الكشف في تحقيق هام.. إمبراطورية التهريب من وإلى الساحل الغربي اليمني.. كيف يديرها “طارق صالح“ وترعاها أسلحة أبوظبي.. “تقرير“..!

6٬980

أبين اليوم – تقارير

“قوارب التهريب طوال الأسبوع إما تخرج من شواطئ المخا وذوباب أو تصل إليها، نهرب كل شيء من الأدوية إلى الصواريخ والبشر، بحماية وتسهيل كاملين من قادة عسكريين في الساحل الغربي” كما يقول حسن محمد (29 عاماً) يعمل في التهريب منذ 2017م.

تُعرف سواحل اليمن الغربية بكونها منطقة التهريب الأصلية منذ عشرات السنين بين اليمن والقرن الأفريقي، يحتاج القارب الشراعي 16 ساعة للوصول إلى شواطئ الصومال، و12 ساعة للوصول إلى جيبوتي، حيث يختلف الأمر فقط من نقطة الانطلاق وما توازيها.

ومنذ 2018 تخضع هذه الشواطئ من “مديرية الخوخة” إلى مديرية ذوباب المشرفة على باب المندب جنوباً لقوات طارق صالح (نائب مجلس القيادة الرئاسي الآن) وقائد قوات حراس الجمهورية وهو نجل شقيق الرئيس اليمني السابق الذي بدأ مشواره قبل رئاسة البلاد بالتعامل مع رجال التهريب في المخا.

يقوم هذا التحقيق لـ”اليمن نت” بتتبع عمليات تهريب من القرن الأفريقي إلى اليمن، ومن اليمن إلى القرن الأفريقي تحت إشراف أو غض الطرف من قوات “طارق صالح”؛ القوات التي أسستها ودربتها وسلحتها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة.

يقول حسن لـ”اليمن نت” إن هناك عدة مناطق يتم نقل المواد المهربة إليها أبرزها “الزهاري” و”حسي سالم” في المخا، والتي عادة ما يتم نقل الممنوعات “من مخدرات وأدوية مهربة، وأسلحة، ومواد زراعية محظورة، ومشتقات نفطية، وإلكترونيات إلى هذه المنطقة، حيث يوجد فريق لرفع المواد أو إنزالها برفقة مسلحين من أجل الحماية”.

يضيف حسن: “معظم قادة التهريب يملكون ألقاباً فقط، أتبع الزكاوي ولديه تفاهم حول حصص القادة العسكريين الموجودين في المنطقة من الأموال القادمة من التهريب”، مشيراً “نقوم أحياناً بتنفيذ عمليات تهريب خاصة بهؤلاء القادة”، الذين يتبعون طارق صالح بشكل مباشر وتحت قيادته.

وطارق صالح هو ابن شقيق الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح، وانقلب على الحوثيين بعد إنهيار إتفاق عمه مع جماعة الحوثي ومقتله في النهاية في ديسمبر/كانون الأول 2017. هذا التحوّل دفع طارق للانضمام إلى التحالف الذي تقوده السعودية.

وبهدف الاستفادة من إرث عمه؛ دعمت الإمارات طارق صالح في إنشاء قوة عسكرية جديدة تسمى “حراس الجمهورية”، والتي أصبحت القوة الرئيسية التي تؤمّن الحدود البحرية الغربية لليمن، بما في ذلك مضيق باب المندب.

وتتمركز القوات في مدينة المخا وتسيطر على عدة مواقع في المنطقة المجاورة. وتقدر الإحصاءات غير الرسمية عدد هذه القوات بنحو 30 ألف مقاتل مع بعض التشكيلات العسكرية الأخرى التابعة للتحالف السعودي الإماراتي الموجودة في نفس المناطق.

ثلاث طرق للتهريب إلى اليمن، تحت حماية من قوات طارق صالح:

أولاً.. التهريب إلى السواحل اليمنية:

حسب ثلاثة من المهربين تحدثوا لـ”اليمن نت”، فإن هناك ثلاث طرق للتهريب إلى اليمن، الأولى: “تصل البضائع والحمولة إلى موقع في الصومال؛ (لأنها دولة تحظى بحماية أمنية بحرية ضعيفة -كما يقولون-) ثم يتم التواصل معنا لحملها من السفينة الموجودة هناك على متن السفينة التي نقودها ويكون عدد أفراد الطاقم بين 6 وعشرة حسب السفينة والحمولة، وتنقل إلى السواحل اليمنية”.

