التحالف من “قادمون يا صنعاء“ إلى الدفاع عن المدن السعودية ..“تقرير“..!

4٬217

أبين اليوم – تقارير

تقرير/ حلمي الكمالي:

تشهد قوى التحالف السعودي الإماراتي تراجع غير مسبوق خلال الآونة الأخيرة، بعد نفاذ كل أوراقها العسكرية، وفشل آخر رهاناتها في تطويع القوى الوطنية اليمنية، في ظل إستمرار قوات صنعاء بالتحكم في تفاصيل المواجهة على كافة الأصعدة.

بلا شك أن الأهداف المعلنة لقوى التحالف، فشلت منذ اللحظة الأولى للحرب على اليمن، لإعتبارات كثيرة، ودونت فصائل التحالف و”الشرعية”، خلال السبع السنوات الماضية، أكبر وأفضع سجل للهزائم في التاريخ الحديث، وتحولت إستراتيجية قوات هادي والإصلاح من “قادمون يا صنعاء”، إلى الدفاع عن المدن السعودية.

إن ما كشفته استخبارات صنعاء مؤخراً، عن اتفاقية سرية بين قيادة القوات السعودية وفصائل “الشرعية” لتكوين” ميليشيات “تقوم بمهام خاصة على رأسها حماية الحدود السعودية؛ يعد فضيحة مدوية تعكس تصاعد حالة الارتهان لدى فصائل التحالف، في حين تكشف إنهيار الأخير وحجم مخاوفه من إستمرار انتصارات قوات صنعاء.

لم تكتفي السلطات السعودية، بالآلاف من العناصر المجنده من جنسيات مختلفة وعلى رأسها السودانية، المنتشرة على إمتداد حدودها الجنوبية من سواحل جيزان إلى أقصى صحاري نجران؛ لمداراة مخاوفها البالغة من توغل قوات صنعاء في عمقها الإستراتيجي، حتى تستدعي أدواتها في الداخل اليمني لحماية حدودها وأمنها الداخلي.

في الحقيقة، أن كل مهام فصائل “الشرعية” وفرقائها منذ الوهلة الأولى للحرب على اليمن، لم تكن تتعلق في الداخل اليمني، بقدر ماهي متعلقة بأجندات قوى التحالف، وعلى رأسها السعودية والإمارات، والولايات المتحدة وإسرائيل، لخدمة مصالحها الخاصة، وتكريس مفهوم “العمالة” بإمتياز.

ولعل هذا ما يفسر بوضوح التحركات الواسعة لدول التحالف السعودي الإماراتي والقوى الداعمة لها في اليمن، خلال الأشهر الماضية، وبدء الظهور العلني لإسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة بصورة مباشرة في الجزر الإستراتيجية والسواحل اليمنية، وبناء عدة قواعد عسكرية واستخباراتية لتلك القوى في المناطق الحيوية لليمن.

الإنتكاسة الكبيرة التي تعرضت لها فصائل التحالف في حرض؛ مثلت آخر الأوراق العسكرية لقوى التحالف، لما سجلته قوات صنعاء من تفوق رهيب لتفاصيل المعركة المعقدة، وصعوبة تضاريسها، حيث نجحت الأخيرة في التغلب على العنصر الجوي للتحالف في المناطق المفتوحة، إلى جانب التفوق العددي والعتادي لفصائله، ملحقة بالقوات السعودية والسودانية ومجاميع هادي، هزيمة مدوية بكل مقاييس الحرب.

إلى ذلك، فإن الإخفاقات المتواصلة للتحالف تشكل خطراً حقيقياً على النظام السعودي، الذي ترتد على عمقه الإستراتيجي معظم تداعيات تلك الإخفاقات، ليس على مستوى الهجمات الجوية التي تتعرض لها مصالحه الإقتصادية وحسب، وإنما على مستوى الجغرافيا، التي بدأت تتآكل من حدودها الجنوبية.

إذ باتت الجغرافية السعودية تفقد في الآونة الأخيرة، جزءاً منها بشكل شبه يومي، في ظل التوغل المستمر لقوات صنعاء في مدن نجران وجيزان وعسير؛ وهو ما يجعل قائدة تحالف الحرب على اليمن، أول وأكبر الخاسرين في هذه الحرب العدوانية على الشعب اليمني.

YNP