معركة المحافظين.. بين صراع الأتباع وتوافق الرعاة.. “تقرير“..!

4٬250

أبين اليوم – تقارير

تستعر وتيرة الصراع مجدداً بين فرقاء “الشرعية” في اليمن، وقد فتح التحالف مزاد السلطات المحلية والأمن.. وعلى الرغم من التوافق الذي بدأ بين رعاة الحرب الاقليمين تبدو على الأرض مؤشرات معركة جديدة، فما تبعاتها ومن الطرف الأقرب للحسم وإلى أين يتجه الوضع؟

في تعز، إختار الإصلاح الذكرى التاسعة والثلاثيين لتأسيس المؤتمر لإخراج تظاهرة تطالب برحيل آخر رموزه في سلطة المحافظة، وقد هدف من خلال تظاهرة السبت افشال محاولة حليفه في السلطة للعودة إلى المشهد متدثراً بثوب “صالح” وفي الوقت ذاته التأكيد على إستمرار الحزب في حملته الهادفة لاجتثاث المؤتمر منذ سنوات واعادة صياغته وفق لاجندة “الاخوان” تلك التي برزت بالفعالية التي اقامها الإصلاح في مأرب واختار فيها من يمثل المؤتمر ولو من خارج دائرة الحزب.

توقيت التحرك للإصلاح في تعز لا تخرج عن دائرة الصراع الواسع بين الإصلاح وخصومه داخل ما تسمى بـ”الشرعية” في عموم المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التحالف جنوب وشرق وصولاً إلى الساحل الغربي، ففي مدينة المخا المجاورة والصبيحة المتوقع إعلانها اقليم جديد ضمن خارطة الحل المطروحة حالياً على طاولة المفاوضات..

يتحرك الإصلاح عسكرياً وسياسياً وعينه على إنهاء قائد فصائل المؤتمر الموالية للإمارات في الساحل الغربي وفصل مناطق الصبيحة المطلة على باب المندب وبما يبقى هذا الاقليم بحدوده من مدينة تعز وصولاً إلى المخا في الساحل والصبيحة في لحج خالص للإصلاح وبدون منافس ضمن استراتيجية يبدو من خلالها أن الاصلاح المدعوم من أطراف إقليمية كتركيا وقطر يركز على اهم المحافظات من حيث الموقع والثروة..

وتلك الاستراتيجية تمتد إلى شبوة، حيث يناور الحزب في وجه المساعي لإسقاط سلطته سياسياً تحت مسمى تغيرات للمحافظين وهو الآن يدفع بإتجاه التصعيد ضد الإمارات في بلحاف بغية الضغط لإبقاء محافظه هناك وبتقاسم مريح يحافظ خلاله على مصالح ابوظبي..

إضافة إلى تحركاته في حضرموت حالياً عبر رئيس فرعه هناك محسن باصرة والذي تتحدث تقارير عن ضغوطه على قيادات في سلطة هادي لإجراء تغيرات وظيفية في مناطق وادي وصحراء حضرموت وبما يبقي هذه المناطق تحت سيطرته مستقبلاً في الهضبة النفطية حتى وأن تغير المحافظ الحالي..

في المقابل لا تقل وتيرة تحركات خصوم الاصلاح المدعومين إماراتياً عن تحركاته، فالمؤتمر يدفع بكل ثقله في معركة تعز ، ويحاول ايضا إيجاد موطئ قدم في شبوة بحكم علاقة عائلة صالح بالشركات الأجنبية التي تشغل حقول ومنشآت النقط والغاز هناك..

وصولاً إلى مأرب حيث يحاول تفكيك منظومة الاصلاح هناك عبر رئيس الأركان الذي يخوض حرباً ضروس ضد فصائل الإصلاح، وجميع هذه التحركات تأتي ايضا بموازاة تحركات للانتقالي، الوجه الآخر للإمارات جنوباً..

وقد بدأ الأخير تحركات بعقد اتفاقيات مع محافظ هادي في لحج برزت بتعيين قائد الحزام الامني قائداً للقوات المنتشرة في ساحل المحافظة القريبة من باب المندب، ويضغط عسكرياً لإسقاط أبين..

ناهيك عن تشديد قبضته على سقطرى باجتثاث لمسؤولي هادي على مستوى المكاتب والادارات الأمنية والخدمية تحسباً لتنصيب محافظ في ظل شروط هادي والاصلاح.

هذه التطورات ألقت بظلالها على الوضع الهش والانفلات الأمني في مناطق “الشرعية” وقد شهدت تلك المناطق تفجيرات واغتيالات وتصفيات بدء من الضالع البوابة الشمالية حيث استهدفت قافلة سلفية، مروراً بلحج حيث تعرضت قاعدة العند توا لقصف صاروخي وعدن حيث الاختطافات والتصفيات في ذروتها..

إضافة إلى أبين حيث يتصاعد التوتر مع تحشيد الانتقالي لمنع عودة محافظ هادي ورد الاصلاح بترتيبات في احور، كما هو الحال ذاته في شبوة، وحضرموت والمهرة وسقطرى وحتى مأرب، وجميعها مؤشرات على أن هذه المناطق في طريقها لنفق مجهول في ظل التحشيدات لمعركة تبدو “كسر عظم” نظراً لتزامنها مع تحركات دولية لإبرام اتفاق سلام جديد في اليمن، على الرغم من أن المشهد الإقليمي يشهد تقارب بين قوى الصراع على اليمن برز بقمة بغداد وصولاً إلى الزيارات المكوكية لمستشار الأمن الاماراتي طحنون بن زايد إلى تركيا وقطر.

 

YNP