محاولات إعادة الإعتبار للبن اليمني.. “تقرير“..!

594

أبين اليوم – تقارير

خلال العامين الماضيين، بدأت السلطات في صنعاء، العمل على مشروع زراعة مليون شتلة بن يمني في عدد من المحافظات الواقعة في نطاق سيطرتها.

وقال المسؤولون في وزارة الزراعة والري في صنعاء ، إن المشروع حقق نتائج مبهرة إلى اليوم، حيث لاقى المشروع قبولاً وتفاعلاً مجتمعياً واسعاً في المحافظات التي تم استهدافها وهي المحويت وصنعاء وريمة وعمران وحجة.

وتزايدت في الآونة الأخيرة مشاريع إنتاج زراعة البن في مختلف المناطق بدعم من جمعيات ومنظمات محلية ودولية بالتزامن مع التوجهات في صنعاء نحو الإنتاج الزراعي وخاصة البن والقمح.

وأكد المهندس محمد قائد حارث، مدير عام البن بوزارة الزراعة والري، أن وزارته تحرص على تقديم أوجه الدعم اللازم للتوسع في زراعة البن، كما تحرص على تبني دعم إنشاء مراكز بحوث البن.

مشيراً الى جدية التوجهات نحو تشجيع زراعة البن اليمني وإعادة الإعتبار لمكانته في دعم الإقتصاد الوطني بكون محصول البن من بين أهم الموارد الزراعية الاقتصادية السيادية في البلاد.

وفي صنعاء، تم إعداد استراتيجية لتنمية محصول البن أقرت من مجلس الوزراء في أبريل 2020م وتحتوي هذه الإستراتيجية على عدد من البرامج التنفيذية لتطوير هذا المحصول، وتقول وزارة الزراعة إن من بين ما تهدف إليه من الإستراتيجية هو زيادة الإنتاجية من 18 ألف طن إلى 50 ألف طن مع حلول عام 2025م.

وأحرز البن اليمني المركز الأول عالمياً للعام الثاني على التوالي في المسابقة الدولية التي تنظمها “منظمة متذوقي البن العالمي” في العاصمة اليابانية طوكيو.

وقدمت المنظمة اليمنية “حراز موكا” في المسابقة العالمية خلال الموسمين 2019 – 2020، أجود أنواع البن اليمني المزروع في مختلف المناطق اليمنية. وأكدت أن مشاركتها كان بهدف إعادة التعريف دولياً بالبن اليمني والمساعدة على الترويج للمحصول الذي اشتهرت به اليمن على مر العصور.

ويعتبر البن اليمني أهم كنز موجود على الأراضي اليمنية إلا أن إهتمام اليمنين بزراعة القات تسببت في تراجع البن وزراعته محلياً.

وتتميز القهوة التي يتم تحضيرها من البن اليمن بالنكهة الزكية والمذاق الفريد من نوعه الذي لا يمكن الحصول عليه من أي بن آخر وإنما ستحصل عليها من شجرة البن اليمنية فقط.

ووفقاً لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، فإن البن اليمني اكتسب شهرة عالمية بفضل جودته العالية، مما جعله الأفضل عالمياً. وتشير الوكالة إلى أن 90% من أنواع القهوة تزرع في اليمن، وهو ما يجعل البن اليمني في مقدمة أنواع البن الأخرى، وذا حظوة ذوقية عند مقارنته بأصناف دول منتجة كالبرازيل وفيتنام وكولومبيا، وهي في نظر ناشطين يمنيين دعوة للعودة، وحافز لتصدر المشهد الزراعي اليمني في ظل العديد من الإشكاليات التي يواجهها قطاع الزراعة منذ اندلاع الحرب في البلاد.

وتتسابق الشركات العالمية لشراء البن اليمني، بعد أن عجزت الأنواع الأخرى كالبرازيلي عن منافسته، ووصل الحال ببعض الشركات الى تسمية نفسها بمسميات تشير للبن اليمني على غرار الشركة الهولندية “موكا كوفي” والتي تعني بن المخا.

ويتنوع البن اليمني ليصل إلى نحو 15 نوعاً تنسب اسمائها إلى المناطق التي زرعت فيها، منها البن اليافعي، المطري، البرعي، الريمي، الحرازي، الحفاشي، الصبري.

لكن تحديات كثيرة تواجه زراعة البنّ في اليمن، منها ما يتعلّق بالعدوان والحصار، وأخيراً جائحة كورونا، حيث توقفت عمليات تصدير البنّ بصورة كاملة مع إنتشار فيروس كورونا، وهو ما سبّب خسائر مادية كبيرة للمزارعين.

وتختلف أسعار البنّ في داخل اليمن بحسب جودته وشكله، فسعر الكيلوغرام الجاف يراوح ما بين 3200 و 3500 ريال يمني (نحو 13 – 14 دولاراً أميركياً)، والكيلوغرام الأخضر (بعد القطف مباشرة) ما بين 1500 و1800 ريال (نحو ستة – 7.20 دولارات)، مع العلم أنّ ثمّة من يفضّل شراء البنّ بعد قطفه مباشرة وتجفيفه لمعرفته بالحفاظ على جودته.

وعقدت أولى صفقات البن مع تجار هولنديّين في ميناء المخا تحديداً، وذلك في عام 1628، وبيعت الصفقة في غرب الهند، وأما في هولندا كان البيع هناك عام 1661م.

وترجّح دراسات أنّ اليمن هو موطن البنّ الأوّل، فقد كان اليمنيون من أوائل من زرعه واستخدمه كمشروب، فيما راحوا يصدّرونه بداية عبر ميناء المخا غربي اليمن. ويُذكر أنّ ذلك الميناء منح اسمه لأحد أنواع القهوة العالمية “موكا كوفي”.

البوابة الإخبارية اليمنية