أمريكا والكيان الإسرائيلي وجهان لعملة واحدة..!

3٬899

أبين اليوم – مقالات 

أي مقاربة لفهم السياسة الأمريكية فيما يخص المنطقة العربية نجد أن كيان الإحتلال يلعب دوراً محورياً في هذا الشأن.. فهذه العلاقة لها امتداداتها التاريخية وظلت تشهد تقلبات حيال قضايا عدة، لكنها ثابتة تقريباً فيما يخص قضايا العرب وحقوقهم ومنها قضية العرب المركزية فلسطين، فواضع السياسة الأمريكية حيال المنطقة برمتها يعيد ترتيب أوراقه وفق محددات لا يتم الاحتجاج عليها من قبل جماعات الضغط اليهودية والمتصهينين وكذا اليمين المسيحي في الولايات المتحدة الأمريكية..

وهذا ما رأيناه في عملية طوفان الاقصي في الـ7 أكتوبر وبدت تصريحات المسؤولين الأمريكيين صادمة، فحين يقول وزير الخارجية بلينكن ان لا أدلة واضحة على إرتكاب الكيان الإسرائيلي إنتهاكات في غزة هذا معناه ان أمريكا منقاده بشكل أعمى وراء السردية الإسرائيلية لا يليق بدولة عظمى بل يجعل منها صغيرة جدا أمام الآخرين.

الجميع يعي طبيعة مخططات تلك الدول الاستعمارية في خلق بؤر توتر في المنطقة العربية منذ وقت طويل ولعل مراجعة تاريخية لذلك سيلاحظ ذلك، فهذه المخططات هدفها تنفيذ اجنداتها الرامية الى استنزاف ثروات الشعوب العربية واخضاعها للسيناريو المعد سلفاً من قبل الماسونية العالمية لذلك كان وعد بلفور المشؤوم في 1917م ومروراً بعام النكبة في 1948م وعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لغرض تثبيت منهجية الإحتلال والتي تطورت بعد ذلك الى فرض سياسة استيطانية من خلال تغيير جذري في ديموغرافيا السكان وتشريد وتهجير الفلسطنيين من ارضهم في ظل تخاذل عربي مخزي.

أليس التاريخ هنا يعيد نفسه..! فكل تلك الممارسات لقوى الاستكبار العالمي والكيان الصهيوني أثبتت بما لايدع مجال للشك النوايا لديمومة الدعم المستمر للكيان وإستمرار عمليات جرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني بطرق شتى منها تعطيل مجلس الامن الدولي عن اتخاذ قرارات لوقف المعارك في فلسطين المحتلة.

فيما يتعلق بالتصريحات الاعلامية للمبعوث الامريكي لليمن بشأن موقف صنعاء الوطني والقومي الثابث تجاه الشعب الفلسطيني فهي تصب في نفس السياسة الأمريكية ومراميها فهي استراتجية واحدة وان تشعبت، كما إنها أيضاً مجافية للواقع لاسيما وان القيادة اليمنية بشقيها الثوري والسياسي قد أعلنت مراراً وتكراراً أن إستهداف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة هو لوقف الإعتداءات وعمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة، فقد عودتنا أمريكا دائماً على إتباع سياسة خلط الأوراق لتمرير اجنداتها في المنطقة وهذا دليل آخر على مستوى التخبط السياسي والعسكري الذي تعانية أمريكا وحلفائها بسبب ضربات قواتنا المسلحة في البحر الأحمر للسفن التي تحمل إمدادات الدعم العسكري وامدادات الاغذية والادوية لجيش الكيان الصهيوني في ظل حرمان شعبنا الفلسطيني من ابسط مقومات الحياة.

سمير المسني/ محلل سياسي

* نقلاً عن صحيفة الميثاق..