اليمن الواحد..!

3٬672

بقلم/ يحي حسين العرشي

الم يقل لنا الوطن انه يمن واحد.. من ينكر هذه الحقيقة الأزلية فهو جاهل.. الجغرافيا ساحة واحدة لشعب واحد.. شواطئه متنفس رئته الواحدة.. وجزره أطراف لجسده الواحد..

تاريخه واحد.. ودينه واحد.. لغته قديمها وحديثها واحدة.. حقيقة واحدة تجسدت في كرة واحدة لمنتخب واحد.

طهارة لاعبينا غسلت اوساخنا التي وقعت علينا وعلى وطنيينا التي يتشدق أغلبنا بها.

كشفت المستور عن قوانا وأحزابنا ومن يدعي أنه يفعل ما يفعل بنا بأنه من أجلنا.. يدخلونا القبور ويوهمونا بأن شروق شمس الحياه فيها.

نعم الفوز بكأس غرب آسيا لمنتخب ناشئينا لكرة القدم يقول لكل الاعين في الداخل وفي الخارج شاهدوني.

انا يمني واحد.. إن لم تصدقوا التاريخ لو سألتموه.. هاءنذا واحد.. أمامكم.

مشاهد كثيرة أبكت الصغير والكبير فرحاً بتلك الوجوه الناشئة البريئة.. بتطلعها نحو المستقبل تنفض من حولها غبار الشتات والتجزئة وصدأ المذهبية والمناطقية.

الطموح نحو النجاح والفوز بإسم اليمن الواحد مبتغاهم.. المدرجات في عاصمتهم في ارضهم في ملعبهم.. أمام اعينهم كان التحدي الاول لليمن الواحد.. علماً وصوتاً وانتصاراً.

وهكذا فرض نفسه الانتصار في اروقة النعيم المزيف خارج الوطن وفي مدرجات مهاجرينا في قطر ثم بين مختلف الفئات اليمنية في قاهرة المعز ليقول للجميع في وطننا ولدنا ونشأنا وفي ازقة مدننا وقراه اكتشفنا انفسنا وموهبتنا.. داخل الوطن تدربنا..زلم نكترث بأصوات المدافع ولهيب نيران الحرب.

من قلب المعاناة تماسكنا وقدمنا ما قدمناه من فوز تعبيراً وطنياً صادقاً ليرى من وقع في حبائل الشيطان واختار فك ارتباطه بأبويه وأخوته ومن يرددون في قاموس السياسة (الاستفتاء) أي أستفتاء سيكون في ورق قد تزيف وفي صناديق قد تتسخ..

ليس هناك ما هو أصدق من إستفتاء من دموع الفرحة وضياء البهجة والسرور التي عبرت عنها الجماهير من عدن متحدية تنوع الأعلام المزيفة.

ثم على طول الطريق الى الراهدة الى تعز الى إب فيريم فذمار فمعبر وإمتداداً منها حتى صنعاء وفي أجواء إحتفالية جماهيرية بتلقائية بحتة وبمشاهد عاطفيه عبرت عن نفسها يكفي منها صورة الرجل في صنعاء الذي انتزع من رأسه الشال ليمسح به عرق أحد اللاعبين أثناء مروره من أمامه وسط الجماهير.. محتضناً له بكل ود عبرت عنه دموعهما.

لقد كان في تلك المشاهد في تلك الاحتفالات متنفس لشعب زاد عليه الجور على طول سنوات مضت وحرب ودماء ودمار وحصار ومئات القتلى والجرحي والمشوهين وملايين المشردين وعلاوة على كل ذلك الجوع والفقر والحرمان والمرض والاحساس بالمذلة والهوان.

لذلك فقد انفجر الشعب بعفوية في هذه المناسبة الرياضية الشبابية إحساساً منه بوجوده كريماً عزيزاً منتصراً على كل أعداءه ومن أذاقوه ويل الحرب والعدوان والحصار.

وللتأكيد بأن وحدته الوطنية سلاحه الاقوى والوحيد نحو السلام المنشود (اليمن الواحد).