الطريقة الثانية: وضع “الحمولة في واحدة من الجزر اليمنية غير المأهولة، وننتقل بالسفينة أو القوارب لهذه الجزيرة، ونأخذ الحمولة إلى السواحل اليمنية”. وتملك اليمن أكثر من 148 جزيرة غير مأهولة ومناسبة لوضع الحمولات فيها.

الطريقة الثالثة: القيام بنقل الحمولة من سفينة أكبر إلى قوارب أصغر في المياه الدولية أو المياه الإقليمية اليمنية أو قرب إحدى الجزر للتغطية “حسب الوضع ودرجة المراقبة الدولية واليمنية البحرية”.

وقال يحيى سالم (35 عاماً) وهو أحد المهربين الثلاثة ويقود قارباً: “عندما تصل الحمولة إلى الساحل اليمني في المخا أو ذوباب يكون هناك فريق بري يقوم بنقل الحمولة إلى الشاحنات التي تكون في انتظارنا، أو صهاريج إذا كانت الحمولة مشتقات نفطية أو أشياء سائلة، ويوجد عدد من المسلحين إلى جانبنا لمواجهة أي طارئ قد يحدث”.

يضيف “يتم الإتفاق على كل شيء قبل بدء العملية، بما في ذلك أتعاب فريقنا ودرجة المخاطرة، وعادة نعرف ما الذي نقوم بتهريبه”.
ويشير محمد ف. وهو واحد من كبار المهربين لـ”اليمن نت” إلى أنهم “يجرون اتفاقاً مع القادة العسكريين لدى حراس الجمهورية إما بشكل منفصل مع القادة الموجودين في النقاط، أو مع القادة العسكريين الأعلى رتبة؛ فأي شخص يمكن شراؤه بالمال والنفوذ”. القادة الكبار -يقول محمد- نعرف سماسرتهم من المهرة وحتى صعدة.

يكشف محمد أن قادة التهريب يلتقون بشكل دوري في مجالس المقيل مع طارق صالح، ويناقشون كل شيء متعلق بالمخا وذوباب والخوخة، والتهريب والتسليم، والحرب والسياسية والتجارة في المخا.

وفي جلسة أواخر العام الماضي دعا طارق صالح “الشيوخ والمهربين ورجال الأعمال إلى الاستثمار في المخا، والاستعداد لتشغيل الميناء الذي سيجلب التجارة إليه”، وقال إن “المال الذي ينفقه (المهربون) في صنعاء وعدن والحديدة؛ المخا أولى به”؛ حسب ما قال محمد.

خلافات المهربين ورعاياهم:

قال مسؤول أمني كبير في المخا لـ”اليمن نت” إنه “مع وصول قوات طارق صالح والتحالف في 2018 إلى هذه المناطق الساحلية تراجعت عمليات التهريب بشكل لافت، مع مرور الوقت تكونت شبكة تهريب كبيرة ومحكمة تضم قادة الصف الأول من حراس الجمهورية”.

ويلفت المسؤول الأمني إلى أن “معظم الاشتباكات والاغتيالات، والقِتال في المخا خاصة في الزهاري في المخا ومديرية ذوباب تأتي بسبب التهريب”. وخاض طارق صالح اشتباكات مع زعماء مهربين كانوا مقربين من عمه علي عبدالله صالح بعد رفضهم الخضوع لقيادته

وأشار إلى أن بعض “القادة العسكريين يقومون بمصادرة مهربات قائد آخر لأنه رفض تسليم الإتاوات المتفق عليها، وعند تدخل قوات الأمن لمصادرة المهربات يتفق القادة العسكريون، ويتم إخراجها بأمر من القائد الأكبر (طارق صالح)”.

ويقول المسؤول إن معظم الأحداث التي حدثت في العامين الماضيين، بما في ذلك إعلان قوات الأمن ضبط خلايا تقطع “تكون لعسكريين من قوات طارق صالح قاموا بلبس زي مدني وحملوا بنادقهم واعترضوا صهاريج نفط (مهربة) أو أدوية مهربة/ أسمدة في الزهاري أو “حسي سالم” للحصول على إتاوات، فيتم توجيه قوات الأمن من قادة عسكريين لضبطهم، وترك المواد المهربة تمضي قدماً”.

