الساحل الغربي.. التحالف يصعّد وصنعاء تتوعد.. “تقرير“..!

500

أبين اليوم – تقارير

على وقع محاولات تصعيد عسكري جديد للتحالف بقيادة السعودية والامارات، في جبهات الساحل الغربي، تقول المؤشرات الميدانية، للأيام الماضية أنه يستحيل إحراز أي اختراق لقوة الردع التي بحوزة صنعاء، خاصة وأن الأخيرة قدمت درساً تمهيدياً للمعركة المرتقبة تمثل في فك الحصار عن مدينة الدريهمي جنوب غرب مدينة الحديدة، بسيطرتها على منطقة الجارحة في محيط المدينة.

ومن جانب آخر، يقول مراقبون إنه من غير الممكن أن تكون تحركات التحالف ومحاولاته التصعيد عسكرياً بإتجاه الساحل الغربي، خارج تفاعلات جديدة للقوى الدولية بما في ذلك “إسرائيل” التي يعمل التحالف لصالح أهدافها ومشاريعها الاستعمارية الجديدة في المنطقة.

ويبدو لافتاً في سياق الحديث عن معركة الساحل الغربي، أن حكومة صنعاء صارت أكثر إدراكا بأن ما يحدث يتجاوز الشواهد العسكرية الماثلة للتحالف، كما يبدو انها قد توافرت على إمكانية الرد وبقوة، فهي تؤكد أن كل التحركات مرصودة في المياه الإقليمية اليمنية وخصوصاً في البحر الأحمر وباب المندب، وهي التحركات التي تأتي تحت لافتة التحالف السعودي الاماراتي.

والآن.. صار بإمكان صنعاء ضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي، بعد إفصاحها عن رصد تحركات غواصة تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية بالقرب من باب المندب، الأسبوع قبل الماضي، إضافة إلى رصدها أبراج مراقبة أمريكية وإسرائيلية في جزيرة حنيش الكبرى.

وقال رئيس جهاز الاستخبارات عبد الله الحاكم، مطلع الشهر الحالي، إن” الجيش واللجان الشعبية بكل الجاهزية لمواجهة الكيان الصهيوني المحتل”، مشيراً إلى أنّ صنعاء “تراقب كل تحركات الكيان الصهيوني وترصد كل استفزازاته وما يخطط له من أعمال عدوانية إجرامية”.

وأكد الحاكم أن أيّ “تهديدات إسرائيلية لن تخيف الشعب اليمني، وأضاف: “أعيُننا ليست غافلة عن تحرّكات العدو الصهيوني في المنطقة، وعليه أن يستوعب جدية تحذيراتنا من أي أعمال متهوّرة أو طائشة أو مغامرة غير محمودة العواقب”.

وبالصيغة نفسها قال المتحدث الرسمي بإسم قوات صنعاء، يحيى سريع، في مؤتمره الصحافي الأخير، إن “أي مغامرة قد يُقدم عليها العدوان وأدواته في الساحل الغربي، وتحديداً في الحديدة، سيكون ثمنها باهظاً جداً وستمتد تبعاتها إلى عواصم العدوان وموانئه ومنشآته”.

كما أشار إلى أن “القدرات الدفاعية لقوات صنعاء في مجال القوة الصاروخية والطيران المسيّر أصبح لديها من الإمكانات ما يمكّنها من ضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي”.

كل هذا يبدو صادماً للتحالف ومؤيديه المحليين، ولا شك أنه صادم أيضاً للأطراف الدولية التي تتحرك تحت لافتة التحالف في السواحل اليمنية، وتبحث في شواطئها ورمالها عن نفوذ وسلطة وأمر ونهي، فالموقع الاخباري العبري “نتسيف نت” نقل في أعقاب تصريحات صنعاء، مخاوف من جاهزية صنعاء لاستهداف منشآت حيوية في العمق الإسرائيلي..

وكشف الموقع أن رئيس جهاز “الموساد” يوسي كوهين، تحدث الى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن، عن خطة هجومية لصنعاء تستهدف منشآت استراتيجية “إسرائيلية” في البحر الأحمر، عبر استخدام صواريخ “كروز” وطائرات مُسيَّرة.

ووفقاً لمحللين عسكريين، فإن ما يدفع إليه التحالف هو أن يكون الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر خارج أي سيطرة يمنية. وهذا المشروع بريطاني بدرجة أساسية، تسعى من خلاله بريطانيا إلى تقسيم اليمن لمناطق نفوذ تتنازعه أطراف عدة.

لكن من ناحية أخرى يظهر أن إسرائيل تسعى الى التواجد في منطقة حساسة تمكّنها من إنشاء قواعد عسكرية بالشراكة مع الإمارات ضمن رغبة التوسع في جزيرة العرب والقرن الأفريقي والحفاظ على مصالحها في الممرات الدولية، لا سيما الممر الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ليكون طريقاً لدعم المقاومة الفلسطينية.

وبحسب المحللين فإن ما يحدث في الساحل الغربي هو نتاج مشروع مشترك بين أكثر من طرف دولي، في إشارة إلى أنه مشروع لتقاسم النفوذ والسيطرة على سواحل اليمن وجزره وممراته ومنافذه ومناطق الثروة فيه، ليكون جزءاً من الصراع الدولي الجاري في أكثر من بلد.

البوابة الإخبارية اليمنية