مصدر أمريكي يؤكد أن “السعودية“ ستوقع على مقترح أممي لوقف إطلاق النار في اليمن مقابل موافقة أنصار الله على هذا الشرط..!

436

أبين اليوم – متابعات

قال تقرير لـوكالة “رويترز” قبل أسبوعين، إلى أن السعودية ستوقع على إقتراح للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار مع أنصار الله ، بشرط موافقة أنصار الله على منطقة عازلة على طول حدود المملكة وإخراج مقاتليها من هذه المنطقة.

وفي المقابل، سترفع السعودية الحصار الجوي والبحري والبري عن اليمن، والذي دام منذ 5 سنوات.

ويأتي هذا الاتفاق حسب المصادر في أعقاب محادثات رفيعة المستوى عبر القنوات الخلفية بين السعودية وأنصار الله ، حيث ذكرت المصادر أن كبير مفاوضيهم د”محمد عبدالسلام”، ومسؤول سعودي كبير أجروا مناقشات عبر الإنترنت.

وفي حين لم يكن هناك تأكيد لمثل هذه المحادثات من أي من الأطراف المعنية، فإن العرض السعودي بوقف إطلاق النار سيمثل التطور السياسي الأكثر أهمية في مشهد الحرب المستمرة منذ 5 سنوات.

لطالما رغبت السعودية في الإنسحاب من الحرب في اليمن، لكنها افتقرت إلى الأفضلية التي تعطيها نفوذاً كبيراً على أنصار الله في المفاوضات، ومع ذلك، أجبرت الظروف الحالية المملكة على إعادة التفكير في استراتيجيتها ومحاولة الانسحاب من الصراع بأسرع ما يمكن مع ضمانات أمنية كافية.

تغيير إستراتيجية السعودية:

لطخت حملة السعودية المناهضة لحركه أنصار الله في اليمن صورة المملكة بسبب الاتهامات بانتهاك القانون الإنساني الدولي، وفشلت استراتيجية السعودية للخروج وحملتها العسكرية في الضغط عليهم لحملهم على التفاوض، كما أن اتفاقية استوكهولم لعام 2018 التي مثلت أملًا في حل سلمي للحرب، أبعد ما تكون عن التحقق.

وفي الآونة الأخيرة، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب ثم مدده، وهو وقف رفضه الطرف الاخر وتلاشى أيضًا.

وبالرغم أن الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية تمكنت من حماية مدينة مأرب – آخر معقل للحكومة في شمال اليمن – بمساعدة القوات القبلية، لكنها لم تتمكن من صد قوات انصارالله وتأمين مكاسب كبيرة على الأرض.
ويرجع هذا في جزء كبير منه إلى الاقتتال الداخلي بين حلفاء التحالف في اليمن، حيث لم تتمكن المملكة من ضمان السلام والاستقرار بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومقاتلي “الإصلاح” الموالين للحكومة والمنتمين إلى جماعة “الإخوان المسلمون”.

وأدى إستمرار الإشتباكات بين المجموعتين إلى إضعاف إتفاق الرياض، وهو إتفاق تم تنفيذه عام 2019 كآلية لتقاسم السلطة بين حكومة “منصور هادي” والمجلس الانتقالي، لكن الأهم من ذلك أن هذه الاشتباكات أضرت بفرص التحالف في تأمين المزيد من المكاسب على الأرض وإجبار انصارالله على قبول تفاوض على وقف إطلاق النار يقدّم مصالح الحكومة السعودية واليمنية.
الإدارة الأمريكية الجديدة..

في الوقت الذي واجهت فيه السعودية تحديًا كبيرًا لترك الصراع وجمع حلفائها من قواتهم اليمنيه للوقوف في وجه انصارالله، تواجه المملكة تحديًا آخر بعد انتخاب “جو بايدن” الذي يعتبر من أشد المنتقدين للحملة العسكرية السعودية في اليمن، وقد قال خلال مناظرة الديمقراطيين عام 2019 إنه سيوقف مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض.

وهكذا سيكون من السيئ الاستمرار في المشاركة في الحرب مع تولى “بايدن”، وستتدهور علاقة المملكة بالولايات المتحدة بعد وضعها القوي في عهد “ترامب”.

ومع ذلك، فإن هذه الضرورة الملحة للانسحاب من الحرب لا تعني أن السعودية تعمل بجهد إضافي لجعل حلفائها اليمنيين يصلحون العلاقات، وإنما يبدو أن المملكة تخلت عن محاولة جعلهم يلتقون وتركز الآن بشكل كامل على الانخلاع من الحرب، حتى لو كان ذلك يعني الرضوخ لمطالب حركة أنصار الله.

وهذا ما يؤكده قرار الرياض بالموافقة على مطلب كبير من انصارالله وهو رفع الحصار الجوي والبحري والبري – وفق ما أفادت به مصادر مطلعة – لمحاولة إقناع أنصار الله بالتوقيع على وقف لإطلاق النار.

لطالما كان رفع الحصار المطلب الأول لحركة انصارالله للدخول في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه كان دائمًا غير مطروح على طاولة مفاوضات السعوديين..

وبالتالي.. تعكس الخطوة السعودية مدى الأهمية التي توليها المملكة لعلاقة وثيقة وصحية مع الولايات المتحدة، لأنها على استعداد للتنازل عن مخاوفها الأمنية في اليمن من أجل الحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن.

وقد يكون المملكة أقدمت على هذا الحل في مراهنة على فترة أقل توتراً مع إيران خلال إدارة “بايدن”، حيث يرجح أن تعمل الولايات المتحدة على الانضمام مجددًا إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (المعروفة أيضًا باسم الاتفاقية النووية الإيرانية)، كما يرجح أن تحث المملكة وإسرائيل الولايات المتحدة على توسيع الاتفاقية بحيث يمكنها أيضًا استهداف نفوذ وسلوك طهران الإقليمي.

رد حركه أنصار الله المحتمل:

سيكون السؤال مستقبلًا هو ما إن كان أنصار الله سيتفاوضون بالفعل على وقف إطلاق النار هذه المرة، حيث رفضوا سابقًا في أبريل/نيسان الهدنة السعودية المعلنة من جانب واحد.

ومع ذلك، فإن العرض الحالي قد يقنع حركه انصارالله بالتفاوض على وقف إطلاق النار بسبب استعداد المملكة لرفع الحصار، كما قد يتشجع انصارالله بما يرونه من تسرع السعودية للانخلاع من الصراع، فيما يعزز نفوذ الحركه في المفاوضات.

ليس هناك ما يضمن أن حركه أنصار الله لن يطرحوا مطالب أخرى، في ظل معرفتهم بضيق وقت السعودية، بل إنهم قد يضغطون أيضًا من أجل إعادة فتح مطار صنعاء كما أن هناك رغبات أخرى لهم أُعلن عنها في أبريل/نيسان الماضي.

تشير التقارير الأخيرة إلى أن الولايات المتحدة قد تصنف قريبًا حركه انصارالله كمنظمة إرهابية، لكن الأنباء أوردت أن واشنطن قد ترجئ إعلانها لئلا تفسد مفاوضات وقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من أن هذا التصنيف لن يؤدي إلى خسائر فادحة في عمليات انصارالله وسيكون كارثيًا فحسب لعمليات الإغاثة في المناطق التي يسيطرون عليها الجماعه، لكنه لا يزال من المحتمل أن يطالب انصارالله أيضًا بإلغاء خطة التصنيف هذه للتوقيع على وقف إطلاق النار.

المصدر: حصاد اليوم