السلطات السعودية تصف “جدة“ القديمة بـ“بيوت الدعارة“ والقطيف تنتظر الحوثيين.. “تقرير“..!

4٬273

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ إبراهيم القانص:

تتحول آمال المواطنين السعوديين وأحلامهم في العيش الكريم الذي يتناسب مع ثراء بلادهم المفرط، شيئاً فشيئاً إلى متوالية من الخيبات والكوابيس المرعبة، منذ أصبح ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد، بعد تدهور صحة والده الملك سلمان بن عبدالعزيز وتراجع قدراته الذهنية..

بحيث لم يعد يملك الأهلية لإدارة شئون المملكة، وقد استخدم ولي العهد أساليب ماكرة مكنته من إزاحة منافسيه في محيط العائلة الملكية، وعلى رأسهم الأمير محمد بن نايف، الذي كان ولي العهد الشرعي، وأصبح معتقلاً ومسلوباً كل حقوقه..

كما أزاح بن سلمان كل معارضيه من أبناء عمومته والمسئولين الكبار في البلاط الملكي، وأصبحوا إما نزلاء في معتقلات سرية أو تحت الإقامة الجبرية داخل منازلهم أو مهجّرين قسراً خارج البلاد، وتم تجريد الكل من حقوقهم وأملاكهم، أما الناشطون الحقوقيون والمعارضون المطالبون بإصلاحات مالية وسياسية فقد امتلأت بهم السجون، نساءً ورجالاً، وبعضهم لا يزال مصيره مجهولاً وآخرون تلاحقهم السلطات السعودية حتى إلى منافيهم القسرية.

أبهر محمد بن سلمان مواطني السعودية بحزمة من الوعود، جعلتهم يحلقون بعيداً في فضاءات من الخيال بمستقبل سينقلهم إلى فراديس كانت مفقودة وأقنعهم بأنه هو من سيجعلها واقعاً ملموساً، وعلى خلفية وعوده ورؤاه التنموية التطويرية بدأ السعوديون يصحون من خدر الأحلام على واقع قاسٍ ومؤلم حيث لم يتخيل مواطن سعودي أبداً أنه سيصحو ذات يوم على إشعار مرسل من السلطات تفجعه فيه بأن لديه مهلة يوم أو يومين لإخلاء منزله والبحث عن آخر كون منزله وقع في مرمى مخططات رؤية ولي العهد الحديثة لتحويل المملكة إلى نموذج جديد مواكب للعصر..

وكانت قبيلة الحويطات أول أهداف الرؤية المزعومة، فقد تم تهجير أهلها وهدم منازلهم، وقتل أحدهم لمجرد اعتراضه على ذلك الظلم، ولا تزال الكثير من المدن في مرمى الهدم والتشريد، منها مدينة جدة الساحلية، التي صنفتها السلطات السعودية بأكملها على أنها أحياء فقير..

وهذا سبب كافٍ للسلطات ومبرر مناسب لهدم المنطقة، إلا أنها أضافت إليه إساءة كبيرة بحق الأهالي تمثلت في اتهامهم بأنهم مجرمون وتجار مخدرات، وأن البيوت الواقعة في مخططات الهدم هي بيوت دعارة، حسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

خطة إخلاء قسري تتعرض لها مدينة جدة السعودية القديمة، بدون تعويضات، وإن وجدت فهي غير عادلة، يقول مواطنون سعوديون، ولا شيء غير الخوف يخيم في أوساط الأهالي فالتحدث علناً بشأن هذه الفاجعة محفوف بالكثير من المخاطر، فالقمع يسيد الموقف، ولا يمنح السكان أي حق للاعتراض على سلبهم حقهم في السكن فقد يكون ثمن ذلك فقدانهم حقهم في الحياة.

آلاف العائلات السعودية في مدينة جدة الساحلية أصبحت مشردة بدون مأوى، وبدون تعويض، هكذا حكمت عليهم نزوات ملكهم المستقبلي، وهذه النزوة تحديداً أطلق عليها محمد بن سلمان مسمى مشروع “وسط جدة”، في شهر ديسمبر من عام 2021م، لكن أحداً من المواطنين لم يكن يعلم حينها أن المشروع يعني قصم ظهورهم، وقد وصف ناشطون سعوديون ومعارضون عمليات هدم منازل المواطنين وتصرفات السلطات مع الشعب بأنها تصرفات قُطَّاع طرق.

قتل واعتقالات واعتقالات وتعذيب نفسي وجسدي في السجون وهدم منازل وتهجير قسري، هي أبرز ملامح المشهد السعودي والإيقاع اليومي لحياة المواطنين، وهي التنمية والتحديث من وجهة نظر ولي العهد، الأمر الذي يتنامى مقابله سخط شعبي كبير وغضب تشتد وتيرته على مواقع التواصل وفي شوارع المدن السعودية، والمؤشرات كما يراها مراقبون تهيّئُ البلاد لثورة لن يتمكن النظام السعودي من إخمادها..

فهي نتيجة تراكمات عقود من الزمن، وقد بدأ مواطنون سعوديون برفع لافتات تطالب بإسقاط نظام آل سعود في مناطق الأقليات الشيعية المضطهدة، خصوصاً في مدينة القطيف شرق المملكة، التي شيعت جثث أبنائها الذين أعدمهم النظام علناً، وخلال التشييع رفع المواطنون إلى جانب لافتات إسقاط النظام شعار الصرخة الذي يردده الحوثيون، في إشارة إلى أن أهالي تلك المناطق اصبحوا قواعد شعبية تنتظر قدوم الحوثيين لتنضم إلى صفوفهم.

YNP