حكومة صنعاء تلتزم القانون الدولي في مواجهة الكيان الإسرائيلي.. “تقرير“..!

5٬908

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

نشر موقع أوروبا الجديدة، مقالاً أشار إلى أن حكومة صنعاء هي الوحيدة في العالم التي تقاوم بشكل فعّال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها كيان الإحتلال على قطاع غزة، مؤكداً أنها بذلك تثبت أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قوية.

المقال الذي كتبه المؤرخ الألماني طارق سيريل عمار، أكد أنه “مع ارتكاب الكيان الصهيوني والغرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين لتطهير غزة عرقياً، كانت الحكومة الوحيدة التي أوفت بالمطالب الأساسية لأبسط الأخلاق، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن الإبادة الجماعية ومعاهدة روما الأساسية لعام 1998م، من خلال إتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة لمواجهة الجناة هي حكومة صنعاء”، منوّهاً بأنه لولا موقف هذه الحكومة لكان “الفلسطينيون الأبطال المدافعون عن غزة يقفون الآن بمفردهم”.

المؤرخ الألماني وصف حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة والتواطؤ الغربي بأنه “عالم الجحيم البائس الذي نعيش فيه حقاً”، وقال إن الدولة التي تعد الأقوى في هذا العالم “ترتكب وتدعم حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي، يعلن عنها بفخر الجناة الإسرائيليون وتبث بالتفصيل ليراقبها العالم بأسره وبشكل مباشر”، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي تقف علناً إلى جانب إسرائيل في حربها على غزة وتدعمها بالمال والسلاح والموقف السياسي.

وأشار المقال إلى أن ما كان ينبغي أن يفعله العالم تجاه فلسطين تُرك لليمن، الذي دمرته الحرب بقيادة السعودية ودعم الغرب، مضيفاً أن الحكومات التي ترتكب جرائم الإبادة الجماعية أو تشارك فيها لم تعترف بحكومة صنعاء رغم أنها الوحيدة التي تتصرف وفقاً للقانون الدولي، وقال: “لقد تُرك الأمر لليمن، وهو بلد فقير وصغير، دمرته مؤخراً حرب قصف وتجويع وحشية، نُفذت تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وبطبيعة الحال، بدعم من الغرب، للقيام بما يجب علينا جميعاً القيام به: مساعدة فلسطين ومحاربة إسرائيل. ومن المفارقات العجيبة أن الحكومات التي ترتكب الإبادة الجماعية، سواء بشكل مباشر أو بالتواطؤ، تنكر الاعتراف بهذه الحكومة الوحيدة التي تتصرف وفقاً للقانون الدولي وتتدخل”.

وأضاف أن القوات اليمنية عطلت عمليات الشحن إلى ميناء إيلات الإسرائيلي بحظر نشاط الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ساخراً من مجلة “نيوزويك” التي قالت إن هجمات صنعاء قطعت “شريان الحياة” لإسرائيل، موضحاً: “وجد أنصار الله “كعب أخيل” حقيقياً لكل من إسرائيل وشركائها الغربيين: بإستخدام موقع اليمن، حيث عطّلت قوات صنعاء غالبية عمليات الشحن إلى ميناء إيلات الحيوي في إسرائيل، مما يخلق “فوضى في البحر الأحمر”، كما تأسف صحيفة نيويورك تايمز، وتقطع “شريان الحياة” لإسرائيل، وفقاً لمجلة نيوزويك”، لافتاً إلى أن “تجارة إيلات انخفضت بنسبة 85 في المائة خلال الأيام الأولى من تدخل اليمن”.

ولفت إلى أن “التأثيرات المباشرة لعمليات قوات صنعاء مرشحة للارتفاع، خصوصاً أن أنصار الله أكدوا أنهم لن يتوقفوا، حتى تحت الضغط الأمريكي”، مضيفاً أنهم “حذروا واشنطن من أنه إذا تجرأت على غزو اليمن، فسوف تتعرض لما هو أسوأ من الفشل الذريع في أفغانستان أو فيتنام”، في إشارة إلى ما قاله قائد أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز ألقاه بتاريخ 20 ديسمبر الجاري، حيث حذر من أن أمريكا ستواجه مصيراً أسوأ مما واجهته في فيتنام إذا ما فكرت في الهجوم على اليمن.

وتابع المؤرخ الألماني أنه “وبالنظر إلى تجربة الحوثيين في القتال بما يملكونه من الروح المعنوية والعزيمة والمثابرة، فإن هذا ليس تهديداً فارغاً”، موضحاً أن الولايات المتحدة كافحت لإيجاد إجابة لمحاولاتها الفاشلة لإخضاع أنصار الله، مشيراً إلى أن السعودية أيضاً خائفة من التدخل في عمليات صنعاء، الأمر الذي يعني أنه أصبح من الصعب خوض حرب أخرى بالوكالة على اليمن، وفق تعبيره.

وأوضح: “يمكننا أن نقول بالفعل إن بداية عملية حارس الرخاء كانت بمثابة إحراج كبير على الأقل. والسبب في هذه الحقيقة هو أن العملية ليست بالطبع شأناً عسكرياً بحتاً، ولكنها على الأقل عملية علاقات عامة. كانت هذه هي واشنطن التي تحاول مرة أخرى الظهور كقائدة لـ “الأخيار”، و”العالم المتحضر”، ولواء “المقيد بالقواعد”، باختصار، فريق القبعة البيضاء الذي نصب نفسه بنفسه والذي يرغب الجميع في الانضمام إليه ورؤيته. لأنها جميلة جداً، وأيضاً ستضرب أي شخص يحاول مقاومتها؛ هذا السرد والهراء الهجومي هو الجزء الذي غرق في القاع قبل إطلاق رصاصة. لأن أنصار الله مخيفون”.

كما أكد أن “الولايات المتحدة الأمريكية، بوحشيتها وقسوتها، تعمل بإستمرار على توسيع معسكر ليس فقط أولئك الذين يكرهونها، لأسباب وجيهة للغاية، ولكن أيضاً أولئك الذين فعلت بهم أسوأ ما في وسعها، سواء عن طريق الحروب الاقتصادية المميتة، أو حتى الحرب العسكرية الأكثر فتكاً، والتي لا تزال قائمة، وأنصار الله مثال على ذلك. وكذلك الحال بالنسبة لأفغانستان وإيران، وفنزويلا وبطريقة أكبر كثيراً، حتى الصين وروسيا”، وأضاف أن “الولايات المتحدة تعمل على تعزيز أسوأ أعدائها بل وأقواهم- قيادات ومجتمعات بأكملها- أصبحوا يعرفون بالضبط مدى شر أمريكا، ولكنهم لم يعودوا خائفين، وليس ذلك فحسب، بل تعلموا أيضاً شيئاً مهماً جداً عن المتنمر العالمي الكبير: أنه، مثل كل دولة وإمبراطورية على مدى التاريخ، لديها نقاط ضعف، في الواقع نقاط ضعف صارخة ومتنامية”.

واختتم المؤرخ الألماني بالقول: “هذه هي مشكلة بناء مكانك في العالم على العنف الغبي، والمزيد من العنف الغبي، ومن ثم المزيد من العنف الغبي: لن تتمكن أبداً من القضاء على كل المعارضة.

وأولئك الذين تحاول أن تدوس عليهم، سيصبحون أكثر إصراراً وذكاءً وقوة. ما لا تقتله أمريكا، قد يعود يوماً ما ليقتل أمريكا. ولن تلوم إلا نفسها”.
YNP