ماذا بعد الهدنة.. “تقرير“..!

5٬972

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

تتجه الأنظار إلى التطورات في اليمن في أعقاب فشل تجديد الهدنة الأممية مع إستمرار قوى التحالف السعودي الإماراتي وفصائلها بالتنصل أمام العالم عن تنفيذ شروط صنعاء، التي يؤكد مراقبين أنها إنسانية بحتة لا تضع التحالف إلا في موقف فاضح يكشف دوره الخبيث في إشعال الأزمات الإقتصادية المركبة على الشعب اليمني وخنقه تحت طائلة حصار آلة الموت الغربية الأمريكية المشتركة للعام الثامن على التوالي.

هذا التعنت الواضح من قبل قوى التحالف السعودي الإماراتي ومن معها، الرافضة لتمرير الهدنة الأممية وفقاً للشروط الإنسانية، لا ينطلي على الشعب اليمني الذي بات يندد برحيل التحالف وأدواته من صعدة إلى المهرة، كما أنه لن ينتهي وفق أهواء التحالف في ظل التحذيرات الصارمة لقيادة صنعاء، التي توعدت قوى التحالف برد مزلزل ورادع على هذا العبث والتآمر الدولي على البلد.. فأي سيناريوهات محتملة لمستقبل التحالف وحربه على اليمن في حال عودة المواجهة المفتوحة مع قوات صنعاء؟!.

وعلى الرغم من الحقائق والمعطيات السابقة التي تدركها قوى التحالف جيداً، إلا أنه من الواضح أن هذه القوى لا تدفع لإنهاء حربها على اليمن والتخفيف من معاناة اليمنيين، والسبب ببساطة عدم استيعابها لفكرة أن يكون اليمن خارج وصايتها بعد عقود من الهيمنة والوصاية السعودية الأمريكية، في حين أن كل ما يحاك ضد اليمن وشعبه في المجتمع الدولي أصبح ظاهراً للجميع وعلى المكشوف ولكن إلى أين تقود هذه السياسة “المتعجرفة” للتحالف؟!.

السيناريوهات المتوقعة أمام المطّلع والمتابع للشأن اليمني، فيما يخص عودة الحرب؛ تتلخص أولاً في قدرة قوات صنعاء على حسم المواجهة العسكرية أمام قوى التحالف وفصائلها، وبسرعة فائقة هذه المرة، نظراً للكثير من الأسباب التي تجعل من صنعاء قوة ضاربة حقيقية على الساحة اليمنية، أهمها امتلاكها أسلحة إستراتيجية نوعية من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أثبتت فعاليتها في إصابة وإختراق أبرز المواقع “المحمية” في العالم وهي حقول النفط والغاز في السعودية والإمارات.

والأهم من ذلك، فإن عودة المواجهة هذه المره، لن تقتصر على عودة العمليات العسكرية اليمنية في العمقين السعودي والإماراتي، التي تُحسن قوات صنعاء في التعامل معها مع نسفها تقانة الدفاعات الأمريكية الغربية الممتدة في صحاري البلدين طيلة السنوات الماضية؛ بل أنها قد تشمل مسارح أخرى، وما تم عرضه مؤخراً من أسلحة بحرية جديدة لقوات صنعاء، يضع التحالف أمام قوة إقليمية قادرة على حسم معارك الجو والبر والبحر وفقاً لما يقدره خبراء الحرب والسياسة.

ومن الطبيعي جداً أن دول التحالف والقوى الغربية المشاركة، عاجزة عن التصدي لأي خيارات عسكرية لقوات صنعاء في البحر مثلما عجزت طوال الثمانية الأعوام السابقة، عن التصدي لخياراتها في البر والجو، وهو العجز الذي لا يبدي التحالف السعودي الإماراتي وجميع القوى الغربية المساندة له، الحرج في إخفاءه مؤخراً من خلال مخاوفها الواضحة من استئناف الضربات اليمنية في عمقها الإستراتيجي، وجدية تحذيرات صنعاء، وما قد يترتب عليها من تأثيرات قاصمة لمراكز القرار الغربي الأمريكي الذي يواجه إنهياراً على كافة الأصعدة.

لذلك، فإن المعركة هذه المرة، ستكون بتوقيت صنعاء، لا بتوقيت واشنطن، وهذا واضح من خلال ما تملكه صنعاء من نقاط القوة على المستوى العسكري والتقني، والتي شاهدناها في العروض العسكرية المهيبة، وقدرتها على التنظيم والتوزيع والحشد، وكذلك الإنعكاسات الإيجابية لصمود صنعاء طوال الفترة الماضية، والتي أفرزت واقعاً مهيئاً لمواجهة شعبية شاملة ضد التحالف حتى في ملعب فصائله، في وقت تضع صنعاء يدها على كامل تفاصيل المواجهة.

على كل.. فإن محاولات المماطلة والمرواغة التي ينتهجها التحالف السعودي الإماراتي في تعامله مع الهدنة الأممية، لن تقوده إلا إلى نتائج مخيبه لآماله، فالتحالف المفرغ من خيارات البقاء والمواجهة، على موعد مع الخروج النهائي والكامل من اليمن، طبقاً للوقائع والمعطيات على الأرض، وهو خروج يؤكد مراقبين أنه خلاصة واقعية لهزيمة مستمرة تشهدها قوى التحالف منذ اللحظة الأولى لحربها على اليمن.

 

YNP