اليمن تكشف لماذا تنصب الولايات المتحدة نفسها حارساً لحرية البحار والمحيطات.. “تقرير“..!

5٬910

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

تتظاهر الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تدافع عن حرية البحار، وتنصبت نفسها حارساً على بحار ومحيطات العالم، متجاوزةً ادعاءاتها بحماية هذه الحرية إلى درجة نشر قواتها البحرية في أهم الممرات المائية والبحار الاستراتيجية، ومن معطيات إنتشار البحرية الأمريكية في المياه الإقليمية لغالبية بلدان العالم، يتضح أن مفهوم حرية البحار لا يعني سوى إمكانية وصول الأسطول الأمريكي إلى أي نقطة بحرية في العالم، وبالعنوان نفسه تهاجم القوات الأمريكية والبريطانية، منذ أكثر من شهر، منشآت الحوثيين في اليمن، الذين يقولون إنهم يستهدفون السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، حتى تتوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.

الإجراء الذي أوضحه أحد كبار المسؤولين في إدارة بايدن، بقوله: “لقد تحملت الولايات المتحدة التزاماً خاصاً وتاريخياً بالمساعدة في حماية شرايين التجارة العالمية والدفاع عنها”، ووصفه بأنه يتماشى مباشرة مع هذا التقليد، يتناقض تماماً مع دعم الولايات المتحدة الأمريكية حصاراً بحرياً واقتصادياً قادته المملكة العربية السعودية على اليمن بدءاً من عام 2015، وكان له عواقب كارثية”.

شبكة “تايم” الإخبارية الأمريكية، نشرت تقريراً على موقعها، بعنوان “الولايات المتحدة تتظاهر فقط بأنها تريد حرية البحار”، قالت فيه إن التاريخ يناقض ادعاءات الولايات المتحدة باعتبارها حارسة البحار الحرة والمدافعة عن النظام الدولي الليبرالي، موضحةً أنه “منذ الحرب العالمية الثانية، وافق صناع السياسات الأمريكيون على تعريف لحرية البحار يؤكد الهيمنة العسكرية الأمريكية، وإمكانية وصول الأسطول الأمريكي إلى محيطات العالم. وفي هذه النظرة العسكرية لهذا المفهوم، فإن القوة البحرية الأمريكية لا تعتمد فقط على حرية البحار، بل يتم نشرها للدفاع عنها أيضاً”.

التقرير أشار إلى أن هذا المفهوم كانت له عواقب، وظهرت بشكل أكثر وضوحاً في اليمن، حيث قال: “وبدلاً من حماية محيطات العالم، كانت عمليات الإنتشار الأمريكية في الخارج، بإسم حرية البحار، كثيراً ما تؤدي إلى تصعيد الصراعات. وبدلاً من الدعوة بشكل مستمر إلى مبدأ محايد وسامٍ، دافعت الولايات المتحدة عن ذلك بشكل انتقائي. ولا يوجد مكان أكثر وضوحاً من اليمن.

فبينما تخاطر الولايات المتحدة بالتصعيد لإزالة الحصار اليمني في البحر الأحمر، فقد دعمت الحصار البحري والاقتصادي الذي قادته المملكة العربية السعودية على اليمن بدءاً من عام 2015، وكان له عواقب كارثية”.

الهيمنة العسكرية الأمريكية دعمت الرؤى الليبرالية للتجارة العالمية التي يتم تداولها بحرية. وبنهاية الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة تمتلك أكبر قوة بحرية في العالم على الإطلاق، مع أساطيل تغطي الممرات البرية العالمية. ونتيجة لذلك، تبنت الولايات المتحدة نسخة عسكرية من حرية البحارــ وهي النسخة التي سرعان ما ثبت نفاقها، حسب التقرير.

التقرير أكد أن الولايات المتحدة منعت دولاً عدة من بسط سيطرتها السيادية على مياهها الإقليمية، خوفاً من عرقلة وصولها إلى محيطات العالم حيث قال: إن “الولايات المتحدة لن تسمح لدول أخرى بحماية مصالحها الخاصة في البحار كما فعلت، خشية أن يهدد هذا قدرتها على الوصول إلى محيطات العالم. وعندما حاولت الدول الساحلية مثل الجزائر وإندونيسيا بسط سيطرتها السيادية على المياه القريبة في السبعينيات، حذر وزير الخارجية هنري كيسنجر من أن مبدأ حرية البحار أصبح مهدداً”.

وبدأت إدارة كارتر في إرسال السفن الحربية إلى المياه الإقليمية لتلك الدول، لتؤكد أنها انتهكت القانون الدولي، وأظهرت “عمليات حرية الملاحة” هذه أن الولايات المتحدة تعتزم فرض تعريفها لحرية البحار من خلال القوة البحرية، حسب التقرير.

هذا العمل الذي وصفه التقرير بـ” العدواني”، أدى إلى مناوشات عسكرية، حيث اشتبكت السفن الحربية الأمريكية مع القوات الليبية حول خليج السدرة. وفي الوقت نفسه، في عام 1988م، اصطدمت السفن الأمريكية والسوفياتية أثناء عملية حرية الملاحة في البحر الأسود، ورغم المخاطر التي أنتجتها تلك العمليات، إلا أن ذلك لم يمنع إدارة ريغان من المضي قدماً إلى أبعد من ذلك، بإرسال قوات أمريكية للتدخل في حرب بإسم حرية الملاحة.

وفيما أصبح يعرف بإسم حرب الناقلات، نشر ريغان سفناً حربية أمريكية في الخليج العربي لحماية ناقلات النفط عندما تعرضت لإطلاق النار من كلا الطرفين المتحاربين خلال الحرب الإيرانية العراقية.

وفي عام 1987م، أعادت الإدارة الأمريكية رفع علم ناقلات النفط الكويتية تحت الأعلام الأمريكية، مما أهلها للحماية البحرية. وادعى صناع القرار الأمريكيون أنهم يحمون حرية البحار، لكن مراقبين رأوا في هذه الخطوة ميلاً لصالح العراق، وأدت هذه السياسة إلى تواجد عسكري أمريكي موسع في الخليج لا يزال مستمراً حتى اليوم.

YNP