في الذكرى الرابعة لبيعة بن سلمان.. هل من إنجازات يُحتَفَلُ بها..!

763

أبين اليوم – الأخبار الدولية

أربعة أعوام مضت على بيعة محمد بن سلمان ولياً للعهد في السعودية، بعد إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه، وتعيين بن سلمان بدلاً عنه ونائباً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع.

تاريخ محمد بن سلمان منذ تسلمه مناصب عليا في المملكة، حافل بالأزمات الداخلية والخارجية والحروب المباشرة وبالوكالة، تصفيات لمعارضين ورشاوى، عزل أقارب ومسؤولين عن مناصبهم، والاستيلاء على أموال أمراء، قطع علاقات مع دول إقليمية وجارة وشقيقة، الإعلان عن مشاريع عملاقة لم يتحقق منها إلا اليسير..

حين تولّى الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم في السعودية في 23 يناير 2015، أصدر أمرًا ملكيًا يقضي بتولّي محمد بن سلمان وزارة الدفاع بالإضافة إلى تعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشارًا خاصًا للملك، ثم أتبعه بأمر ملكي آخر يقضي بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة محمد بن سلمان.

ومع إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من منصب ولي العهد “بناء على طلبه” (المجبر عليه بحسب مصادر مطلعة) في 29 أبريل 2015، واختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد، صدر أمر ملكي ينص على إختيار محمد بن سلمان وليًا لولي العهد وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في منصب وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.

اول خطوة على طريق الأزمات خطاها بن سلمان هي شن عدوان على اليمن، ظناً منه أنه سيستطيع تحقيق أهدافه خلال أسبوعين كما تم الاعلان عنه، ونتج عنه عشرات آلاف الضحايا من المدنيين ومئات آلاف الجرحى والمعاقين، ومجازر بالجملة وتدمير للبنى التحتية وتفشي للأمراض والأزمات في ظل الحصار السعودي الخانق..

لكن هذا العدوان وبعد مرور سنوات تحول الى مستنقع وحل علقت فيه السعودية وبدأ حلفائها بالتخلي عنها، وتحول الجيش اليمني من وضع الدفاع الى الهجوم وتنفيذ عمليات نوعية داخل العمق السعودي، الأمر الذي جعل السعودية تستجدي عبر الوسطاء مفاوضات لإنهاء الأزمة بأقل الخسائر.. وبذلك فهذه الخطوة كلفت المملكة الكثير من الإمكانيات والاموال والخسائر البشرية وحطت من منزلتها في المنطقة وغيرت كل قواعد الاشتباك.

في عام 2016 خرج ابن سلمان بما يسمى رؤية 2030، وهي كما اعلن عنها مرحلة جديدة في السياسة التنموية والاقتصادية، وتتضمن خططاً وبرامج تنموية تشمل قطاعات اقتصادية واجتماعية واسعة، وأهدافها، بحسب محمد بن سلمان، أن تكون السعودية “نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة”، الأمر الذي لم يتحقق منه شيئاً أيضاً..!

في 5 يونيو 2017 قررت السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، وحثت معها الإمارات والبحرين ومصر لعمل مماثل، بذريعة دعم الإرهاب من قبل قطر، وتم حصارها ومقاطعتها براً وجواً وبحراً وعدم اشراكها في اجتماعات مجلس التعاون، كما ان السعودية قطعت علاقتها وحددتها مع تركيا، وسبقتها قطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، وتوتر في العلاقات مع كندا، وفيما بعد توترت علاقتها مع باكستان وغيرها.

في 21 يونيو 2017، أصدر الملك سلمان أمرًا ملكيّا – بعد إعفاء محمد بن نايف من منصبه – يقضي باختيار محمد بن سلمان وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرًا للدفاع. كما أصبح يرأس مجلسي “الشؤون الاقتصادية والتنمية” والشؤون السياسية والأمنية، حيث تؤكد المصادر ان بن نايف اجبر على ترك منصبه ووضع تحت الاقامة الجبرية ليظهر بعد فترة ويبايع بنفسه محمد بن سلمان!

وفي سابقة خطيرة ومفاجئة تم القبض على ما يقرب من 400 من أقوى الشخصيات في السعودية، بينهم أمراء ورجال أعمال كبار ووزراء، واحتجزوا في فندق ريتز كارلتون، في ما أصبح يوصف بأنه أكبر عملية تطهير وأكثرها إثارة للجدل في تاريخ المملكة الحديث.

وتقول صحيفة غارديان (The Guardian)  البريطانية في تقرير حصري لها إن تلك الاعتقالات هزت أسس المجتمع السعودي، وحوّلت على الفور شخصيات مسؤولة كبيرة لا يمكن المساس بها إلى أهداف للاعتقال. وضُرب بالقوانين عرض الحائط، وتم الاستيلاء على الأصول، والقضاء على إمبراطوريات تجارية، وتمزيق الاتفاق التقليدي بين الدولة والنخبة المؤثرة بين عشية وضحاها، وتؤكد التقارير ان هذه الخطوة كانت بأمر محمد بن سلمان بنفسه وبإشرافه ايضا.

وفي الثاني من أكتوبر عام 2018، اقدم محمد بن سلمان، على خطوة متهورة أخرى، حيث انقطعت أخبار الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي بدخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، التي زارها لاستخراج ورقة لإتمام زواجه، حيث قالت خديجة جنكيز، خطيبة جمال، التي كانت بانتظاره خارج السفارة، إنه لم يخرج، وأُعلمت السلطات التركية باختفاءه، في حين أصدرت السلطات السعودية بيانات كذّبت تلك الأخبار، نفت فيها عدم خروجه وأكدت أنه غادر القنصلية بعد وقتٍ قصير.

وفي الخامس من أكتوبر صرّح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنّ خاشقجي قد غادر المبنى والسعودية مستعدة للسماح لتركيا بالدخول وتفتيش القنصلية.. لكن وبعد تصعيد اعلامي وتصريحات تنفي من هنا وهناك، اقرت السعودية في مساء الجمعة 19 أكتوبر وأعلنت لأول مرة منذ اختفاءه بأن خاشقجي لم يخرج من السفارة، وقالت أنه مات فيها نتيجة شجار واشتباك بالأيدي معه مما أدى إلى وفاته..

ليتبين بعدها أن محمد بن سلمان قد ارسل مجموعة متخصصة لقتل خاشقجي وتم قتله وتقطيعه واذابة جثته داخل القنصلية، بحسب تقارير التحقيقات والسلطات الأمنية التركية، وهي جريمة لاقت تنديداً واستنكاراً كبيرين من الكثير من الدول والمؤسسات الحقوقية والقانونية.

وبعد هذه النبذة عن أبرز الاخفاقات والمشاكل والأزمات التي سببها محمد بن سلمان، فهل هناك إنجازات يحتفل بها ابن سلمان وموالوه وجيشه الاليكتروني بعد مرور 4 أعوام على “البيعة”؟

 

المصدر: العالم