إنكفاء أمريكي وخنوع دولي أمام عملية “الردع السابعة“.. صنعاء تفرض توازن “الرعب“ الحقيقي.. “تقرير“..!

4٬481

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

عقب عملية “توازن الردع السابعة”، تصبح صنعاء اللاعب الأول في ميدان المعركة، الذي تقترب من عامها السابع بشاره قيادة يمنية، وبإقرار أمريكي مباشر بالعجز عن لملمة فضائها المكشوف على مسرح العمليات العسكرية المفتوحة لمصالحها الإستراتيجية الممتدة على طول خارطة المنطقة، والتي حولتها صنعاء إلى مشاع واسع للطيران المسير والصواريخ البالستية اليمنية.

كان من المتوقع، عدم وجود أي رد عسكري لهذه العملية الكبرى من قبل التحالف، أو حتى المجتمع الدولي، إذ استطاعت ستة عمليات ردع سابقة لصنعاء في العمق السعودي، أن تكبل قيود التحالف وتحيد قدرة المجتمع القوى الغربية، وتحصر جميع أطراف المعركة برمتها في زوايا ضيقة.

الحديث هنا.. ليس على هزلية ردود الفعل الغربية بشأن هجمات صنعاء الأخيرة وحسب، والتي بدت خائفة ومرتعشة، ولا على التصريحات الميتة للسفارة الأمريكية في الرياض، التي أصابت دول التحالف بالخيبة والإنكسار، بل أن الحديث الأهم هو في إعتراف إدارة البيت الأبيض علناً عقب العملية الكبرى، بأن واشنطن استنفذت جميع وسائل الضغط على صنعاء، ولم تعد قادرة على مواجهة عمليات ردع بهذا الحجم، وهو إقرار مباشر بهزيمة التحالف وخسارة المعركة في اليمن.

في المقابل.. تدفع صنعاء بالحرب إلى مرحلة جديدة في المواجهة، أكثر خطورة على دول التحالف، مرحلة تؤكد أنه لايزال في جعبتها الكثير من الأوراق العسكرية لحسم المعركة عسكرياً، ما يعني امتلاكها أدوات ووسائل ضغط لكسب أي مفاوضات سياسية قادمة.

الحقيقة أن أي مفاوضات قادمة بين صنعاء والقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، بعد عملية توزان الردع السابعة، سيكون نقاشاتها حول ضمان بقاء المصالح الأمريكية الغربية في المنطقة، ولن يشمل هذا النقاش ضمان تلك المصالح في الداخل اليمني، وهذه ضربة قاصمة لدول التحالف، ستفقدها ما تبقى من توازن هش على أرضية معركة تحكم صنعاء قبضتها على تفاصيلها ومفاصلها الحيوية.

إلى ذلك.. فإن إستهداف الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية اليمنية، خلال عملية واسعة طالت جميع شركات أرامكو النفطية العملاقة في أربعة مدن سعودية، تمتد من جنوب إلى غرب وشرق المملكة؛ بينها ميناء رأس التنورة، أكبر ميناء نفطي في العالم، وعصب إقتصاد الدول الغربية الكبرى، هو جوهر التغيرات في قواعد الإشتباك، ما يدل أن قوات صنعاء استطاعت تحقيق توازن “رعب” حقيقي من شأنه إحداث تغيير كلي في مسار المعركة.

لا يمكن فصل الهجمات الجوصاروخية الأخيرة في العمق السعودي، عن مستجدات المواجهات المباشرة في الميدان، وتحديداً مع التقدم العسكري الكبير الذي تحرزه قوات صنعاء في جبهات مأرب، حيث تشير هذه الهجمات إلى أن صنعاء مصرة ومتمسكة بقرار حسم معركة مأرب لصالحها، ولا تراجع عن هذا القرار، في حين تؤكد قدرتها على تحويل المعركة من الداخل إلى العمق السعودي، وهذا بحد ذاته أحد التحولات الإستراتيجية التي تفرضها صنعاء.

ما يجب التركيز عليه، في عملية توازن الردع السابعة، التي استهدفت شركات أرامكو النفطية في الدمام وجدة وجيزان ونجران، هو أن قوات صنعاء تثبت مجدداً هشاشة الدفاعات الأمريكية والبريطانية، وقدرتها الفائقة في إختراق ونسف أحدث وسائل التقانة الدفاعية عالمياً، المتواجدة داخل عشرات القواعد الأمريكية الواقعة على طول المسافة بين المواقع المستهدفة، وذلك بعد إعلان السعودية خلال الفترة الماضية، إستقدام دفاعات جديدة من مختلف الدول، بجانب الدفاعات الأمريكية، ولكنها فشلت جميعاً.

بجانب ذلك، فإن وصول طائرات صماد 3 وصواريخ ذو الفقار إلى ميناء رأس التنورة، أقصى شرق السعودية، بمسافة تصل إلى 1800 كيلومتر، يؤكد أن الردع اليمني قادر بكل سهولة على إستهداف أي نقطة ضمن دول التحالف في المنطقة، ما يعني أن هذه العملية الكبرى تعد رسالة واضحة للإمارات الشريك الأساس في تحالف الحرب، والتي تجاوزتها الصواريخ والمسيرات بعشرات الكيلوا مترات قبل أن تحط رحالها إلى أهدافها في الدمام.

على كل.. يبدو أن تداعيات عملية توازن الردع السابعة ستكون عابرة لملفات المنطقة والإقليم، ولن نستبعد أن تعجل مثل هذه الضربات الواسعة بإنهاء الحرب على اليمن، وبدء الإعتراف بصنعاء كشرعية على كامل التراب الوطني.

السؤال هنا، هل لا يزال بوسع دول التحالف أن تتحمل مزيد من عمليات توازن ردع جديدة، وما هو وضع أدواتها في الداخل، في حال إذا ما قررت صنعاء تدشين عمليات جديدة بهذا الحجم.. خصوصاً بعد حالة الانكفاء الأمريكي والغربي الواضح، والذي يعكس التسليم بالهزيمة وبقوة صنعاء ؟!

 

 

YNP