حلف الناتو.. وحكاية “العُمدة“ الجشع..!

1٬208

أبين اليوم – الأخبار الدولية

من المضحك أن يتحدث حلف عسكري، مثل حلف شمال الأطلسي “الناتو”، عن الأمن والاستقرار والسلم الدولي، وعن التزام دول العالم بقرارات الأمم المتحدة، وعن الأعمال المزعزعة للاستقرار، بينما يعتبر هذا الحلف اكبر تهديد للأمن والسلم الدوليين، ومن اكثر منتهكي قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية، ويكفي نظرة سريعة للفظائع التي ارتكبها هذا الحلف في ليبيا والعراق وافغانستان والعديد من دول العالم، للتأكد من هذه الحقيقة.

هذا الحلف الذي تقوده امريكا، ضرب بكل قرارات الأمم المتحدة عرض الحائط، وتجاهل وبشكل سافر كل تحذيرات المنظمة الدولية، واستخدم الكذب والخداع، من أجل غزو الدول الأخرى واحتلالها وانتهاك سيادتها وارتكاب جرائم اسفرت عن ازهاق ارواح مئات الالاف من البشر، لمجرد ان امريكا الذي تقوده ترى نفسها انها فوق القانون الدولي، ولا يحد اطماعها وجشعها، اي حدود.

كلما احست أمريكا أن القانون الدولي يقف عائقاً امام اطماعها تلجأ الى رفع عصا حلف الناتو في وجه القانون الدولي، وفي وجه كل من يتجرأ على غطرستها واطماعها، ومن أجل أن تكون هذه العصا أكثر قوة وردعاً، لا تنفك امريكا عن نشر أسلحتها النووية وصواريخها العابرة للقارات، في العديد من دول العالم، لارهاب وارعاب الشعوب، تحت ذريعة مواجهة التهديدات الروسية والصينية، بينما كل حروبها، بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الآن كانت تستهدف شعوباً ودولاً، لا تشكل اي تهديد لامريكا ولا لأعضاء حلفها، حلف الناتو.

قبل يومين، اجتمع قادة دول هذا الحلف في بروكسل، واصدروا بياناً اشاروا فيه الى التزامهم بمنع إيران من تطوير أي سلاح نووي، وطالبوا طهران بعدم مساعدة محور المقاومة لتعزيز قدراته العسكرية، كما طالبوا بتجريد ايران من برنامجها الصاروخي وفقاً للقرار 2231، وفي الأخير طالبوا بعودة متبادلة الى الاتفاق النووي بين امريكا وإيران.

لا يحتاج المراقب لكثير من الذكاء ليكتشف ان البيان كُتب من ألفه إلى يائه لمصلحة الكيان الإسرائيلي، لاسيما ان البيان اعرب ايضا عن قلق الحلف من الصواريخ البالستية السورية ايضا!!.من الواضح ان لا حاجة للحلف ان يبذل جهداً من أجل منع ايران من تطوير سلاح نووي، فمثل هذا السلاح لا مكان له في العقيدة العسكرية الايرانية، ولهذا السبب فاوضت ايران سنوات طويلة من اجل التوصل الى الاتفاق النووي.

كما ان ما يسميه الحلف الممارسات المزعزعة للاستقرار، هي في الحقيقة، القوة التي امتلكتها فصائل المقاومة، التي باتت ترد تهديدات الكيان الاسرائيلي، بعد ان كان يقصف ويقتل ويشرد من دون ان يردعه رادع منذ اكثر من 70 عاماً، بدعم من الغرب وعلى راسه امريكا.

اما القرار 2231 الذي يتباكى عليه الحلف فان اول من انتهكه هو امريكا، وليس هناك من طرف التزم بالاتفاق النووي والقرار 2231 الا ايران، فالصواريخ البالستية الايرانية، لم تصمم قط لحمل رؤوس نووية، كما جاء في القرار 2231، فهي صواريخ بالستية تقليدية. اما دعوة الحلف امريكا وايران للعودة المتزامنة للاتفاق النووي، فهو النفاق بعينة، فالحلف ساوى بين الضحية والجلاد، فالعالم اجمع يعلم ان الطرف الذي انسحب من الاتفاق وبشكل رسمي هو امريكا وليس ايران، التي مازالت في الاتفاق رغم تقليصها بعض التزماتها، ردا على الانسحاب الامريكي.

امريكا ومن ورئها حلف الناتو، اعتادوا ان ينظروا الى العالم، بوصفه “قرية” ، ليس فيها إلا عمدة واحد لا غير، وهذا العمده هو حلف الناتو بقيادة امريكا، ولن يسمحوا بظهور اي قوة أخرى، يمكن ان تشكل تهديداً لهذا “العمدة” الجشع والظالم.

 

المصدر: العالم