إلی متی ستستمر حکومة هادي الجديدة..!

224

أبين اليوم – متابعات

الخبر:

أخيراً وبعد صراعات کثيرة و أخذ ورد أقامت حکومة هادي الجديدة يوم أمس، حفلة تحليف لا في اليمن وإنما في الرياض.

الإعراب:

على الرغم من كل المسرحيات التي قدمها السفير السعودي في اليمن لإظهار نوع من الوحدة والتعاطف بين أنصار الإمارات في اليمن وقوات هادي في هذا البلد، إلا أن الممثل الوحيد للتيار الناصري في مجلس الوزراء المقدم من قبل هادي رفض حضور حفل التحليف.

وکان الناصريون يعللون بأن الحكومة اليمنية يجب أن تؤدي اليمين الدستورية في اليمن، وليس في دولة أجنبية. هذا والأدلة تشير إلی أنه رغم جميع المسرحيات التي قدمتها السعودية مايزال هادي وحکومته يخافان من دخول عدن أو إن الجنوبيين ممن تدعمهم الإمارات لا يسمحون لهم بدخول هذه المدينة.

وبهذا التعلیق يبرز تساؤل بشأن أن هادي وحكومته في أي مکان من اليمن سيقيمان حکمهما؟

على الرغم من إصرار طرفي النزاع في اليمن علی تجنب الحرب (مقاتلون مدعومون من الإمارات وأنصار هادي من حلفاء السعودية) كان اليمن مسرحاً لاشتباكات خطيرة وجادة بين الطرفين في الأسابيع والأيام الأخيرة.

هذا ومن أجل إنقاذ إتفاق الرياض 2 في عامه الأول حاول السفير السعودي ضم أشخاص إلى مجلس الوزراء على الرغم من أنهم من الناحية العملية والفكرية من المؤيدين والحلفاء للإمارات ، لكنهم ليسوا من الوجوه المبرزة والمعلمة التابعة لهذه الدولة.

لکن هذه الخطة أيضاً لم تنجح هي الأخری في التقليل من حجم العداء بين الطرفين. والنتيجة المنطقية لهذه التطورات هي أنه لا يمکن تخيل مستقبل لحكومة هادي الجديدة.

هادي في الواقع مفلس سياسياً وعسكرياً في اليمن و كابوس أنصار الله المتمثل في النصر الوشيك لمأرب يطوف حوله، وفي نفس الوقت لم تتکل الجهود السياسية للسعودية لإنقاذه بالنجاح..

و الإجراء السعودي الأخير بالنظر للقرائن والشواهد الميدانية تدل علی أنه لون من تجريب السعودية لآخر حظوظها للإبقاء علی حکومة هادي.

يظهر واقع الميدان اليمني أن الحكومة الجديدة ليس لها حظ في التواجد في اليمن وإدارة شؤونها ، ويمكن إثبات ذلك بعدة طرق أولاً ، لم يكن لإعلان الحكومة الجديدة أي تأثير على الحد من العنف ولم يساعد في إخضاع الجنوبيين لهادي.

ثانياً.. لا تزال عدن ، عاصمة حكومة هادي المعلنة من جانب واحد تحت سيطرة الجنوب..

ثالثاً.. لا يبشر المستقبل الاقتصادي للأراضي المحتلة بخير للحكومة الجديدة. إن هبوط الريال اليمني أمام الدولار في الأشهر الأخيرة هو أوضح سبب لذلك.

أخيراً.. يدعي هادي أنه تم تشكيل حكومة جديدة في اليمن ، والتي لم يتم إنفاذها بموجب أي من أحكامه في المناطق التي تسيطر عليها الإمارات ، وأن التجربة أظهرت أن “الحكومات المنفية” لم تكن قادرة أبدًا على إدارة شؤونها بشكل فعال عن بعد من دولة أخرى.

لكن رغم هذه الحقائق ، لماذا تصر السعودية على إبلاغ حكومة تسمى حكومة هادي قبل نقل السلطة إلى الولايات المتحدة؟ يبدو أنه يُريد أن يظهر لحكومة بايدن أن حرب اليمن هي حرب أهلية مع قوات هادي من جهة وأنصار الله من جهة أخرى.

يعتزم السعوديون الحد من المشاكل المحتملة التي ستظهر لهم في ظل حكم الديمقراطيين في الولايات المتحدة وتقديم أنفسهم وحلفائهم غير الكثيرين على أنهم مؤيدون للحكومة الشرعية في اليمن.

ليس بمستبعد أن يکون الجنوبيون المرتبطون بالإمارات العربية المتحدة قد فضلوا الحصول على أدنی دعم في تشكيل حكومة بنفس الرؤية.

ولعل حقيقة أن الجنوبيين المتواجدين في عدن هذه الأيام قد قاموا بتغيير زيهم العسكري إلى زي قوات الشرطة هو على الأرجح ينسجم مع هذا.

لکن يجب أن ننتظر لنری أن حسابات المحمدين (بن سلمان و بن زايد) إلی أي مدی ستساعدهما في خداع بايدن وفي الإنسحاب بشرف وکرامة من حرب اليمن.

المصدر: العالم