مكبرات الصوت في السعودية.. حلال في الغناء حرام في الدعاء..!

203

أبين اليوم – الأخبار الدولية

أصدر وزير الشؤون الإسلامية في السعودية، عبد اللطيف آل الشيخ تعميماً جديداً بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد على رفع الأذان والإقامة فقط، وألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت، واتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف هذا التعميم.

رغم انه من الصعب جداً أن تُقنع السلطات السعودية مواطنيها والآخرين، بأن القرار اتخذ لمصلحة المواطنين، كما ان من الصعب جداً ان يهضم الإنسان المسلم مثل هذا القرار، لاسيما، انه اتخذ في مهبط الوحي، وارض الحرمين الشريفين، وليس في بلد أوروبي او غربي..

لكن رغم ذلك نحاول ان نُقنع انفسنا ونقول ان القرار أتخذ من أجل مصلحة المواطنين، ولكن كيف نفسر الحفلات الصاخبة والمختلطة التي أقامتها وتقيمها الفرق الموسيقية الغربية والامريكية، في مكة والمدينة وفي أرض الحرمين الشريفين، حيث كانت مكبرات الصوت تُسمع من أماكن بعيدة جدا؟!.

نقول حتى لو احسنّا الظن بالسلطات السعودية، وقلنا انها تسعى لراحة المواطنين من وراء اتخاذ قرارها الأخير، ولكن حسن الظن هذا سيرتطم بعقبات كثيرة منها، أن القرار يأتي في إطار جملة من القرارات الأخرى، التي اتخذتها السعودية في عهد محمد بن سلمان..

كانت ترمي جميعها إلى سلخ الهوية العربية والإسلامية من الشعب السعودي، تحت ذريعة مكافحة التطرف!!، وتنويع مصادر الدخل ، وبناء الاقتصاد السعودي لما بعد النفط، وفقا لـ”رؤية 2030″ التي أطلقها ابن سلمان، وتولت “الهيئة العامة للترفيه”، التي اسسها عام 2016 ، مهمة توفير الارضية امام “رؤية 2030”.

ولا ندري ما حاجة السعودية للترفيه وهي تعوم على بحر من النفط؟، وما حاجة السعودية للترفيه، وهي تحتضن الحرمين الشريفين، اللذان يستقطبان ملايين المسلمين سنوياً؟، وما حاجة السعودية للترفيه وهي تمتلك إمكانيات سياحية ضخمة بوصفها بلد الوحي وقبلة المسلمين؟
وما هي حاجة السعودية للترفيه وهي تمتلك الثروات الطبيعية الضخمة والامكانيات المادية؟

ولكن رب سائل يسأل لما لا يتمتع الشعب السعودي، كما تتمتع الشعوب الأخرى، بالترفيه والتسلية، من أجل التخفيف عن عبء الحياة العصرية؟، ليس هناك من عاقل يمكن ان ينكر على السعوديين هذا الحق، ولكن ان يقفز ابن سلمان من تطرف الوهابية البغيض الذي شوه صورة الاسلام، الى تطرف بغيض آخر هو تطرف الخلاعة والمجون، الذي انتشر في ارض الوحي عبر دعوة الفرق الغربية والامريكية الداعرة والشاذة..

وهي فرق تعج بالمثليين وانصار العري والاستهتار والتسيب والعدمية والشذوذ، لتقيم حفلات ماجنة، نقلت مكبرات الصوت، صوت صخبها إلى مسافات بعيدة في مكة والمدينة، دون أدنى مراعاة لحرمة المدينتين المقدستين، ولا لمشاعر المسلمين.

من الواضح أن قرار منع مكبرات الصوت من نقل الصلاة والدعاء، بأمر من آل الشيخ ، حفيد محمد بن عبدالوهاب، وقرار السماح لمكبرات الصوت لنقل الصخب والغناء، بأمر آل الشيخ، حفيد محمد بن عبدالوهاب، هما قراران، يهدفان الى سلخ هوية الإنسان السعودي المسلم، ويصبان في مصلحة ابن سلمان، الذي لن يتمكن من الوصل الى الحكم إلا بعد ان يسلخ الإنسان السعودي من هويته ويحوله الى انسان آخر.

والملاحظ في هذا كله، هو محمد بن عبدالوهاب وابناؤه وأحفاده، مازالوا يتلاعبون بمصير هذا الإنسان، فمرة يجعلون منه تكفيري تفجيري عدمي، ومرة يجعلون منه خلاعي مجوني وعدمي.

 

المصدر: العالم