هكذا تمت مكافأة “قرقاش“ وزير خارجية الإمارات “السعودي“..!

201

أبين اليوم – الأخبار الدولية

تعديل بسيط طرأ على وزارة الخارجية الإماراتية، تم “استبدال” أنور قرقاش، بهذه الكلمات أعلنت وسائل الإعلام الإماراتية التغييرات المفاجئة التي عصفت برأس الدبلوماسية الإماراتية لسنوات طوال.

محمد بن راشد حاكم دبي بدوره تحدث على صفحته الرسمية في تويتر عن تفاصيل التعديل الوزاري، واصفاً إياه بالمصغر. فما أسباب الإطاحة بالرجل المقرب من محمد بن زايد والذي كان ركناً في المشهد السياسي الإماراتي حتى الأيام القليلة الماضية؟

لا يخفى على أحد أن قرقاش لطالما اتبع سياسات وألقى بتصريحات بدا فيها وكأنه وزير سعودي لا إماراتي. عندما كان الأمر يتعلق بإيران فإن قرقاش كان أفضل من يظهر حقداً كحقد آل سعود ضد إيران، وحول الإخوان المسلمين والناشطين الإسلاميين كانت سياسة قرقاش نفس السياسة التي اتبعها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تصفية للناشطين وتأييد ما يسميه بن سلمان “الاسلام المعتدل”، وهو ما استُخدم كأرضية لتبرير التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والتغاضي عن حقوق الفلسطينيين وأراضيهم المسلوبة بأبشع الطرق الوحشية تحت مسمى “السلام والمحبة”.

قرقاش كان له دور مهم في الحرب على اليمن واستمرارها وتقسيم هذا البلد ودعم مجموعات متناحرة فيه، والسيطرة على مقدراته، والأهم من ذلك إيصال الصهاينة إلى باب المندب عبر السيطرة على جزيرة سوقطرى والسماح للمخابرات الإسرائيلية بالتواجد فيها، فجميع اليمنيين وإن اختلفوا حول ما فعله التحالف ببلدهم، اتفقوا على أمر واحد وهو الدور التدميري للإمارات في اليمن، وما فعلته هذه الدولة بمقدرات اليمن حتى أضحى سكانه الأفقر عالمياً.

قرقاش الذي تصدر المشهد السياسي الإماراتي وشكل دعامة لسياسات بن سلمان وبن زايد في المنطقة لسنوات مديدة، خاصة وأنه رجل أعمال كبير وله شركاته ونفوذه، أطيح به بمسرحية “لبقة” حيث تم تكريمه وجعله مستشاراً لرئيس الدولة (المختفي لسنوات طوال بالطبع حيث أن محمد بن زايد هو من يدير البلاد على أرض الواقع)، وأما عن أسباب هذا العزل فالأقرب أن يكون ضمن إبتعاد الإمارات رويداً رويداً عن السياسات السعودية خاصة في ما يتعلق بحرب اليمن..

وخاصة مع وصول الديمقراطيين وبايدن، حيث ترى السعودية والإمارات أنه من الأفضل إظهار نوع من المرونة والتخفيف من الانتهاكات في ظل سجلهم الحقوقي الأسود، حيث بدأت السعودية تتراجع ببطء، وافراجها عن لجين الهذلول يوم الأربعاء أول حدث في هذا المجال وسبقه تخفيف حكم الإعدام الذي كان صادراً بحق أطفال من المنطقة الشرقية في المملكة.

ومن هنا لا تجد الإمارات حرجاً في الإنسحاب وربما بعض التغييرات في سياساتها التي نفذتها خلال وجود ترامب في البيت الأبيض والتي يبدو التراجع عنها بالنسبة لقرقاش صعباً وربما تغييره قد يحفظ بعض ماء الوجه، لذلك رأينا ان “التعديل المصغر” الذي حدث في وزارة الخارجية الإماراتية لم يشمل قرقاش فحسب بل شمل مساعده زكي نسيبة الذي تحول بدوره لما يسمى “مستشار ثقافي لرئيس الدولة”.

المصدر: العالم