غوتيريش.. ومحاولة غسل يد إبن سلمان من دماء أطفال اليمن..!

1٬062

أبين اليوم – إستطلاع

كان واضحاً أن الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ينفذ البنود الخاصة به في الصفقة التي عقدها مع دول العدوان على اليمن، وعلى رأسها امريكا والسعودية والامارات، عندما ادرج حركة أنصار الله اليمنية في اللائحة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال، بعد أن نفذت تلك الدول ما عليها في تلك الصفقة من بنود والمتمثلة بإعادة غوتيريش أمينا عاماً للأمم المتحدة في فترة رئاسية جديدة.

تأثير النفوذ الامريكي و”الاسرئيلي”، والمال السعودي الاماراتي، على الأمم المتحدة وقراراتها ليست بالشيء الجديد أو الخفي، فالجميع بات يعلم أن المنظمة الدولية ليست سوى أداة بيد أصحاب النفوذ والمال في العالم، الأمر الذي جعل من المنظمة الدولية منظمة عاجزة عن وقف العدوان على الشعوب، ونصرة المعتدى عليه، والاقتصاص من الظالم والوقوف الى جانب المظلوم ، وتحقيق العدالة في العالم.

العالم أجمع يتذكر كيف تجرأ الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، عام 2016، على الإعتراف علناً، بأنه قام بشطب السعودية من اللائحة السوداء للدول المنتهكة لحقوق الأطفال، بعد ان إبتزته السعودية، من خلال تهديدها بوقف تمويلها للمنظمة الدولية في حال لم يفعل ذلك!.

إلا أن الجرائم الوحشية للعدوان الامريكي السعودي على الشعب اليمني، التي فاقت كل تصور، حيث تمادت السعودية وبشكل متكرر، بقصف رياض ومدارس الأطفال، بل حتى لاحقت الأطفال في الباصات التي كانت تنقلهم الى مدارسهم، فقتلت واصابت الالاف منهم..

الأمر الذي جعل من الصعب على المنظمة الدولة التغطية على كل تلك الجرائم، بعد ان رصدتها المنظمات الدولية بالصوت والصورة، وهو ما دفع الأمين العام الحالي غوتيريش الى اعادة التحالف الذي تقوده السعودية الى اللائحة السوداء عام 2017، إلا انه عاد مرة أخرى، وبنفس الذرائع التي تذرع بها بان كي مون، رغم ان غوتيريش لم يملك جرأة بان كي مون للاعتراف بها علناً، الى رفع اسم السعودية من اللائحة عام 2018 ، وكرر فعلته هذا العام أيضاً، بعد ان ضمن تمديد بقائه في منصبه الأممي..!

المخزي أن إدراج انصار الله في اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، يأتي في الوقت الذي تجنبت الحركة ، رغم وحشية وجرائم العدوان على الشعب اليمني، استهداف المناطق السكنية في السعودية، ناهيك عن إستهداف الأطفال، فلم تسجل السعودية، رغم كل إعلامها الكاذب، واستخدامها لهذا الكذب سلاحاً ضد الشعب اليمني، ولا مرة واحدة ان اليمنيين قتلوا مدنياً سعودياً واحداً فضلاً عن طفل.

لا يبدو ان غوتيريش كان موفقاً عندما رضخ للنفوذ الامريكي والابتزاز السعودي، وبدأ ولايته الثانية بهذا القرار المشين، الذي يتناقض حتى مع تقارير منظمته، التي أكدت في اكثر من مرة ان المأساة الإنسانية الكبرى التي يواجهها الشعب اليمني، واكبر ضحاياها الأطفال، هي بسبب  العدوان السعودي والحصار الذي فرضته المملكة على الشعب اليمني.

ترى ماذا سيقول غوتيريش لأطفال اليمن، وهو يشطب السعودية من اللائحة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال، ويضع في القائمة ابطال اليمن الذين لم يرتكبوا من جريرة إلا الدفاع عن أطفالهم ونسائهم وارضهم وبلدهم الذي يتعرض لعدوان سعودي مازال مستمرا منذ اكثر من 6 سنوات بدعم فاضح من امريكا و”اسرائيل” وكل قوى الشر.

ماذا سيقول غوتيريش لأطفال اليمن، والعالم يقرأ في تقارير منظمته:

– موت طفل يمني كل 5 دقائق.
– 2.6 مليون طفل يعانون من سوء التغذية.
– ارتفاع وتزايد حالات سرطان الاطفال بنسبة مئتين بالمئة نتيجة آثار القنابل العنقودية والاسلحة المحرمة التي تستخدمها السعودية.
– استشهاد وجرح أكثر من سبعة آلاف طفل بالإضافة إلى نحو نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد نتيجة الحصار.

– منظمة اليونسيف، أوقفت كل أوجه الدعم للطفولة في اليمن في ظل وجود أكثر من 400 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد منهم 80 ألف مهددين بالموت.

– موت 8000 إمرأة سنوياً.
– أكثر من 3000 طفل مصابون بتشوهات قلبية خلقية ويحتاجون للسفر لتلقي العلاج.

أخيراً.. لن يفشل غوتيريش في غسل يد ابن سلمان من دماء اطفال اليمن فحسب، بل سيدخل التاريخ كشريك له في جرائمه ضد أطفال اليمن، فالظلم الذي تعرض له هؤلاء الأطفال، لن يغطيه لا نفوذ امريكا ولا اموال ابن سلمان، ولا منصب الأمين العام للامم المتحدة، وستبقى دماء هؤلاء الأطفال الأبرياء تطارد كل من قتلهم، وكل من وقف الى جانب قاتلهم، وكل من برر للقاتل جريمة قتلهم.

 

المصدر: العالم