيفقد هذا اليمين امتيازاته..

وسياسي منشق لم يجد في حزب الليكود  فرصة للوصول إلى رئاسة الحكومة فقرر ان يشكل جسماً سياسياً للمنافسة لكنه يحمل ذات الأفكار التي يحملها منافسه الفاسد، ثلاثة قوائم انتخابية تتنافس على مقاعد الكنيست لا يوجد على رأس أي منها جنزال ولا حتى في المواقع التالية في هذه القوائم..

في السابق كان السياسييون الاسرائيليون الذين لم يصلوا إلى مواقع متقدمة في الجيش الإسرائيلي يستعينون بالجنرالات كي يمنحوهم دعماً أمام الجمهور الإسرائيلي الذي يثق بمؤسسته العسكرية وبمن يقف على رأسها، لكن على ما يبدو فإن هذا الجمهور تغيير مزاجه ولم يعد ينظر للمؤسسة العسكرية بذات الاحترام الذي كان ينظر إليها في السابق..

لكن الكل مقتنع في الكيان الاسرائيلي أن  نتنياهو إستطاع على مدار عامين ان يخدع الجنرالات وان يتلاعب بهم وان يدفع بهم الى صفقات خرج هو الرابح الوحيد فيها وان يقذف بهم إلى الوراء بعد أن كانوا في المقدمة..

وفي قراءة أكثر عمقاً للمشهد فإن زمن الجنرالات انتهى حقيقة بعد ارئيل شارون لا سيما وان الشارع الإسرائيلي لم يجد فيمن جاء بعد شارون من جنرالات الهالة التي كان يبحث عنها دوماً والمقصود هالة المنتصر ،والمنتصر هنا له شروط كثيرة غير متوفرة على الإطلاق في الجنرالات الذين حاولوا ان يخوضوا العمل السياسي في اثر ارئيل شارون أو في العقدين الأخيرين، في كيان الإحتلال الإسرائيلي الايمان بالقائد العسكري المنتصر لم يعد موجوداً لأن كافة المعارك التي خاضها الكيان في العقود الثلاث الأخيرة لم يخرج فيها جيشه بانتصار صريح واحد..

فالجنرالات الذين تسلموا زمام المؤسسة العسكرية بعد العام 2000 لم يحققوا انتصاراً حقيقياً سواء في مواجهة الفلسطينيين العزل في الانتفاضة الثانية او في مواجهة المقاومة اللبنانية في العام 2006 او في مواجهة قطاع غزة في أربعة حروب ،وعلى العكس فقد تعاظمت قوة المقاومة اللبنانية في الشمال وكذلك تعاظمت قوة المقاومة الفلسطينية في الجنوب ، وعليه الجيل الاسرائيلي الجديد لم يعد يتباهى باي انتصار حقيقي وغابت عنه مصطلحات قوة الردع والجيش الذي لا يقهر وبات يعرف مصطلحات جديدة مثل استعادة هيبة الردع وتحصين الجبهة الداخلية..

وعليه فمن الطبيعي أن يغيب الجنرالات عن المنافسة وان يستمر شخص فاسد تاريخه مليء بالكذب والخداع والألاعيب في موقع القيادة ، التغيرات الفكرية في المجتمعات تحتاج الى عقود بينما التغيرات الفكرية في كيان الاحتلال تحدث بأسرع من ذلك لأن هذا المجتمع مرتبك دائماً وغير قادر على تحقيق ما يريد.

المصدر: العالم