بدعمٍ من التحالف.. القاعدة تُوسِّع أنشطتها في المديريات الوسطى بمحافظة أبين..“تقرير“..!

243

أبين اليوم – تقارير

كشفت مصادر محلية في محافظة أبين عن تحركات مشبوهة تقوم بها الجماعات المُتطرِّفة في مديريات لودر ومودية وجيشان، على الرغم من تواجد قوات التحالف في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات هادي.

تتزامن تلك التحركات مع دعم من نوع آخر تُقدِّمه السعودية للجماعات المتطرفة يكمن في إنشاء طفرة من المراكز السلفية في عدد من المحافظات الجنوبية، تؤوي الآلاف من منتسبي الحركة، وسط تسهيلات مادية وإعاشات مالية مقدّمة من الرياض.

الخطوات الأخيرة تؤكد تحقيقات سابقة أجرتها وكالات إخبارية عالمية حول طبيعة الدعم الذي يمنحه التحالف بشقيه في الرياض وأبوظبي للجماعات المسلحة في اليمن، وعلى رأسها القاعدة والدولة الإسلامية (داعش).

ففي مطلع عام 2019، أكد تحقيق لمحطة “سي إن إن” الأمريكية أن أسلحة أمريكية الصنع اشترتها السعودية والإمارات من واشنطن، وصلت إلى مقاتلين ينتمون لتنظيم القاعدة جنوب اليمن، ما دفع بمسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) إلى المطالبة بفتح تحقيق في تسليم التحالف السعودي الإماراتي أسلحة أمريكية لمليشيات وجماعات متطرفة في المحافظات الجنوبية.

وذكر مُحقِّقون -في ديسمبر 2018- أن جماعات مرتبطة بداعش والقاعدة، موالية للسعودية والإمارات في جنوب اليمن تسلَّمت أسلحة أمريكية وبريطانية الصنع.

صحيفة “غارديان” البريطانية أكدت وصول أسلحة متطورة اشترتها الإمارات والسعودية من شركات أوروبية وأمريكية، إلى مليشيات محلية مرتبطة بالقاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية اليمنية، منها المدرعات ومنصات الصواريخ والبنادق المتطورة والعبوات الناسفة، في انتهاك واضح للاتفاقيات التجارية، حسب الصحيفة.

وكان تحقيق استقصائي أجرته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في أغسطس 2018، كشف أن السعودية والإمارات عقدتا اتفاقات سِرية عام 2016، مع تنظيم القاعدة للانسحاب من مدينة المكلا بمحافظة حضرموت ومن محافظتي أبين وشبوة وعدد من مدن ومناطق الجنوب، مقابل أموال طائلة دفعتها الرياض وأبوظبي لمقاتلي التنظيم الإرهابي، في وقت كانت وسائل إعلام التحالف تدّعي انتصارات كبيرة، وصفتها بأنها جزء من الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في اليمن..

إلّا أن تلك الوسائل لم تبث فيديو واحداً يُثبت مقتل أحد عناصر القاعدة خلال تلك العمليات الوهمية، التي لم تكن في الواقع سوى اتفاقات سرية غادر بموجبها مسلحو التنظيم مدينة المكلا بحضرموت ومدن في شبوة وأبين، مع عتادهم الحربي والأموال الطائلة التي نهبوها والتي قُدِّرت بـ”100 مليون دولار”، على أن يتجمعوا في صحراء حضرموت، بل وتم الإتفاق مع بعض مقاتلي التنظيم للانضمام إلى التحالف، الأمر الذي عزّز قدرة القاعدة على مواصلة القتال وعودة الانتشار في عدد من المدن الجنوبية، حسب الوكالة الأمريكية.

أسوشيتد برس أشارت في تحقيقها إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم بالاتفاقات السِّرية التي أبرمتها السعودية والإمارات مع مقاتلي القاعدة، وهو سبب امتناعها عن تنفيذ ضربات بالطائرات المُسيَّرة ضدهم، في حين تُكثِّف القوات الموالية للرياض وأبوظبي جهودها في المحافظات الجنوبية لتجنيد عناصر القاعدة، حيث تعتبرهم مقاتلين استثنائيين، حد وصف الوكالة.

وأضاف التحقيق أن الإمارات دفعت رواتب لمقاتلي القاعدة الذين اتفقت معهم -في فبراير 2018- على الانسحاب من منطقة الصعيد في محافظة شبوة على أن يتم ضمهم إلى قوات النُّخبة الشبوانية التي تموِّلها الإمارات.

القناة الألمانية “DW”، بثّت تقريراً وثائقياً أثبت من خلال شواهد كثيرة تسليح السعودية والإمارات للجماعات المتطرفة، تحت عناوين المقاومة الشعبية في صفوف التحالف والحكومة ضد الحوثيين.

وأشارت القناة الألمانية إلى أن السعودية والإمارات تجاوزتا المعايير والقوانين الدولية التي تحكم التسلح، من خلال صفقات الأسلحة وطريقة استخدامها في اليمن، حيث تصل إلى أيدي جماعات مُتشدِّدة تؤمن بالعنف، منها كتائب “أبوالعباس” التي تدعمها الإمارات والتشكيلات التابعة للقيادي الإصلاحي حمود المخلافي في محافظة تعز..

وأشار التقرير إلى أن تنظيم القاعدة نشر صوراً لبعض مقاتليه في يناير 2016 وهم يحملون بندقية ألمانية من طراز MG3، وهي المرة الأولى التي يصل هذا النوع من السلاح إلى تعز، إضافة إلى أسلحة أخرى تصنعها بلجيكا والنمسا وبريطانيا وأمريكا وروسيا، تم رصدها مع مقاتلي كتائب أبو العباس ومقاتلي القاعدة، الأمر الذي اعتبره التقرير قرائن على ارتباط تنظيم القاعدة بكتائب أبوالعباس.

كما أشار التقرير إلى ظهور أسلحة اشترتها الإمارات والسعودية من أمريكا وبريطانيا بيد الوحدات التي شكّلتها الإمارات في المحافظات الجنوبية تحت مُسمَّيات الحزام الأمني وقوات النُّخبة، إضافة إلى ألوية العمالقة في الساحل الغربي، التي تضم عناصر إرهابية من القاعدة وداعش، بحسب ما كشفت عنه وكالة “منت برس” في يوليو 2018.

وكالة عدن الإخبارية