مساومة سعودية لفك إرتباط الإنتقالي بالإمارات.. “تقرير“..!

4٬502

أبين اليوم – تقارير

بمسارين متوازين، تحاول السعودية إعادة ترويض الإنتقالي، اليد الطولى للإمارات جنوب اليمن، وبما يخدم اجندتها مستقبلاً ويعوضها عن قواها التقليدية التي ظلت تحكم بها اليمن لعقود، فما إمكانية نجاح السعودية في إعادة تطويع الإنتقالي للجنتها الخاصة؟

سياسياً.. تضغط السعودية على الانتقالي لإعادة هيكلة قياداته وبما يعمل على إزاحة القيادات المتبناة إماراتياً كعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك بعد نجاحها فعلياً في إبعاد شلال شائع ، العمود الآخر في مثلث المجلس، وقد عرضت كما تتحدث تقارير إعلامية منصب رئاسة حكومة هادي للفترة المقبلة لصالح المجلس، والتلويح بمنحه دولة جنوب اليمن، إذا تم الأخذ في الإعتبار المقابلة الأخيرة لرئيس حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية سابقاً، حيدرالعطاس، والذي تستضيفه السعودية عبر قناتها “العربية” منذ أسابيع وتحاول من خلاله إعادة كتابة تاريخ اليمن..

خصوصاً في الجزء الإستراتيجي والهام جنوب البلاد، وقد خصصت حلقته ما قبل الأخيرة هذا الأسبوع للحديث عن ما وصفه بـ”انقلاب الشمال “على اتفاق وثيقة العهد والميثاق التي تم بموجبها إبرام اتفاق الوحدة بين جنوب وشمال البلاد وهي إشارات تحمل في هذا التوقيت دلالات مهمة..

حيث تدفع السعودية اليمن من دولتين تكرس الواقع الذي فرضته في حربها على اليمن المستمرة منذ 7 سنوات، وهذه الخطوات ظلت حلم بالنسبة للانتقالي الذي يسعى للاستحواذ على هذه المنطقة الثرية بالنفط والغاز وذات الموقع الاستراتيجي.

أما على الصعيد العسكري.. فإن السعودية تحاول الآن تقوية المجلس عبر إغراق خصومه وتحديداً في حزب الإصلاح في معارك استنزاف بمختلف جبهات القتال من مأرب في الشمال وحتى أبين في الجنوب وصولاً إلى تعز ومناطق اخرى، في الوقت الذي تواصل فيه تعزيز الانتقالي عسكرياً سواء بشكل مباشر حيث تتحدث تقارير اعلامية عن وصول طائرة شحن عسكرية إلى مطار عدن تحمل عتاد للانتقالي ومحاولة تعزيزه بالعمالقة التي تم استدعاء 4 ألوية منها في الساحل الغربي إلى أبين، ابرز خطوط التماس بين الانتقالي والاصلاح، تحسباً لمعركة فاصلة أو بغير مباشرة كمنح الامارات ضوء اخضر لتعزيز قوات المجلس عبر موانئ عدن والمخا.

ظاهرياً.. تبدو السعودية في مخططها هذا تحاول انقاذ الانتقالي الذي يواجه أزمات داخلية وخارجية برزت في الاحتجاجات بمعاقله والضغوط الإقليمية لتصفير مكاسبه كحالة الطوارئ التي الغى بموجبها اتفاق الرياض وحتى “الشرعية”..

لكنه يظل ضمن سيناريوهات سعودية تهدف في باطنها لتمزيق المجلس عبر اثارة الصراعات والخلافات في صفوف قياداته كما هو حال مليشياته التي استقطبت السعودية بعضها وفق لقواعد مناطقية وهي تدرك بأن عدن ستتحول إلى ساحة تصفيات اخرى شبيهة بيناير الأسود، فهي في نهاية المطاف وعبر التاريخ لا يهمها قيام دولة لا في الجنوب ولا في الشمال واستراتيجيتها على مدى العقود الماضية كانت تقوم على تأليب الجنوب على الشمال والعكس، بقدر ما يهمها الآن إيجاد ورقة رابحة في المفاوضات عبر طرح الانفصال كخيار للمناورة بعد خسارتها عسكرياً في الحرب التي قادتها قبل 7 سنوات وتوقعت حسمها خلال اسبوعين.

 

YNP