ماذا يعني تزايد نفوذ شركات الشحن الصينية في البحر الأحمر..!

5٬792

أبين اليوم – وكالات 

تزايد خلال الأسابيع الماضية نفوذ شركات الشحن الصينية في البحر الأحمر وسط امتناع قرابة خمس من كبريات شركات الشحن في العالم، وكلها أوروبية وإسرائيلية، عن عبوره بعد إستهداف قوات صنعاء للسفن المتجهة إلى إسرائيل ردأ على عدوان الأخيرة على غزة، ما يؤكد أمان الملاحة في البحر الأحمر للشركات غير الإسرائيلية. وفق المحللين.

وأعلنت تعليق مرورها من البحر الأحمر مؤقتاً كل من شركات:
-“البحر المتوسط للشحن” MSC السويسرية التي جاءت في الترتيب الأول عالمياً،
– ”ميرسك” الدنماركية التي حلت ثانياً،
– شركة ”CMA CGM” الفرنسية التي استحوذت على التصنيف الثالث،
– ”هاباغ لويد” الألمانية التي حلت خامساً،
– ”زيم” الإسرائيلية الثامنة عالمياً خلال عام 2022.. وفق موقع “Alphaliner” المتخصص في بيانات الملاحة الدولية، بالإضافة إلى شركة النفط البريطانية “بي بي” التي علقت جميع عمليات النقل مؤقتاً عبر البحر الأحمر.

ونقل موقع العربي الجديد –في تقرير رصده يمن إيكو-عن محللين قولهم: “في مقابل امتناع هذه الشركات عن العبور تماماً في البحر الأحمر تنشأ في الضفة المقابلة جبهة “تبدو محايدة” أو تبحث عن مصالح خاصة تدشنها خطوط شحن صينية ذات ترتيب عالمي، وتطمح في استغلال الفراغ الحاصل في المنطقة وتوسيع نفوذها ليس فقط في الممر الملاحي الحيوي، وإنما أيضاً زيادة عملياتها في الأسواق الأوروبية الباحثة عن عمليات شحن مباشرة بكلفة ووقت أقل” حسب قولهم.

وشكلت هجمات قوات صنعاء (الحوثيين) على السفن التي لها علاقات مع إسرائيل فرصة لتوسيع النفوذ طالما بحثت عنها السفن الصينية التي تسعى لدور أكبر في ممرات الشحن العالمية، خاصة الواصلة إلى أسواقها الكبرى ومنها أوروبا، لاسيما أن الصين باتت أكبر شريك تجاري لأوروبا بعد إزاحتها الولايات المتحدة من الصدارة منذ سنوات. وفق موقع “العربي الجديد”.

وأوقفت عدد من شركات الشحن البحري الصينية تعاملاتها مع الشحنات والبضائع التي تذهب من وإلى الكيان الإسرائيلي، لقطع الأسباب التي قد تجعلها هدفاً لهجمات قوات صنعاء، وفي الوقت نفسه ضمان تعزيز حضورها الملاحي في البحر الأحمر.

وأعلنت شركة “أورينت أوفرسيز” لخطوط الحاويات الصينية، والمعروفة باسم “OOCL” التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها، عن وقف قبول البضائع من وإلى كيان الإحتلال بأثر فوري وحتى إشعار آخر، وأكدت الشركة في بيان مقتضب على موقعها الإلكتروني، مطلع الأسبوع الجاري، أنها لم تحدد الموعد النهائي لعودة الحجوزات لدخول الموانئ الإسرائيلية.

كما أعلنت الشركة التايوانية “إيفرغرين”، الاثنين، التوقف مؤقتاً عن قبول نقل البضائع الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه لم تشر إلى وقف رحلاتها عبر البحر الأحمر، في مؤشرٍ على سعي الشركات الصينية، ليس فقط لتعزيز حضورها لسد الفراغ الحاصل في المنطقة، بل لتعزيز حضورها التجاري في الأسواق العالمية وبالذات الغربية.

وإلى جانب شركة “أورينت أوفرسيز” تمتلك الصين شركات شحن عملاقة منها “كوسكو” التي تأتي في الترتيب الرابع عالمياً وتلامس حصتها السوقية 7% من حجم الشحن البحري، وكذلك مجموعة شركات ” تشونغو اللوجستية” و”أنتونغ القابضة” و”سينو ترانس”، فيما تتوقع شركات الاستشارات، أن تنمو الصناعة البحرية في الصين بمعدل سنوي مركب يزيد عن 3% خلال الفترة من 2023 حتى 2028.

ووفق البيانات الصادرة في فبراير الماضي عن مكتب الإحصاء الأوروبي “يوروستات”، قفز إجمالي حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي والصين بنسبة 23% على أساس سنوي في 2022، ليصل إلى 856.3 مليار يورو (912.6 مليار دولار).

ونما إجمالي حجم التجارة بين الصين وألمانيا أكبر اقتصاد في اوروبا بنسبة 20.9% على أساس سنوي ليصل إلى 297.9 مليار يورو (318.8 مليار دولار)، وفقا لما ذكرته وكالة الإحصاءات الفيدرالية الألمانية “ديستاتيس”. وظلت الصين أهم شريك تجاري لألمانيا على مدى سبع سنوات متتالية.

كما تشير بيانات الجمارك الصينية إلى أن التبادلات بين الصين وفرنسا تجاوزت 81.2 مليار دولار، حيث بلغت الصادرات الصينية إلى هذه الدولة نحو 45 مليار دولار.

ومكنت عقود النمو الاقتصادي، الصين من وضع نفسها في قلب التجارة البحرية العالمية، لافتة إلى أن ذلك أتاح لها نفوذاً أكبر على تدفق البضائع حول العالم. وفق تقرير لشركة الأبحاث ” تشابنا باور” استند إليه موقع العربي الجديد.

وذكر التقرير أن الصعود السريع لاقتصاد الصين على الساحة العالمية كان مدفوعاً إلى حد كبير بعقود من ارتفاع الصادرات. ومع تحرك ما يقرب من 80% من التجارة العالمية عن طريق البحر، يعد الاستفادة من شبكات الشحن البحري أمراً أساسياً في استراتيجية الصين للتنمية الاقتصادية القائمة على التصدير.

وتستورد الصين وتصدر البضائع إلى كل دولة تقريباً على هذا الكوكب. ويزداد الطلب على السلع الصينية في جميع أنحاء العالم (إما السلع التامة الصنع أو المواد الخام)، ويعد نقل البضائع البحرية أمراً بالغ الأهمية لاقتصاد الصين الموجه نحو التجارة، وقد لعب دوراً مهما في تنمية البلاد، وفق التقارير التجارية الصينية.

وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية يوم السبت الماضي، ارتفاع حجم إنتاج بناء السفن في البلاد بنسبة 12.3% على أساس سنوي إلى 38.09 مليون طن خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الحالي، ما يمثل 50.1% من إجمالي العالم.

وأشارت البيانات إلى ارتفاع الطلبات الجديدة بنسبة 63.8% على أساس سنوي إلى 64.85 مليون طن، لتصل إلى 65.9% من الإجمالي العالمي خلال الفترة المذكورة.

المصدر: يمن إيكو