الشيخ زيد الخرج واحد من أكبر المهربين في المخا وامتاز بعلاقة جيدة مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح
– الصورة: Social Media

في السابع من أبريل/نيسان 2021 دارت إشتباكات طاحنة استمرت عدة ساعات بين قوات “طارق صالح” ومسلحي الشيخ “زيد الخُرْج”، وهو إمبراطور التهريب في الساحل الغربي -كما أخبرتنا عديد من المصادر- أدت إلى قتلى وجرحى من الطرفين.

وتعود الإشتباكات -بحسب شيخ قبلي مطلع على التفاصيل- إلى خلافات بين طارق صالح والخُرج حول النفوذ والسيطرة في المخا بما في ذلك منافذ التهريب؛ حيث كان الخرج، الذي يملك علاقات واسعة من التهريب بين اليمن والقرن الأفريقي، يرفض أن يملك طارق صالح اتصالاً بهذه الشبكة الواسعة، ورفض الخرج -أيضاً-  مقاسمة طارق صالح العائدات من التهريب مقابل الحماية.

يشير الشيخ القبلي: “كان الخرج قد اشترى العديد من القادة العسكريين التابعين لطارق صالح، وهو ما أثار حفيظة الأخير، وعزم على كسر وجوده في المخا”. لكن في نهاية مايو/أيار2021 قدّم طارق صالح تحكيماً قبلياً تأكيداً باعترافه بخطأ إستهداف الخرج واقتحام منزله، ورغم رفض الأخير للتحكيم القبلي إلا أن مصدرنا قال إنه جرى الاتفاق على التفاصيل بوساطة قبلية وعسكرية من الطرفين.

وكان “الخرج” يحظى بحماية مباشرة من قِبل الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح (عمّ طارق) في فترة حكمه حيث عَملا معاً في التهريب أثناء ما كان علي صالح قائداً عسكرياً في تعز؛ حسب ما تقول معظم المصادر. ويريد “طارق صالح” أن يحصل على ما حصل عليه عمّه من “الخرج” الذي رفض ذلك.

لا يعني إستخدام موانئ صغيرة تخلي قوات طارق صالح عن التهريب عبر الميناء الرئيسي الذي أعلن عن إفتتاحه هذا العام.

وحسب المصادر التي تحدثت لـ”اليمن نت” فإن “طارق صالح” بدأ حملة لا هوادة فيها على المهربين الذين لا يعملون لصالحه. معظم عمليات التهريب يقوم بها أهل المناطق ذاتها، فمثلاً التهريب من “ذو باب” يقوم بها أهل المنطقة، والأمر ذاته في “الزهاري” بالمخا. في الوقت الحالي يريد “طارق صالح” أن يعمل كل هؤلاء تحت إمرته، وهو ما يرفضونه ما يعرضهم للخسائر والملاحقة.

لجأ كثير من الصيادين للعمل في التهريب مع حظر قوات طارق صالح ودولة الإمارات عليهم العمل في المياه الإقليمية اليمنية قبالة السواحل الغربية للبلاد.

إستخدام ميناء المخا للتهريب:

لا يعني إستخدام موانئ صغيرة تخلي قوات طارق صالح عن التهريب عبر الميناء الرئيسي الذي أعلن عن افتتاحه هذا العام. وفي 21 يوليو 2022 أظهر موقع رصد حركة السفن والملاحة العالمية رسو سفينة تحمل اسم (PRINCESS SAMA) تحمل 6996 طناً من المشتقات النفطية إلى ميناء المخا. وحسب مسؤول في مصلحة الضرائب في تعز فإنه لا تورد أي ضرائب أو جمارك من ميناء المخا بصفة أنه مغلق، مقدراً ضرائب وجمارك حمولة بهذا القدر بحدود 319 مليون ريال.

جاءت هذه الشحنة في وقت كانت السوق اليمنية بحاجة ماسة للمشتقات النفطية خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث وصلت قيمة الصفيحة 20 لتر من البنزين إلى 21 ألف ريال (38$).

