أمريكا تدق المسمار الأخير في نعش المبعوث الأممي إلى اليمن.. “تقرير“..!

1٬413

أبين اليوم – تقارير

ببيانها الأخير والذي حملت فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، ماتن غريفيث، تداعيات إخفاق المسار السياسي في هذا البلد الذي يدنو من كارثة إنسانية مع إستمرار الحرب والحصار التي تقودها السعودية للعام السابع على التوالي، تكون الولايات المتحدة قد ضحت بالمبعوث الأممي  فعلياً.. ما يمنحها هيمنة مطلقة على ملف اليمن  بعد عزل بريطانيا.

البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية بعد أسابيع من إرهاصات المفاوضات التي تحتضنها سلطنة عمان بمشاركة صنعاء والسعودية والولايات المتحدة أعترف بأن أبرز أسباب رفض من وصفهم “الحوثيين” مقابلة المبعوث الأممي إلى اليمن كان نتاج تردي الوضع الإنساني..

وهي بذلك تشير إلى تورط غريفيث بقرار تشديد الحصار على الحديدة ومنحه التحالف الضوء الأخضر لمنع دخول الغذاء والدواء إلى مناطق سيطرة صنعاء بعد تسويقه سيطرة صنعاء على حساب الميناء في الحديدة والخاضع أصلاً لسيطرتها.

صدور البيان في هذا التوقيت يحمل أبعاد عدة، فهو يسوق جهود المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ،  من خلال استعراض نشاطه المحموم منذ تعينه في فبراير الماضي، مقابل تهميش لغريفيث الذي حمل تداعيات فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات، وهو يمهد  لحراك جديد قد يقوده المبعوث الأمريكي الذي عاد تواً إلى بلاده ويستعد للحصول على دعم من مجلس الأمن لخطته المقبلة والتي تتضمن رفع الحصار ووقف إطلاق النار يليه دخول في مخاض سياسي للحل، كما يتضمن إشارات مغازلة لصنعاء تحاول الولايات المتحدة عرض  الدفع نحو رفع الحصار مقابل تسهيل مهام مبعوثها الجديد.

عموماً.. البيان عد بمثابة مسمار آخر في نعش غريفيث الذي استبقه ببيان أكد فيه عجزه عن إحداث أي إختراق..ما يضع مستقبله على المحك إن لم يكن ضمن عملية تبادل أدوار بين بريطانيا  التي تولت ملف السلم سواء في مجلس الأمن أو عبر المبعوث غريفيث خلال الفترة الماضية وتستعد الآن للدخول عسكرياً بعد رفضها تجميد صفقات الأسلحة للسعودية..

وامريكا التي كانت أبرز أعمدة الحرب وتحاول الآن تسويق نفسها كحمامة سلام، لكن أياً تكون الأهداف والدوافع لن تكون مهمة المبعوث الأمريكي في حال قررت بلاده خلافة غريفيث سهلة في اليمن في ظل التعقيدات الجارية ناهيك عن محاولة أمريكا ربط ملفات المنطقة ببعضها بغية تحقيق مكاسب في هذا البلد الذي يمثل بوابة الشرق الأوسط الجنوبية ويمتلك أهم سواحل في الجزيرة العربية والمحيط الهندي، والأهم من ذلك إذا قررت أمريكا قياس السلام وفق أجندة تتناقض مع طموح اليمنيين.

 

البوابة الإخبارية اليمنية