حملة الإنتقالي ضد السلاح في عدن وترتيبه لمعركة أبين ولحج .. تصعيد أم ترتيب عودة هادي.. “تقرير“..!

1٬426

أبين اليوم – تقارير

كثف المجلس الانتقالي، المدعوم إماراتياً جنوب اليمن، تحركاته في عدن ومحيطها في الوقت الذي تعثرت فيه طموحاته في إمكانية تحقيق مكاسب قبل انطلاق مفاوضات السلام الشامل في اليمن، فما أبعاد وتوقيت التحرك الجديد وهل يهدف للتصعيد مجدداً أم لترتيب بيته تحسباً لعودة حكومة هادي؟

في آخر خطوة له، أمهل إدارة أمن الانتقالي في عدن الفصائل الجنوبية المنتشرة في المدينة والمحابية لمطالب الإنتقالي في استعادة الدولة “15” يوماً للمغادرة وإخراج سلاحها من المدينة ، متوعدة إياها بحملة مصادرة للسلاح لا تستثني أحد بما فيها “قوات المقاومة الجنوبية” واحالة كل من يتجول بالسلاح للتحقيق والمحاسبة.

هذه الخطوة تعد ضمن حملة بدأتها سلطة الانتقالي في عدن الأسبوع الماضي عبر توزيع منشورات تطالب بعدم حمل السلاح في شوارع المدينة وضرورة ترقيم كافة المركبات قبل احتجازها أو مصادرتها، وهي مؤشر على وجود ترتيبات للبدء بتنفيذ الشق العسكري من إتفاق الرياض والذي يقضي بخروج الفصائل الجنوبية من عدن ضمن شروط سعودية مقابل إعادة حكومة هادي إلى عدن أو جزء منها..

لكن الأخطر في الأمر أن الإنتقالي الذي يحكم قبضته على عدن قد يجد نفسه في مأزق جديد سبق لرئيسه وان اعترف به للسعوديين بشأن وجود كم هائل من الفصائل المسلحة ذات التشكيل الجهوي والتي تبلغ بحسب تقديرات الزبيدي 39 فصيل أغلبها لا تدين بالولاء للمجلس وتتلقى أوامرها من أطراف داخل الشرعية..

كما أن معظمها لا تزال تتقاسم احياء عدن وشوارعها كمربعات سكنية تديرها باستقلال عن سلطة الانتقالي المركزية في المدينة وفي حال تكالبت هذه الفصائل ستتحول عدن إلى مستنقع اقتتال مناطقي بين فصائل الإنتقالي والتي تصاعدت حدتها مؤخراً مع تقاطر أبناء ردفان رداً على حملة أبناء الضالع في بئر فضل..

وكذا تهديد قبائل يافع بالانتقام من الضالع رداً على حملة التصفية بحق ابنائها في الوية الدعم والاسناد وآخرها إستهداف شاحنة نقلهم في ابين واغتيال مسؤول الرقابة والتفتيش بهذه الالوية.
المشكلة لا تكمن في عدن فقط ، حيث بدأت الفصائل نشر نقاط تفتيش في مناطق سيطرتها تحسباً لحملة إدارة أمن عدن ومحاولة لقطع الطريق على اي مساعي لتقييد تلك الفصائل التي كثف مقاتليها من حملة نهب المنازل وطرد المالكيين في خطوة تشير لبحث هذه الفصائل عن بدائل لتأمين وجودها مستقبلاً..

بل في محيطها وتحديداً في أبين البوابة الشرقية ولحج البوابة الشمالية حيث بدأ الإنتقالي قرع طبول الحرب فيهما ضد خصومه في الشرعية بعمليات إرهابية وصولاً إلى اجتماع على مستوى القيادات العسكرية لترتيب ما وصفها اجتماع ترأسه الزبيدي مساء السبت، وحملة ضد أوكار الإرهاب..

فهذه الخطوة قد تحمل عدة أبعاد اولها إن الإنتقالي يسعى لإخراج فصائله من عدن بطريقة مهذبة بحجة المشاركة في العملية الجديدة وهو بذلك يتجاوز إشكالية التصعيد في معقله الرئيس بعدن..

وثانيها.. ان المجلس سيحقق من خلال هذه الخطوة تأمين معقله بنشر قواته في خطوط دفاعية متقدمة وهو ما يعني ضرب عصفورين بحجر واحد.. فهو من ناحية ينفذ للسعودية مطلبها بخروج قواته من عدن ومن ناحية أخرى ينقل المعركة إلى معاقل خصومه بـ”الشرعية” وتحديداً في أبين ولحج ما يعزز حظوظه خلال مفاوضات توزيع المحافظين ويضم المحافظتين اللتان لا تزالان بيد هادي إلى حصته جنوداً.

 

YNP