المصالح الدولية والإقليمية تعيق مساعي السلام في اليمن.. “تقرير“..!

1٬089

أبين اليوم – تقارير

وسط تصاعد مؤشر إمكانية تحقيق سلام في اليمن، مع دخول عمان ، البلد الذي بقى بعيدا عن وليمة الحرب التي قادتها السعودية في العام 2015 وبضوء أخضر  امريكي وبدعم بريطاني وغربي،  سارعت أطراف الحرب هذه  للبحث عن مكاسب خشية أن يغير السلام خارطة اجندتها في المنطقة ما قد يضع آمال السلام الهشة على الحافة مجدداً.

في الشارع اليمني، رغم سنوات الحرب والحصار وفشل جولات السلام الماضية، تبدو الآمال مبشرة حالياً مع وصول وفد عماني إلى صنعاء ولقائه بكبار قادة حركة انصار الله والسلطة في صنعاء ، وايمانهم الجديد بقرب السلام لا يستند على التصريحات الامريكية أو البريطانية ولا حتى العروض السعودية لصنعاء بل بموقف  عمان إلى جانب الشعب اليمني واتخاذها موقف عكس بحسب ما يصفه المسؤولين في صنعاء حكمة القيادة السياسية للسلطنة..

وهذه المواقف الموحدة من الشعب والقيادة هو من اشعلت حماس السلام الجديد وقرب نهاية الحرب على اليمن، لكن رغم الجهود العمانية التي بدأت خلال لقاءات الوفد وقائد حركة انصار الله محل احترام وتقدير ، تواجه الآن العديد من العراقيل ابرزها التصعيد العسكري للتحالف وايغاله باستهداف المدنيين وتسويق جرائمه ضد خصومه..

وهذا التصعيد مع أنه لم يكن حديث وقد اعتادت اليمن على مثله على مدى سبع سنوات مضت، لكن اقترانه بحراك موازي  للحراك العماني يشير إلى أن أطراف إقليمية ودولية تحاول خلط الأوراق أو على الأقل اعاقته، وابرز تلك الحراك استدعاء السعودية للكويت واعادة تفعيل المبادرة الأممية التي اوفدت وزير خارجية هادي إلى عمان لمناقشتها مع أن السعودية هي من رفضت تلك المقترحات من قبل والتفت عليها بالمبادرة السعودية التي اعادت طرحها مجدداً على طاولة اللقاء الذي جمع خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع بوزير الخارجية البريطاني الذي  تحمل بلاده ملف اليمن في مجلس الأمن..

وهذه الخطوات لا تعكس عدم رغبة سعودية بالحل فهي قبل كل شيء في مأزق لا يحسد عليه في ظل تساقط حلفائها بدء بدونالد ترامب وصولا إلى بنيامين نتيناهو المتوقع ازاحته من الحكومة الاسرائيلية، ناهيك عن المساعي الامريكي لخفض قواتها على واقع الاستنزاف المتصاعد، ورغبتها بإعادة علاقات طبيعية مع ايران، بل تعكس تخبطاً لدى الساسة السعوديين وقد أصبح الأمر الواقع في اليمن اكبر من  استيعابهم له بعد كل السنوات الماضية من الانفاق العسكري والتحالف مع كبرى الدول عالمياً.

عموماً ليس التخبط السعودي وحده من قد يشكل مشكلة للجهود العمانية، بل أن الصراع  بين ادارة الرئيس بايدن والبنتاغون بشأن خطط الإدارة الامريكية في الخليج سواء المتعلقة بخفض القوات أو تلك المتعقلة بالتزامات انهاء الحرب على اليمن والتي برزت بتصريحات ماكينزي من مغبة خفض القوات الامريكية في الخليج وسير واشنطن بمفاوضات لإحياء الاتفاق النووي وجميعها مؤشرات على وجود فجوة بين سياسة بايدن الساعية لإعادة السعودية لوضعها الطبيعي والجيش الامريكي الذي تربط قاداته علاقات بأمراء سعوديين ويتلقى صفقات بالمليارات.

كما أن بريطانيا التي تراجع حضورها في ملف اليمن بعد أن ظلت تتحكم بمجريات الأمور فيه، سواء بفعل الحضور الامريكي في الجانب السياسي أو بتضارب الأجندة البريطانية بين وقف الحرب وتجارة الأسلحة، لا يبدو أنها ستستسلم بسهولة وهي الآن تبحث عن مغارات لإغراق اي جهود لا تنطلق من اروقتها للسلام في اليمن وبما يبقي بريطانيا خارج اللعبة.

أما العائق الأكبر فيتمثل بالدور الاماراتي الذي يتحرك تحت عباءة التحالف وهدفه الاستحواذ على مقدرات البلد عبر إنشاء كيانات لا تدين بالولاء لغيره ويتم تحريكها بالريموت كنترول  وصعدت خلال الايام الماضية من حملتها ضد السلطنة لمساعيها انهاء الحرب ورفع الحصار.

قد تكون سلطنة عمان، التي تنشد الاستقرار وكانت ضحية للصراع الذي تقوده الرباعية الدولية في المنطقة،  جادة في مساعيها انهاء الحرب على اليمن، وقد تحضا بقبول لدى صنعاء بحكم مواقفها ، لكن تبقى  ورقة انهاء الحرب  على اليمن متداولة في إدراج الرباعية الدولية ومرتبط بمصالح كلا منها ومؤشرات توحدها الأن تبدو اصعب من اي وقت مضى.

 

YNP