إنهيار العلاقات السعودية الإماراتية.. إنها لعنة اليمن..!

277

أبين اليوم – إستطلاع

يتوقف المراقبون كثيراً أمام الخلاف الذي نشب بين السعودية والإمارات، بعد ان رفضت الاخيرة، الاتفاق الذي توصلت اليه السعودية وروسيا برفع الإنتاج النفطي تدريجياً في اجتماع “اوبك +” الأخير، وطالبت بزيادة حصتها في اوبك بمعدل 600 الف برميل، وهو ما أدى الى افشال الاتفاق السعودي الروسي، على انه السبب الأبرز الذي ادى الى توتر العلاقات بين “الحليفين الاستراتيجيين..!.

رغم انه لا يمكن إنكار دور الاقتصاد والمصالح الاقتصادية، في تعزيز وكذلك في تهديد العلاقات بين الدول، إلا ان هذا العامل ورغم اهميته، الا انه ما كان ليكون سبباً في الانتكاسة التي ضربت العلاقات بين السعودية والامارات، البلدان اللذان دخلا في العديد من المغامرات سوية، بدءا من العدوان على الشعب اليمني، ومروراً بحصار قطر والتهديد بغزوها، وانتهاء بالتطبيل للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي والتهجم على الشعب الفلسطيني ومقاومته..

لولا وجود أسباب اخرى عديدة ومتراكمة، حاول البلدان التستر عليها قدر الامكان خوفاً من انهيار تحالفهما في اليمن، إلا انها انكشفت وبشكل فاضح ، بعد “قشة” حصص الانتاج، التي قصمت ظهر العلاقات السعودية الاماراتية.

الأسباب التي مرّ من أمامها البعض مرور الكرم، والتي لعبت دوراً في تردي العلاقات بين الرياض وابوظبي، منها الطبيعة الشخصية لمحمد بن سلمان ولمحمد بن زايد، فكل منهما يسعى الى ان تكون بلاده مركزاً تجارياً رئيسياً للاقليم، وهذا ما يفسر التنافس الشديد بين ابن سلمان وابن زايد على السيطرة على جزر وموانىء والممرات المائية الاستراتيحية في اليمن..

وهو تنافس ظهر جلياً، عبر دعم كل دولة لمرتزقتها داخل اليمن، السعودية دعمت جماعة الهارب عبدربه منصور هادي ، بينما الامارات دعمت الجنوبيين، وهو التنافس الذي افشل جميع الاتفاقيات التي تم التوصل اليها لوقف القتال بين مرتزقة السعودية ومرتزقة الامارات في اليمن.

الإمارات ومن أجل الاحتفاظ على ما حققته من مكاسب في اليمن ، عبر وضع يدها على العديد من الجزر والموانىء والممرات المائية، اعلنت انسحابها من تحالف العدوان على اليمن، وتركت السعودية وحيدة، والتي ردت على الإمارات من خلال التقارب مع قطر، وهو تقارب استفز الإمارات كثيراً، حيث شعرت ان هناك اندفاعاً سعودياً غير مبرر نحو قطر.

كما ردت السعودية خلال الأيام القليلة الماضية بأشكال مختلفة على الامارات، منها تهديدها الشركات العالمية متعددة الجنسيات، بقطع العقود معها إذا لم يكن مقرها الرئيسي في الرياض، وهو ما فهم منه انه هجوم يستهدف دبي، المركز التجاري للإمارات، كما حاولت استفزاز الإمارات عبر منع السفر اليها بذريعة تفشي وباء كورونا، واستضافة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على قناة “العربية” السعودية.

الخلاف الإماراتي السعودي ظهر أيضاً من خلال تنافس البلدين في تقديم فروض الطاعة ل”الاسرائيلي” والتطبيع والتقارب معه، وكذلك التنافس بينهما على شراء أحدث الأسلحة الامريكية والغربية من اجل كسب ود الادارات الامريكية والحكومات الغربية عبر صفقات الاسلحة.

من الواضح أن الخلاف الأخير بين الامارات والسعودية حول حصص الإنتاج في اوبك، سوف لن يكون خلافاً عابراً، نظراً لشخصية ابن سلمان وابن زايد، فكلاهما سيتمسكان بموقفهما، الأمر الذي قد يدفع ابن زايد، الى الانسحاب من منظمة اوبك، التي يرى فيها أداة بيد منافسه محمد بن سلمان.

العديد من المراقبين يعتقدون ان انهيار العلاقات الاستراتيجية بين السعودية والامارات ، وبالذات بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، سببه الرئيسي هو لعنة اليمن المظلوم، الذي استضعفاه ابن سلمان وابن زايد، وشنا عليه عدواناً غاشماً دون اي مبرر، فقط لاستشعارهما بفائض قوة، وبدعم الغرب والكيان الإسرائيلي لهما، وهذه اللعنة ستطارد ليس فقط ابن سلمان وابن زايد، بل كل الذي شاركوا في محاصرة وقتل وتجويع الشعب اليمني.

 

المصدر: العالم