ترتيبات أمريكية – روسية لتصادم جديد في اليمن .. “تقرير“..!

1٬433

أبين اليوم – تقارير

يتصاعد التوتر الدولي في اليمن مجدداً مع إقتراب أطراف دولية وإقليمية من الدفع نحو تهدئة بعد 7 سنوات من الحرب قد تكون مؤشر لاستقرار دائم ،وهو ما ينذر باتساع رقعة الصراع في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم ويهدد بنسف أي جهود  في ظل تمسك أصحاب الأرض  برحيل القوات الأجنبية، فإلى أين تتجه الأوضاع وما تبعات الحراك الروسي الأمريكي الجديد؟

عشية زيارة طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات بالساحل الغربي لليمن، إلى روسيا بناء على دعوة من موسكو كما يزعم، أجرى قائد البحرية الأمريكية في القيادة المركزية ، براد كوبر، اتصالا بقائد قوات خفر السواحل في قوات هادي في رسالة قد تحمل عدة ابعاد وجميعها مؤشر على أن صراع دولي بدأ يتشكل في هذه المنطقة.

بالنسبة للروس الذي يستدعون طارق لأول مرة ، ويحاولون تسويقه بناء على توصية اماراتية ، وفي إطار إستثمار الخلاف المتصاعد بين ابوظبي وواشنطن بفعل نفوذ المعسكر الشرقي في المنطقة، تعتبر هذه الزيارة مهمة خصوصاً في ظل التقارير الأمريكية عن استحداثات إماراتية في جزيرة ميون بوابة أهم مضيق عالمي في باب المندب..

وتبني وكالات الأنباء الأمريكية للحملة ضد الإمارات في ظل تقارير عن غطاء روسي يشير إلى أن الولايات المتحدة التي صمتت خلال الأشهر الأخيرة على التحركات الإماراتية لعسكرة ميون أصبحت تخشى أن تكون خارج اللعبة.

كما أن استقطاب الروس الذين يدفعون في مجلس الأمن لإنهاء العقوبات على عائلة صالح  أو إسقاط القرار 2216 بحجة عرقلته للحل، لطارق يشير إلى رغبة روسية جامحة في الحضور العسكري في هذه المنطقة بعد أن خسرت سقطرى اهم حلم سوفياتي للتواجد عسكرياً في هذا الجزء الأهم من العالم.

فعلياً.. وثق الروس وجودهم في سواحل اليمن التي كانت حلم روسي عبر طارق ، وسيتحركون بغطاء التحالف ذاته الذي تمكنت الولايات المتحدة من خلالها الحضور على أكثر من جبهة، غير أن ما يميز الحضور الروسي هذه المرة هو توقيته المتزامن مع  اشتراط صنعاء خروج القوات الأجنبية من اليمن وهذا الشرط الذي اربك حسابات واشنطن التي تدفع نحو تسوية سياسية في اليمن وكانت تتوقع بقاء قواتها وقد سبقت شروط صنعاء ببيان قللت فيه من وجودها العسكري وبررت الوجود بـ”مكافحة الإرهاب” وعرضت وقف الدعم اللوجستي للتحالف.

اليمن تتجه إذن نحو جولة جديدة من الصراع بالوكالة، والأطراف الدولية التي كان يعول عليها للدفع نحو إنهاء الحرب والحصار قد تجد نفسها في مستنقع جديد للمواجهة، فالتحالف السعودي – الاماراتي الذي يتعرض لضغط عسكري من قبل صنعاء وسياسي لإنهاء 7 سنوات من الحرب والحصار يرى في قرع طبول الحرب دوليا في اليمن منفذ جديد له ومحاولة للهروب من ضغوط واشنطن..

وهو يقود جميع الأطراف التي يرى فيها ضرراً على أجندته التي رسمها قبل إنطلاق الحرب وحددها بالاستحواذ على مقدرات، إلى مواجهة جديدة محاولاً في الوقت ذاته اللعب على المتناقضات، وهو الآن يؤسس لها لا أكثر، ففي نهاية المطاف لن يخسر أكثر ما خسره في الحرب التي يقودها منذ العام 2015 ولا يبالي بما إذا كانت الفصائل الموالية له في اليمن وقود للحرب الجديدة.

 

YNP