بعد مجازر نتنياهو في غزة.. الإمارات تقيم معرضاً لـ“الهولوكوست“..!

848

أبين اليوم – الأخبار الدولية

كان واضحاً أن الإتفاق بين دولة الإمارات والكيان الإسرائيلي لم يكن اتفاقاً تطبيعياً، كما هو حال باقي الاتفاقيات التي وقعتها بعض الأنظمة العربية مع الكيان الإسرائيلي، كما لم يكن تحالفاً بين كيانين على مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية، فهو أقرب ما يكون إلى ذوبان السياسة والمصالح الإماراتية، في السياسة والمصالح “الإسرائيلية”، حتى لم يبق لهما من أثر.

قد يقول قائل أن هذا القول فيه تجن على الإمارات التي تحاول من خلال عقد الإتفاق مع الكيان الإسرائيلي، ان “تحمي نفسها” وان “تعزز من دورها الإقليمي” و”ان تحافظ على مصالحها”، لما لـ”اسرائيل ” من حظوة لدى أمريكا والغرب.

رداً على هذا القول نقول، أولاً.. لا يمكن ان تحمي “اسرائيل” أحداً، فهي ليست جمعية خيرية، هذا أولاً.. ثانياً.. أن لا أعداء لـ”اسرائيل” في العالم سوى العرب والمسلمين، ولا استثناء في هذه القاعدة، كما أن “اسرائيل” ، وتأكد ذلك عمليا، انها لا تستطيع حماية نفسها من غزة المحاصرة، ومن حزب الله.

أما الحديث عن “الدور الإقليمي”، فمن الواضح ان أي تقارب لأي نظام عربي من “اسرائيل”، يقضي كلياً على “دور” ذلك النظام في الاقليم، ويمكن الاعتبار من تقارب مصر من “اسرائيل”، والذي أخرج مصر من المشهد العربي بشكل كبير، بعد أن كانت تقوده.

اما الحديث عن “حظوة” “اسرائيل” لدى الغرب وأمريكا ، فهو ايضا حديث مردود عليه، فالامارات ليس لها أي خطوط حمراء في علاقاتها مع أمريكا والغرب، لتكون بحاجة الى “اسرائيل”، للحصول على شيء من امريكا او الغرب، فهي تفتح أرضها وسماءها ومياهها للقوات العسكرية الأمريكية والغربية، وتقدم لهم القواعد العسكرية وتنخرط كليا في مخططات امريكا والغرب ضد المنطقة وخاصة ضد القضية الفلسطينية.

عندما نقول لا مصلحة للإمارات كدولة وشعب في علاقاتها مع “اسرائيل”، فإننا نعي ما نقول، فهذه المصلحة محصورة في المصلحة الشخصية لشخص ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، الذي يرى في هذا الانصهار في السياسية والمخططات الإسرائيلية، ضمانة لبقائه في الحكم ، وإلا ما هي مصلحة الشعب الإماراتي، في افتتاح السفير الإسرائيلي لدى الإمارات، إيتان نائيه، يوم الجمعة، معرضاً تذكارياً لما يسمى بـ’الهولوكوست’ في دبي، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يُنظم داخل دولة عربية!!.

اللافت أن هذا المعرض اقيم بعد المجازر المروعة التي ارتكبتها قوات الإحتلال الاسرائيلي ضد أطفال ونساء غزة، حيث بلغ ضحايا هذه المجازر 232 شهيداً، بينهم 65 طفلاً و39 سيدة و17 مسناً، إلى جانب 1900 جريحاً، وهي مجازر أثارت حتى حفيظة الغرب نفسه، حيث كتبت كبرى صحفها..

مقالات عن ضحايا جرائم حلفاء ابن زايد في غزة، تحت عنوان”انهم لم يكونوا سوى اطفال”!!. بينما إكتفى وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، بالاعراب عن قلق دولة الإمارات “البالغ” إزاء تصاعد “أعمال العنف” في “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية، وتقدمها بـ”خالص التعازي في جميع الضحايا” الذين سقطوا جراء “أعمال القتال الأخيرة”، ودعا “كل الأطراف”!! إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار!!.

في اليوم الأخير من العدوان الإسرائيلي على غزة، أي اليوم الحادي عشر، رفضت دولة الإمارات، المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما كشف مصدر استخباري إماراتي عن مسارعة ابن زايد لدعم اقتصاد الكيان الإسرائيلي في ظل “خسائر” المواجهة مع قطاع غزة!!.

ترى أين مصلحة الشعب الإماراتي من كل هذه التبعية والهوان والذلة والخسة، التي تتعامل بها الإمارات، مع أقدس قضية للعرب والمسلمين؟!، الا تؤكد هذه المواقف ان من يقف وراءها ينفذ أجندة أمريكية إسرائيلية، ضد الشعب الاماراتي والشعوب العربية والإسلامية، وهو مفتوح العين.. فأين مصلحة الشعب الإماراتي من وراء كل ذلك؟.

 

المصدر: العالم