وقال مصدر محلي مطلع على أنشطة التهريب إلى مناطق الحوثيين لـ”اليمن نت”: إن الشاحنات التي تحمل صهاريج المشتقات النفطية المهربة (وغيرها) تمرّ من المخا عبر خطوط القتال الأمامية إلى منطقة “التحيتا” الخاضعة للحوثيين، دون أن تتعرض لأي تفتيش. مشيراً إلى أن هناك اتفاقاً بين قادة الجانبين على مرور هذه الشاحنات مقابل رسوم كبيرة تمنح من المهربين والمتاجرين، تصل إلى ملايين الريالات يومياً لكل قائد عسكري من الجانبين.

وإلى جانب إستعداد سلطة طارق صالح في “الساحل الغربي” افتتاح ميناء المخا، فإن الاستعدادات جارية لافتتاح مطار مدينة المخا.
وقال المسؤول الأمني في المديرية لـ”اليمن نت”: “خطوة متقدمة إفتتاح المطار للمنطقة وسيكون وجهة كبيرة للطيران في اليمن والقرن الأفريقي، المهم أن نفتح جميعاً أعيننا حتى لا يتحول إلى مطار تهريب مثل موانئ العصابات في أمريكا اللاتينية”.

التحقيقات الصومالية مع طاقمي القاربين كشفت “أنهم من حيس، وتم تحميل الشحنة من ذوباب” وتخضع أجزاء من “حيس” لقوات طارق صالح،
مسؤول أمن صومالي مطلع على تحقيقات تحدث لـ”اليمن نت”

القارب الذي جرى تهريب الأسلحة عبره من الساحل الغربي إلى أرض البنط في الصومال في 2022-صورة لحكومة بونتلاند

ثانياً.. التهريب من اليمن إلى القرن الأفريقي (تسليح التنظيمات الإرهابية):

في الضفة الأخرى من البحر الأحمر تقابل اليمن دول القرن الأفريقي، ولا يقوم المهربون بنقل المهربات من القرن الأفريقي إلى اليمن، بل توجد عمليات تهريب معاكسة. وهي علاقة مستمرة منذ تفكك الدولة الصومالية في العقدين الأخيرين من القرن الماضي ومطلع القرن الحالي؛ حيث أصبحت شبكات التهريب نشطة للغاية قبالة الساحل الصومالي، واستخدموا سواحل اليمن في أنشطتهم؛ من تهريب الأسلحة للأطراف الصومالية، إلى المخدرات، والإلكترونيات، والمشتقات النفطية؛ حيث كانت المشتقات النفطية في اليمن أرخص من دول القرن الأفريقي.

خلال العامين الماضيين (2021و2022) على الأقل برزت عمليات تهريب للأسلحة من اليمن إلى سواحل الصومال. وحسب مصادر أمنية صومالية تحدثت لـ”اليمن نت” فإن ثلاث شحنات على الأقل جرت مصادرتها من قبل قوات الأمن الصومالية -التي تعتبر قوتها ومراقبتها البحرية ضعيفة- وألقت القبض على البحارة.

القارب الذي جرى تهريب الأسلحة عبره إلى أرض البنط في الصومال وانقلب ونهب الأهالي الأسلحة بداخله في 2022م

ففي 25 يونيو/حزيران 2022 تسبب سوء الأحوال الجوية بأن تلقي قوات الأمن الصومالية القبض على قاربين شراعيين في “بنر بيلا” في منطقة “بونتلاند” (أرض البنط)، كانا يحملان أسلحة وذخائر. اصطدم أحد القاربين بالشاطئ بعد فقدان السيطرة عليه بسبب سوء الأحوال الجوية بينما ألقت قوات الأمن في بونتلاند القبض على القارب الثاني بالقرب منه.

وقال مسؤول أمني في بونتلاند مطلع على التحقيقات لـ”اليمن نت” إن الشحنة كانت تحتوي على “قذائف صاروخية وبنادق ومسدسات وصناديق ذخيرة وبراميل وقود” هذا الذي تم مصادرته من أحد القوارب. فيما زعم أن القارب الآخر تم نهبه من الأهالي قبل وصول قوات الأمن..!

ويتكون طاقم أحد القوارب من خمسة يمنيين وصوماليين اثنين، حسب المصدر، وقبطانه “عبده إسماعيل صيفي”، وينتمي اثنان إلى منطقة الزهاري التابعة للمخا وهما “محمد عمر الزهاري” ونجله “علي محمد عمر الزهاري”.

