الإنتخابات في القدس وصراع اللحظات الأخيرة مع الإحتلال..!

159

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بدأ العد التنازلي لبدء سباق الدعاية الانتخابية للانتخابات التشريعية في فلسطين ومازال أمر القدس لم يُحسم بعد.

ومع تأخر الرد الإسرائيلي وترجيح رفض الإحتلال لمشاركة المقدسيين في الإنتخابات بدأت الأصوات الفلسطينية تعلو لتنقسم لفريقين، فريق يرأسه محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية والذي أعلن مراراً وتكراراً لا إنتخابات بدون القدس..

فهو يرى أنها معركة قانونية قبل أن تكون انتخابية على إعتبار أنه عندما تجري عملية ديموقراطية في مدينة أعلنت الولايات المتحدة بشكل رسمي أنها عاصمة للكيان الإسرائيلي فذلك يعتبر تثبيت للشرعية الفلسطينية فيها.

وبالتالي فمبرر الرئيس عباس في إصراره على القدس له أبعاد قانونية في إطار معركة دولية. ولكن ، بحسبة المصلحة الفلسطينية الداخلية فالانتخابات ضرورة مُلحة ولا يجب تأجيلها تحت أي ظرف وهذا هو رأي الفريق الثاني والذي يمثل غالبية القوائم الأخرى وعلى رأسها حركة حماس التي ترى بأن تأجيل الإنتخابات لا يخدم إلا الإحتلال الذي تعمد عدم إعطاء موافقة للانتخابات في القدس ليصل لهذه النتيجة وهي عدم إجراء انتخابات فلسطينية وبقاء الحالة الفلسطينية متشرذمة ..

ولكن قضية القدس لم يحسمها الاحتلال بعد ، بقي لدينا أسبوعان يمكن خلالها للكثير من المفاجآت أن تباغتنا ولعل حركة حماس أرسلت رسالتها للاحتلال فيما يتعلق بالقدس وقد فُهمت الرسالة ضمنياً ، وكيف لا تُفهم وقد حلقت على أجنحة صاروخين انطلقا من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية..

صحيح أن حماس لم تعلن مباشرةً مسؤوليتها عن تلك الصواريخ ولكن التقديرات والتحليلات تشير إلى أنها شكل من أشكال الضغط على الاحتلال لسببين أولهما التأكيد على ضرورة قبوله بانتخابات فلسطينية في القدس وثانيهما رفضاً لسياسة الاعتقال التي ينتهجها ضد أعضاء قائمة القدس موعدنا التي تمثل حركة حماس..

وقد ثبتت تلك التحليلات بعد أن أعلن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في تصريحات اعلامية له أن حركة حماس أوصلت للاحتلال رسالة بأنها لن تقبل بأن يفرض إرادته عليها من خلال اعتقال المرشحين ومنع الإنتخابات..

وبالتالي تبين الخيط الأبيض من الأسود وبات من الواضح أننا نعيش في أصعب أيام السباق نحو الانتخابات فالاحتلال لا يريد لها أن تتم ، والمقاومة دخلت على الخط ، فحماس وصفت التراجع عن الإنتخابات بسبب رفض الاحتلال هو استسلام وهزيمة أمام العدو وهذا يعني أنها لن تقبل بعرقلة الاحتلال لها.

بل ذهبت لأبعد من ذلك حينما قالت عبر العاروري أيضا معركة القدس من الممكن أن تتحول إلى شرارة انتفاضة .. وبالتالي هناك حرص فلسطيني كامل على إجراء الانتخابات في القدس والمحاولات ما تزال مستمرة بمختلف الوسائل.. فكل فصيل يضغط حسب قناعاته في الضغط التي يمارسها على الاحتلال سواء دبلوماسية وسياسية كما تفعل فتح أو ضغط مسلح كما تفعل حماس ..

ولكن إن باءت المحاولات بالفشل فالغالبية العظمى من الفصائل تدعم باتجاه اتمام العملية الإنتخابية لاسيما وأن تأجيل الإنتخابات سيُدخل الحالة الفلسطينية في دوامة من الخلافات وتعميق الانقسام.

 

المصدر: العالم