تصعيد التحالف ضد الأعيان المدنية.. مؤشر على الهزيمة وتعبير عن الفشل والعجز..!

4٬003

أبين اليوم – صنعاء

صعد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من عملياته العسكرية، مقوضاً أي فرص للسلام في اليمن، ومعيداً الحرب إلى نقطة البداية، لينسف بذلك أي مساع يمكن التعويل عليها لإحلال السلام في اليمن..

الأمر الذي اعتبره محللون أصدق تعبير عن موقف التحالف المتعنت تجاه أي دعاوى لوقف الحرب التي أطلقها في مارس من العام 2015، وفشل خلال قرابة سبع سنوات في إحراز أي تقدم على مستوى الأهداف التي أعلنها في حينه.

وأعلن التحالف الإثنين عن سعيه لرفع الحصانة عن جميع الأعيان المدنية التي يدعي أن صنعاء تستخدمها للأغراض العسكرية، وهو ما تنفيه صنعاء، مؤكدة أن هذه الأعيان والمنشآت المدنية لم تكن في مأمن منذ اليوم الأول للحرب التي توشك على تخطي عامها السابع.

وعقب إعلان الناطق باسم التحالف، عن ذلك وتوجيهه تحذيراً للمدنيين العاملين في المطار، باشرت طائرات التحالف مساء الإثنين قصف مطار صنعاء الدولي، الذي ظل خلال خمس سنوات من إغلاقه مفتوحاً لطائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، بسلسلة من الغارات، طالت عدداً من المرافق التابعة للمطار، الأمر الذي أدى إلى إخراجه عن الجاهزية..

الأمر الذي ترتب عليه إعلان الهيئة العامة للطيران المدني تعليق الرحلات إلى المطار، والتي هي في طبيعة الحال مقصورة على طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية.

وكان وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد رائد جبل، أكد في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمطار صنعاء الدولي، تعليق رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في اليمن من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، مرجعاً تعليق الرحلات إلى استهداف التحالف مساء أمس منشآت حيوية بمطار صنعاء، ومنها محطات الوقود بالمطار والتجهيزات الملاحية.

وأوضح أن طيران التحالف دّمر مبنيي معهد الطيران المدني والأرصاد والحجر الصحي بالكامل في إشارة خطيرة لجعل اليمن ساحة للأمراض المعدية ومنها مرض كورونا، مشيراً إلى أنه سيتم تعليق كافة رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية العاملة في اليمن إلى مطار صنعاء حتى يتم وقف استهداف المطار وتقدّم الأمم المتحدة ضمانات بعدم استهداف كادر ومرافق المطار وتوفير التجهيزات الملاحية ومعدات مشتقات النفط ليتسنى لنا تقديم خدمات للأمم المتحدة”.

ولفت إلى أن طيران التحالف دّمر كذلك هناجر الشحن التي يتواجد فيها كمية كبيرة من الأدوية التابعة للمنظمات الإنسانية وتدمير ناقلات نفط تزود طائرات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية بالوقود والمشتقات النفطية التابعة لفرع شركة النفط في المطار.

وخلال الأشهر الأخيرة الماضية، صعد التحالف من غاراته الجوية، مستهدفاً العديد من المنشآت والأعيان المدنية في اليمن، بالتزامن مع اشتداد المعارك، بين قوات صنعاء والقوات الموالية للحالف في عدة جبهات، أبرزها جبهات محافظة مارب، التي شارفت قوات صنعاء على حسمها.

ويُقرأ التصعيد العسكري للتحالف، على أنه محاولة للضغط على صنعاء لوقف المعارك التي تخوضها في محافظات عدة على رأسها محافظة مارب التي راهن التحالف عليها باعتبارها نقطة انطلاق له، علاوة على ما تمتاز به المحافظات، من حيث اختزانها للثروات النفطية والغازية وغيرها.