الإمارات هي الدولة الأكثر أماناً للإسرائيليين منذ إنطلاق عملية “طوفان الأقصى“.. “تقرير“..!

5٬996

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ إبراهيم القانص:

قال عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين إن هناك دولاً تعتبر ملاذاً آمناً لهم ولأعمالهم، وتحديداً في وضع الحرب المشتعلة منذ بدأت عملية طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر الماضي، والتي ما زالت مستعرة في قطاع غزة، الذي يتعرض لإبادة جماعية على يد الجيش الإسرائيلي المسنود بالقوى العالمية الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة، ربما لأن تلك الدول- حسب ما تظهره تصريحات رجال الأعمال الإسرائيليين- تمنحهم مزايا قد لا يحصل عليها المواطنون أنفسهم، ولأن موقفها من الحرب بدا كما لو أنها غير معنية بما يواجهه الفلسطينيون من حرب إبادة.

صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نشرت تقريراً مطولاً، ذكرت فيه أن دولة الإمارات تُعدّ واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم للإسرائيليين، مشيرةً إلى أن العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل تعرّضت لامتحان بسبب الحرب في غزة.

وذكرت الصحيفة أنه “في الأيام التي تلت هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل، غادر رجل الأعمال الإسرائيلي رون دانيال، دبي التي اتخذها مقراً منذ 2021، لخوفه من أنه يجلس على بركان هناك”، في إشارةٍ إلى توقعه موقفاً غاضباً نتيجة الإبادة الجماعية الإسرائيلية لسكان قطاع غزة.

لكن رون دانيال، وهو مدير شركة إدارة أرصدة وتكنولوجيا مالية اسمها “ليكويتدتي غروب”، عاد بعد شهر لاعتقاده أن مظاهر القلق كانت “في خياله فقط”، ويعتبر واحداً من مجموعة رجال أعمال صغيرة تعيش وتعمل في الإمارات منذ تطبيع العلاقات قبل أربعة أعوام.

قرار دانيال بالعودة إلى الإمارات عكس الآمال بين رجال الأعمال الإسرائيليين بأن عملية التطبيع، التي رعتها الولايات المتحدة بين إسرائيل وثلاث دول عربية أخرى، يمكن أن تصمد أمام الغضب والفزع الذي خلقته إسرائيل في غزة، حيث قال: “نجا السلام، والمصلحة نجت، والصداقة نجت”، مع أن العلاقة كانت “محرجة” في البداية مع “الأصدقاء الإماراتيين”، و”بسرعة، بدا الأمر مثل: لا علاقة للأمر بنا”.

كان دانيال محقاً في اعتقاده، فقد أعلن مسؤولون إماراتيون التزامهم بالاتفاق مع “إسرائيل”، المعروف باسم اتفاقيات أبراهام، حيث قال مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في مؤتمر عقد في دبي الشهر الماضي: “لقد اتخذت الإمارات قراراً استراتيجياً، والقرارات الاستراتيجية طويلة المدى”.

ومن جانبه قال المحلل الإماراتي عبد الخالق عبد الله: إن بلاده بحاجة إلى إبقاء قنوات “الاتصالات والاستخبارات والدبلوماسية” مفتوحة، ومعرفة ما إذا كان “يمكنها استخدامها”، مضيفاً: “كنا نعلم أنه سيكون هناك صعود وهبوط”.

وعلى عكس ما وصفته الصحيفة بـ “السلام البارد” الذي اتفقت عليه مصر والأردن مع إسرائيل، احتضنت الإمارات– التي لم تخض حرباً مع اليهود أبداً– العلاقة، ودفعت من أجل علاقات اقتصادية أكبر.

ونوهت بأن غالبية الأعمال التي أعقبت التطبيع جرت مع كيانات تابعة للإمارات، خصوصاً تلك الموجودة في أبو ظبي، العاصمة الغنية بالنفط التي احتضنت صفقة التطبيع، موضحةً أنه حتى قبل الحرب كان استغلال المكاتب العائلية الخاصة في الإمارات أصعب مما كان متوقعاً بالنسبة لرواد الأعمال الإسرائيليين، الذين أرادوا استخدام اتفاقيات أبراهام للحصول على موطئ قدم إقليمي.

ونقلت الصحيفة عن إيلي وورتمان، المؤسس المشارك لشركة بيكو فينشر بارتنرز ومقرها القدس المحتلة، قوله: “إن هناك فكرة مفادها أن رجال الأعمال الإسرائيليين سيأتون ويجمعون الكثير من رأس المال ثم يعودون. لكن هذه ليست الطريقة التي تتم بها الأعمال هناك”.

وأشارت إلى أن الصفقات الأكثر أهمية بين إسرائيل والإمارات شملت شركات تابعة لحكومة أبوظبي. وكانت شركة جي42، شركة الذكاء الاصطناعي في أبو ظبي، والتي يرأسها الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي، موضحةً أنها أول شركة إماراتية تفتتح مكتباً في “إسرائيل”.

واستثمر صندوق مبادلة التابع لحكومة أبوظبي مليار دولار في حقل غاز إسرائيلي و100 مليون دولار في رأس مال استثماري وشركات ناشئة إسرائيلية، مؤكدةً أنه “حتى لو تباطأت بعض الأعمال، فهناك دلائل على أنها تمضي قدماً في مجالات أخرى”.

في السياق، قالت الباحثة البارزة المقيمة في الاراضي المحتلة، يويل ماريك، الشهر الماضي، إنها تمضي قدماً في افتتاح فرع حيفا لمعهد الابتكار التكنولوجي (فالكون) في أبو ظبي.

وقال معهد دراسات الترجمة إنه أسس وجوده في الأراضي المحتلة أوائل العام الماضي، وأن ماريك “تقوم بمساعدتنا في التوظيف منذ أواخر صيف عام 2023″– قبل بداية الحرب– وتم “تضمينها” الآن.

على الصعيد نفسه، واصلت شركات الطيران الإماراتية خدماتها إلى تل أبيب، حتى مع إلغاء الشركات الأخرى رحلاتها، مما يؤكد الاهتمام بالحفاظ على العلاقة مع إسرائيل.

YNP