حكومة الطامحين في الملعب الأمريكي..!

1٬298

أبين اليوم – الأخبار الدولية

بنيامين نتنياهو في خطابه كرئيس للمعارضة الإسرائيلية في الكنيست توقع أن لا تدوم حكومة بينت -لبيد سوى أشهر معدودة وان يعود هو إلى الكرسي الأهم في كيان الإحتلال الإسرائيلي.

والحقيقة أن ما قاله نتنياهو ليس اكثر من (حرارة الروح) ومحاولة للانتصار الذاتي في وقت فشلت كل ألاعيبه في أن تثني المختلفين بالتعالي عن خلافاتهم والتوحد في مواجهته وإسقاطه، أن حكومة بينت – لبيد وجدت لتبقى على الأقل عامين من الآن وبرعاية امريكية تامة..

الإدارة الأمريكية الحالية كان لها دور كبير في تشكيل هذه الحكومة وسيكون لها دور أكبر في الحفاظ عليها في المرحلة المقبلة ، الإدارة الأمريكية لا تراهن على نفتالي بينت المتطرف إلا في قدرته على أن يبقي اليمين القومي حوله وان يظلوا بعيداً عن نتنياهو..

وإن كان بينت يرى نفسه خليفة لنتنياهو ويعتقد أن بغياب الأخير سيستطيع ليس فقط ان يجمع اليمين القومي وإنما أيضاً اليمين الديني وان يشكل حالة تشبه حالة معلمه نتنياهو الذي جلس على كرسي رئيس الحكومة لأكثر من خمسة عشر عاماً بينها اثنا عشر عاماً منواصلة..

بينت يعتقد انه قادر خلال العامين المقبلين ان يطرح نفسه زعيماً يمينياً دون منازع من خلال زيادة الاستيطان وتنفيذ أجندة اليمين بهدوء ودون ضجة ، أما الطامح الآخر فهو يائير لبيد الذي أثبت خلال الأسابيع الماضية للاسرائيليين انه رجل دولة تنازل عن مقعد رئيس الحكومة من أجل الإستقرار ومن أجل عدم خوض انتخابات خامسة ستكلف الكيان ملايين الدولارات..

والرجل اليوم بوصفه نائباً لرئيس الحكومة ووزيراً للخارجية سيعمل بكل ما اوتي من قوة ليطرح إسمه في البورصة السياسية كرئيس وزراء محتمل في السنوات المقبلة يمثل الوسط الذي انحرف نحو اليمين..

لبيد سيسعى من موقعه الجديد ان يعيد العلاقة المتوازنة مع الولايات المتحدة لاسيما فيما يتعلق بموضوع التسوية مع الفلسطينين وليس مستبعداً ان يقدم على لقاءات مع القيادة الفلسطينية وهو ما تريده واشنطن في المستقبل القريب، الرجل يدرك ان واشنطن – التي شاب علاقتها مع الكيان الشوائب في الفترة ما بين مجيء بايدن وسقوط نتنياهو – هي الراعي الرسمي لكيانه وهي لديها من الأدوات ما تستطيع به أن تحافظ على حكومة وان تسقط اخرى..

اما الطامح الثالث فهو الجنرال بيني جاتتس والذي لجأت إليه واشنطن بعد تهديد نتنياهو باستهداف إيران كي يضبط الإيقاع وفق الالحان الأمريكية الجديدة..

جانتس من موقعه كوزير للحرب سيحاول استعادة سيرة إسحق رابين الجنرال المنتصر والذي إستطاع ان يجمع اليمين واليسار في العام ١٩٩٢ وان يشكل حكومة قفز بها قفزات حقيقية الى الامام..

جانتس سيحاول إثبات أنه الاقدر على الحفاظ على الأمن وانه صاحب خبرة واسعة في محاربة المقاومة الفلسطينية وبأنه قادر على اعادة الهدوء إلى سكان الغلاف..

جانتس ليس سعيداً بأنه يجلس بعيداً عن كرسي رئيس الحكومة الإسرائيلية لامتار بينما كان في حكومة نتنياهو الأخيرة يجلس على بعد اقل من سنتمترات عن المقعد الأهم..

لكن جانتس يحاول اليوم ان يستجمع قوة كاحول لافان كي يخوض انتخابات توصله الى ما يريد ، اما بالنسبة للعلاقة مع واشنطن فجانتس قادر على ان يفتح أبواباً جديدة عنوانها أن الطفل المدلل يبقى مدللاً لكن في بعض الأحيان يحتاج إلى توجيه ورعاية لأنه لا يعرف أحياناً أين تكمن مصلحته.

إذن.. الثلاثة الذين يجلسون في سدة الحكم اليوم طامحين للمحافظة على مواقعهم او زيادتها ولذلك فإن المراهنة أن تغادر هذه الحكومة مسرعة هو رهان غير دقيق خاسر ومحاولة لرسم المشهد بطريقة مختلفة.

 

المصدر: العالم