حرب ونهب إلى مالانهاية.. التحالف يطوق أبين بحزام ناسف.. “تقرير“..! 

7٬792

أبين اليوم – خاص 

بوتيرة متسارعة، يستأنف التحالف السعودي الإماراتي حلقة جديدة من مسلسل الصراع في اليمن تحت نمط “حرب الجميع على الجميع” ، الأمر الذي يضمن توازن قوة أدواته وتقويض ميزان الغلبة لأي طرف، بما يساهم في الإبقاء على حالة الفوضى ويعزز ديمومة قبضة التحالف على الجنوب ومقدراته.

ومن محافظة أبين، التي أعلنها المجلس الإنتقالي الجنوبي “المدعوم إماراتياً” مسرحاً لعملية  “سهام الشرق” العسكرية وبدأ من خلالها فرض سيطرته على مديرية شقرة الساحلية ومساحات أخرى من المنطقة الوسطى بالمحافظة، برز تنظيم القاعدة على السطح مجدداً بسلسلة عمليات مسلحة بدأت،  فجر الثلاثاء ما قبل الماضي،  بهجوم على نقطة أمنية في مديرية أحور ما أدى لسقوط 27 قتيلاً بينهم 21 ينتمون لقوات الحزام الأمني، فيما أعلن إعلام الإنتقالي عن مصرع ستة عناصر من المهاجمين، ووقع أحدهم  “يحمل الجنسية السعودية” أسيراً لدى قوات الإنتقالي التي قامت بتصفيته فيما بعد.

هذه العملية سبقها بأيام إطلاق من عرف نفسه بـ”مفتي تنظيم القاعدة” ويدعى أبو علي الحضرمي، في بيان له ، تهديداً صريحاً للتحالف والإنتقالي على خلفية المعارك التي شهدتها محافظة شبوة بين قوات الإنتقالي وقوات حزب الإصلاح انتهت بخروج جحافل الأخير من المحافظة وهي تجر أذيال الهزيمة.

ولم تتوقف عمليات تنظيم القاعدة عند هذا الحد، إذ استيقظت محافظة أبين، يوم الأحد الماضي، على وقع إنفجار دراجة نارية مفخخة بالقرب من مصنع الكور للغاز على الطريق الرابط بين مديريتي لودر ومدينة العين، شمالي المحافظة، تلى ذلك هجوم عسكري عنيف نفذه التنظيم استهدف قوات تابعة للإنتقالي في مديرية الوضيع وأسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، أعقبه انفجار عبوة ناسفة استهدفت رتلاً عسكرياً لقوات الإنتقالي في مديرية مودية ما أدى الى مقتل وإصابة عدد من المجندين التابعين للمجلس.

حفلة جنون تعيشها محافظة أبين، في الوقت الذي بدت فيه بصمات التحالف السعودي الإماراتي واضحة للعيان خلال تلك العمليات الإرهابية ، وبمعزل عن الأسير السعودي المنتمي للقاعدة وأحد منفذي عملية أحور باعتبارها مؤشرات لتورط التحالف..

لكن أحداثاً ماضية تؤكد مدى العلاقة الوثيقة بين التحالف السعودي – الإماراتي والقاعدة تزامنت مع انطلاق ماعرف بـ “عاصفة الحزم” وإعلان العدوان على اليمن العام 2015م، إذ إن تحرّكات التنظيم حينها عبر السيطرة على بعض المحافظات ومن ثمّ الإنسحاب منها إلى الأرياف والجبال، تمّت من دون قتال..

كما أن طيران التحالف لم يسبق له أن استهدف  معسكرات القاعدة أو عناصرها، في وقت استهدف فيه الطيران الإماراتي قوات حزب الإصلاح ما تسبب بمجزرة “نقطة العلم” المروعة والتي راح ضحيتها العشرات من قوات الحزب العام 2019م.

مراقبون يؤكدون أن الإصلاح ليس بمنأى عن خدمات تنظيم القاعدة، على اعتبار أن الحزب ما هو إلا إحدى الجماعات التي تشترك في أيديولوجيا واحدة مع التنظيم الإرهابي، وظهور الأخير عقب معارك شبوة التي انتهت بهزيمة قوات الإصلاح وخروجهم من المحافظة يدعم شكوك الإرتباط بين لحظات الوهن التي تعيشها تلك القوات وتصدر القاعدة للمشهد العسكري في محافظة أبين.

فوضى محكمة بسهام مدعومة إماراتياً وأحزمة ناسفة سعودية، تدار من أروقة ما يعرف بـ”قيادة التحالف” وتنفذها أدواته في الجنوب القابع تحت وطأة المزيد من الهوان، وهذه المرة من محافظة أبين..

حلقة الوصل والبوابة التي تربط المحافظات الجنوبية الغربية بالشرقية “منبع الثروات النفطية والحقول الغازية” ، والهدف هو الحفاظ على وضع الرضوخ الدائم لأدواته وإضعافها وجرها إلى دوامة لانهائية من الصراعات، الأمر الذي يمكن التحالف من تمرير أجنداته واستمرار نهب الثروات النفطية والغازية في جنوب اليمن ، والإبقاء على الجزر والموانئ اليمنية تحت رحمته إلى أجل غير مسمى.