الى بايدن.. لا تعول كثيراً على عامل الوقت فإنه سيف ذو حدين..!

285

أبين اليوم – الأخبار الدولية

“رغم شعورنا بخيبة أمل من رد فعل إيران، ما زلنا مستعدين للمشاركة من جديد في دبلوماسية جادة لتحقيق عودة متبادلة للامتثال بالتزامات خطة العمل الشاملة المشتركة”، هذا الكلام هو للمتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية،  والذي جاء تعقيباً على رفض ايران عقد اجتماع غير رسمي اقترحه المنسق الأوروبي بشأن الإتفاق النووي.

يبدو أن “خيبة الأمل الأمريكية” هذه المرة ستكون حقيقية، فواشنطن كانت تعتقد ان ايران ستهرول إلى الإجتماع الذي دعا إليه جوسيب بوريل، وتشارك الدول الأعضاء في مجموعة 4+1 إلى جانب أمريكا، لمناقشة كيفية إحياء الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه امريكا، وادارت أوروبا ظهرها له.

عندما نقول ان “خيبة الأمل الأمريكية ” ستكون حقيقية هذه المرة، فإننا نعي ما نقول، فـ”الامل” الذي بناه الرئيس الأمريكي جو بايدن، على مواصلة سياسة الضغوط القصوى الفاشلة لسلفه دونالد ترامب ضد ايران، عبر التعامل مع الإتفاق النووي، بطريقة توحي بأنه ليس في عجلة من أمره..

وقد بان ذلك واضحاً في اول تعليق له على قضية انسحاب بلاده من الإتفاق، عندما اعلن ومن خلال “لغة الاشارة “!!، انه لن يرفع الحظر عن ايران ، وانه لا يحق لايران تخصيب اليورانيوم، وعلى ايران ان تعود الى الالتزام بالاتفاق النووي قبل رفع الحظر عنها.

موقف بايدن من موضوع عودة أمريكا إلى الإتفاق النووي، بُني على فكرة ان الوقت يمر صعباً وقاسياً على إيران، التي تتعرض لضغوط أمريكية قصوى، وأن بامكانه استغلال هذا “الوقت” للحصول على ما لم يحصل عليه سلفه من ايران، عبر التسويف واهدار الوقت واستخدام لغة دبلوماسية معسولة، والحديث عن عقد اجتماعات والتفاوض على ما تم التفاوض عليه، حتى لا تجد ايران في النهاية من سبيل امامها الا رفع الراية البيضاء!!.

رفض المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، دعوة منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الاوربي، لايران للمشاركة في اجتماع الدول الاعضاء في الاتفاق النووي الى جانب أمريكا، كان بمثابة صفعة مدوية على وجه بايدن، الذي بنى آمالاً عريضة على “الوقت”، الذي اثبتت ايران وبشكل لا لبس فيه، انه سيف ذو حدين..

فإن كان الشعب الايراني يعاني من العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب وغير القانونية والظالمة، والتي طالت الدواء والغذاء، فإن إيران بامكانها ان تُدفّع بايدن ثمنا لا يقل من الثمن الذي يدفعه الشعب الايراني جراء الحصار.

ايران التي بدأت تقليص التزاماتها في الإتفاق النووي رداً على إنسحاب أمريكا وخيانات اوروبا، أعلنت وبصراحة ان هذا التقليص سيتم تدريجيا، وسيتواصل، دون ان يكون لـ”الوقت” من تأثير على قراراتها، ومن المؤكد ان اجراءات التقليص لن تنتهي عند تعليق العمل بالبروتكول الاضافي ، ولا عند مستوى تخصيب 20 بالمائة، ولا عند عدد اجهزة الطرد المركزي ولا تطور هذه الاجهزة..

فكُرة الثلج الإيرانية بدأت بالتدحرج، ولن يوقفها إلا الالتزام الكامل لأمريكا واوروبا بتعهداتهما وفقاً للاتفاق النووي ورفع حظرهم الظالم عن الشعب الإيراني، فإن كان حد سيف الوقت جارحاً للشعب الإيراني، فان حده الآخر سيكون أمضى وأكثر إيلاماً لبايدن ورفاقه الأوروبيين.

المصدر: العالم