أمريكا ترفض بيع تركيا والإمارات طائرات “إف-35“.. لماذا..!

3٬859

أبين اليوم – الأخبار الدولية

نظرة سريعة الى كيفية تُعامل امريكا مع “حلفائها”، في الشرق الاوسط، ولا إستثناء في ذلك بين من هو عضو في حلف الناتو، او لاعقاً أقدام “إسرائيل” طلباً للتطبيع معها، ستكشف لك ان هؤلاء “الحلفاء” ليسوا سوى أتباع، لم ولن تنظر اليهم امريكا إلا كونهم اتباع، تستخدمهم كـ”وسائل” من اجل تحقيق أهدافها في المنطقة، وفي مقدمة هذه الاهداف، أمن “إسرائيل”، ونهب ثروات المنطقة.

إذا اردنا ان نتناول قضية يمكن ان تؤكد لنا هذه الحقيقة المُرّة، فهذه القضية هي قضية بيع طائرات “اف 35” الامريكية المتطورة، الى هؤلاء “الحلفاء”، وعلى رأس هؤلاء “الحلفاء” ، تركيا العضو الرئيسي في حلف الناتو، والإمارات التي تحولت الى بلد مفتوح على مصراعيه للصهاينة يلعبون فيه يرتعون ويتجسسون ويفسدون.

كان واضحاً منذ اليوم الأول ان امريكا، لن تبيع هؤلاء “الحلفاء”، طائرات اف 35 المتطورة، كما باعتها لـ”اسرائيل”، رغم انها وقعت مع هؤلاء “الحلفاء” على صفقات واتفاقيات البيع، واستلمت مبالغ ضخمة بمليارات الدولار، لانها استخدمت صفقات بيع طائرات اف 35 لتحقيق اهداف محددة، منها ابعاد تركيا عن روسيا لاسيما عن السلاح الروسي، والابقاء على الجيش التركي، امريكي السلاح والعتاد والإعداد والتدريب. كما استخدمت هذه الصفقات مع الامارات، بهدف دفعها للتطبيع مع “اسرائيل” واستخدام اموالها كعنصر مشجع للبحرين والمغرب والسودان ودفعهم للتطبيع مع “اسرائيل”.

تركيا، وبعد ان رفضت امريكا بيعها طائرات اف 35 بذريعة ان أنقرة إشترت منظومة دفاع صاروخي من روسيا، تحاول الآن اقناع امريكا للحصول على طائرات “إف-16” المقاتلة مقابل استثماراتها في برنامج المقاتلة “إف-35″، حيث بلغت قيمة هذه الاستثمارات 1.4 مليار دولار.

الامارات، مازالت تنتظر ان تفي امريكا بوعدها وتنفذ الاتفاق الذي وقعته معها لشراء ما يصل إلى 50 طائرة من طراز “إف-35″، فضلاً عن 18 طائرة مسيّرة مسلحة ومعدات دفاعية أخرى في صفقة تصل قيمتها إلى 23 مليار دولار، ويبدو ان هذا الانتظار سيطول بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إرجاء الصفقة، بذريعة مراجعتها، وهو إجراء يعني ان هناك تغييرات ستحصل في مواصفات الاسلحة مثل الطراز والخصائص الفنية الاخرى او عدد الطائرات.

من الواضح ان هؤلاء “الحلفاء” لم ولن يصلوا الى مكانة “اسرائيل” لدى امريكا والغرب، مهما انبطحوا وركعوا وطبعوا وشاركوا في تنفيذ مخططات امريكا و”اسرائيل” في المنطقة، لسببين الاول، ان “اسرائيل” ليست حليفاً لامريكا، فهي قاعدة امريكية غربية متقدمة في المنطقة، ويجب ان تبقى متفوقة عسكرياً على جميع دول المنطقة دون استثناء.

ثانياً.. امريكا لا تخشى من انقلاب الانظمة الدائرة في فلكها في المنطقة، والتي قد تستخدم تلك الطائرات ضد “اسرائيل” مستقبلاً، بل ما تخشاه هي الشعوب، فالانظمة الاستبدادية والاسرية والقبلية، لا تمثل الشعوب، فالشعوب العربية والاسلامية، دون استثاء، هي مع فلسطين ومحور المقاومة وضد التطبيع وضد “إسرائيل”.

 

المصدر: العالم