وأشار المسؤول إلى أن التحقيقات مع طاقمي القاربين كشفت “أنهم من حيس، وتم تحميل الشحنة من ذوباب” وتخضع أجزاء من حيس لقوات طارق صالح، بينما تقع “ذوباب” تحت قبضته بالكامل. وكان مقرراً أن تسلم الشحنة في “هوبيو” (غالمودوغ) على الساحل الجنوبي.

في العام الماضي في الشهر ذاته ألقت قوات الأمن في “هوبيو” القبض على مهرب أسلحة يدعى “أحمد محمد نور” بحوزته 10.000 طلقة (7.62 × 39) لبنادق AK-47، احتوى جهاز تحديد المواقع العالمي الخاص به على مواقع في اليمن والصومال.

صور لبعض الأسلحة التي تم تهريبها من ذو باب الواقع تحت سيطرة طارق صالح إلى الصومال لما يعتقد أنه لصالح حركة الشباب وصادرتها الحكومة الصومالية في 2022-الصورة لحكومة بونتلاند

وحسب تقرير للجنة خبراء الأمم المتحدة فإن منطقة “هوبيو” هي نقطة إستلام الأسلحة لحركة الشباب المتطرفة (فرع تنظيم القاعدة في الصومال).

وقال طاقما القاربين الشراعيين إنهم قاموا بتحميل شحنة الأسلحة من “ذوباب” وكان مسؤول التواصل مع الجهة شخص يدعى “محمد الصغير” ولا يعرفون صفته أو من يتبع.

صور لبعض الأسلحة التي تم تهريبها من ذو باب الواقع تحت سيطرة طارق صالح إلى الصومال لما يعتقد أنه لصالح حركة الشباب وصادرتها الحكومة الصومالية في 2022-الصورة لحكومة بونتلاند

حاول “اليمن نت” الوصول إلى “محمد الصغير” بسؤال مصادرنا في المخا وذوباب وفي الساحل الغربي دون الكشف عن أسباب بحثنا حوله، إلا أن معظم المصادر لا تعرفه، لكن مصدراً أمنياً أشار إلى أن شخصاً يدعى “محمد الصغير” كان مسؤولاً للإمداد في كتائب أبو العباس بمدينة تعز، وهي الميليشيا المسلحة التي مولتها وسلحتها أبوظبي، ووُضع قائدها عادل فارع (أبو العباس) في قوائم الإرهاب الدولي، وبعد إخراجها من مدينة تعز عقب معارك مع القوات الحكومية جرى دمجها ضمن قوات طارق صالح.

اُتهمت “كتائب أبو العباس” بكونها مصدر إمدادات السلاح والمال والتجنيد لصالح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أحد المهربين لـ”اليمن نت” إنهم نقلوا خلال عامي 2021 و2022 عدداً من الصوماليين إلى ذوباب بطلب من مسؤول التهريب تلقى إحداثيات تواجدهم من ممول العملية.

خلال العام الماضي تلقت لجنة الخبراء المعنية بالجماعات الإرهابية بلاغاً أن هناك أكثر من 80 صومالياً من تنظيم حركة الشباب يتلقون تدريبات على الأسلحة الثقيلة على يد تنظيم القاعدة في اليمن.

زيادة نفوذ طارق:

بالصلاحيات الممنوحة له من مجلس القيادة الرئاسي يبرز طارق صالح، وشقيقه عمار صالح (مسؤول المخابرات التابعة للإمارات في اليمن)، كقوة عصية على الكسر، لقد جرى الاعتراف بقوته بمنحه عضوية مجلس القيادة الرئاسي وأصبح ممثلاً عن تهامة التي لا ينتمي لها!
يقول مسؤول محلي في المخا لـ”اليمن نت” “إنه (طارق) يبني إمبراطورية ودولة جديدة في الساحل الغربي عبر أتباعه القادمين من الجبال البعيدة في صنعاء وعمران وذمار؛ ويزيح بالقوة أهل المنطقة لتمكين أفراده”.

وفي ظل بقاء الدولة اليمنية في حالة من التفكك، واتفاق سلام يلوح في أفق البلاد يقوم على المحاصصة فإن “إمبراطورية التهريب” التي يبينها طارق صالح ستستمر فترة أطول من المتوقع.

تحدثت المصادر لـ”اليمن نت” شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام؛ ولم نتمكن من الوصول إلى مكتب “طارق صالح” للرد على الاستفسارات والمعلومات الواردة في التحقيق.

اليمن نت – وحدة التحقيقات- تحقيق خاص: