أحلام “نتنياهو“.. والملف الأسود للموساد..!

196

أبين اليوم – الأخبار الدولية

يقال أن رئيس وزراء كيان الإحتلال الإسرائيلي الفاشل في كل المقاييس “بنيامين نتنياهو” عين يوم أمس الإثنين رئيساً جديداً لجهاز الموساد الإسرائيلي (الضابط دافيد دادي برنيع) خلفاً لرئيسه (يوسي كوهين)، مؤكداً ان المهمة الأولى الملقاة على عاتق جهاز الموساد هي منع إيران من إمتلاك ما اسماه بـ”السلاح النووي” المزعوم.

شغل دافيد دادي برنيع منصب نائب رئيس الموسادمنذ العام 2019، وخدم في وحدة كوماندوز النخبة الإسرائيلي سرية هيئة الأركان العامة وتولى عدة مناصب في أقسام الموساد، من بينها قيادة وحدات العمليات في الكيان الإسرائيلي والخارج، كما تولى قيادة فرقة “تسوميت” في الموساد، وشارك في الاتصالات التي قادت إلى اتفاقيات التحالف وتطبيع العلاقات بين الاحتلال الاسرائيلي والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

“الموساد”.. تكاليف ومهمات جديدة:

الموساد.. إنه إختصار لعبارة “استخبارات ومهمات خاصة” وهو عبارة عن وكالة إستخبارات إسرائيلية تتصدى للتهديدات الخارجية، حيث تأسست في 13 ديسمبر 1949، اي مباشرة بعد عام أحداث النكبة المأساوية التي وقعت في 1948، وهو عام الجرائم الدموية وارتكاب الفضائع بحق الإنسانية التي انصبت على تشريد أبناء شعب كامل الى خارج دياره وهدم معظم معالم مجتمعه السياسية والاقتصادية والحضارية، واخراجه عنوة من بيته وترحيله الى خارج أرضه لصالح إقامة كيان يهودي عنصري.

تأسس الموساد الإسرائيلي مباشرة بعد إحتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وترحيل ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسة وتحويلها إلى مدن يهودية.

وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.

مهام متعددة ملطخة بدماء الأبرياء:

يتم تكليف جهاز الموساد الإسرائيلي للاستخبارات والمهام الخاصة من قبل حكومة الكيان الإسرائيلي مباشرة لمهام جمع المعلومات بالدراسة الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود فلسطين المحتلة، كما يعمل جهاز الموساد الإسرائيلي بصفته مؤسّسة رسمية بتوجيهات من قادة الكيان الإسرائيلي ووفقاً للمقتضيات الاستخباراتية والعملية المتغيرة، مع مراعاة الكتمان والسريّة في أداء عمله.

تندرج بين المجالات المتنوعة التي يعمل فيها الموساد إقامة علاقات سرية كعقد معاهدتي التسوية مع مصر “كامب ديفيد” والأردن “وادي عربة” والسعي للتوصل لاتفاقيات تطبيع مع دول عربية حيث لعب رئيس الموساد يوسي كوهين “الذي كان قد ترأس الجهاز بداية عام 2016″، دورا كبيرا في تطبيع العلاقات بين الكيان الاسرائيلي والإمارات والبحرين ومن ثم السودان والمغرب.

وأيضاً من المجالات الأخرى التي يعمل فيها جهاز “الموساد” الاسرائيلي قضايا الأسرى والمفقودين بالإضافة إلى مجال التقنيات والأبحاث، ولا يخفى ان هذا الجهاز متورط أساساً في عمليات كثيرة ضد الفلسطينيين وضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر يعتبرها الكيان الإسرائيلي معادية لـ”اسرائيل”، ولا يزال يقوم حتى الآن بعمليات التجسس حتى ضد الدول الصديقة للكيان الاسرائيلي والتي له علاقات دبلوماسية معها.

التغييرات الإسرائيلية = هواء في شبك:

الرهان الإسرائيلي على المسؤولين الاميركيين خصوصاً الموالين للكيان الصهيوني في اللوبي الإسرائيلي أثبتت الأيام فشله بجدارة، بعد تحرك كوهين ووفده الأمني (خلال زيارته للولايات المتحدة) على المسؤولين الأميركيين الذين لا يزالون ينظرون إلى دعم الولايات المتحدة لـ”إسرائيل” على أنه مقدس، وبالتالي قد يعارضون أي شيء يمكن أن يمس ولو بالوهم والخيال الامني الاسرائيلي.

رغم سعى “كوهين” وبشدة لتحييد الولايات المتحدة والى وضع العصي في دواليب التحرك الاميركي بشأن الإتفاق النووي وعرقلة عودتها اليه من خلال زيارته للولايات المتحدة التي بدأها بداية الشهر الجاري حيث التقى الرئيس جو بايدن وناقشا الملف النووي، فيما سعى البيت الأبيض لان يكون الاجتماع سريا، ما يشير الى خواء ثمار التحرك الاسرائيلي وفشله من جني كل ثمر بنفع طموحات نتن ياهو الفضائية، حتى تم التغيير الاخير في جهاز “الموساد” علّه يُحدث ما عجز عنه “كوهين”.

إنتصارات إيران المتلاحقة:

التغييرات الإسرائيلية جاءت متزامنة مع إعلان ايران الإنتصار الكبير للشعب الإيراني في الملف النووي اثر إعتراف أمريكا بفشل الضغوط القصوى، ما دفع الاميركيين وهم مضطرون لالغاء كل إجراءات الحظر المنتهكة للاتفاق النووي، وذلك حسب تعبير الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اكد ان الالغاء جاء مقابل صمود ومقاومة الشعب الايراني، وان هذا الانتصار هو ثمرة صبر الشعب الايراني وان الحكومة عبأت كل طاقاتها لادارة اصعب مرحلة مرت بها ايران.

يقول سفير ومندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل اوليانوف، ان خطوات ايران في خفض التزاماتها النووية تعود لسياسة الضغوط القصوى التي مارستها اميركا ضدها والتي أدت بالتالي إلى تطور البرنامج النووي الايراني، مضيفا ان هناك عددا كبيرا من المعارضين للاتفاق النووي الذين لا يمتلكون على الاطلاق أي بديل مناسب لاحيائه، منتقداً سياسة الضغوط القصوى الأمريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ومؤكداً ن إستمرار سياسة الضغوط القصوى أدى الى تقدم البرنامج النووي الايراني خارج قيود الاتفاق النووي.

في هذه الأثناء، أشارت ايران إلى أن احتياطي اليورانيوم المخصب بنسبة 20% بلغ اكثر من 90 كيلوغراما، وأن حجم اليورانيوم المخصب بنسبة 60% وصل الى اكثر من 2 كيلوغرام ونصف الكيلو غراما فيما وصل اليورانيوم المخصب بنسبة 5% إلى أكثرَ من 5 أطنان.

ايران المنتصرة مددت أيضاً اتفاقية المراقبة مع الوكالة الدولية للطاقة لمدة شهر واحد بالشروط السابقة التي فرضتها في الاتفاق السابق، حيث أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي أنه أجرى إتصالا هاتفيا مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بهذا الصدد.

هوس واهتمام “نتنياهو” الذي بات قاب قوسين او أدنى من سقوطه المدوي داخلياً، والذي اقحم مجتمعه الاستيطاني المتصهين في رهان خاسر باعتدائه على الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وفي قطاع غزة والذي بات “نتن ياهو” بسبب اعتداءاته وفشله السياسي وفساده وملفات المحاكم التي تلاحقه على شفا هزيمة سياسية نكراء مشفوعة بلعنات الفساد وهو يعرف تماما اليوم اقتراب هزيمته بكل المستويات في داخل الكيان الاسرائيلي اللقيط.

ان هوس هذا الـ”نتن ياهو” المفرط بملف خيالي مزعوم لا وجود له (السلاح النووي الايراني) يشير الى مدى الهلع والخوف اللذين ينتابان القتلة والمجرمين لدرجة ان “المريب يكاد يقول خذوني”، ما يشير ايضا الى فشل مدير جهاز الموساد “كوهين” في انجاز هذه المهمة الافتراضية او لنقل (الخيالية) المترسخة فقط في ذهن “نتنياهو” ومن شاكله ممن تلطخت اياديهم بدماء الفلسطينيين.

 

المصدر: العالم