سد النهضة .. 4 أشهر حاسمة والحل العسكري أقرب مما نتصور..!

339

أبين اليوم – الأخبار الدولية

أربعة أشهر حاسمة تفصلنا عن بدء ملء سد النهضة الاثيوبي، في وقت فشلت فيه حتى الآن جميع الوسائل الدبلوماسية في الإقتراب حتى من إتفاق يراعي الحد الأقل من الحقوق المصرية والسودانية من مياه النيل الأزرق.

الوساطة الأمريكية في عهد ترامب، وساطة  الإتحاد الافريقي وصندوق النقد الدولي وغيرها من المحاولات الدبلوماسية باءت بالفشل أمام تصلب الموقف الاثيوبي، حيث اصطدمت بإصرار حكومة آبي أحمد على ملء السد شاءت مصر والسودان أم أبت حيث تعتبر المشروع خطاً احمراً، فماذا عن حقوق مصر والسودان المائية وهل ستصمتان مع غياب الحل الدبلوماسي واقتراب انتهاء المراحل الاخيرة من سد النهضة؟

سيتم ملء سد النهضة على ثلاث مراحل حسب الجدول الزمني الذي أعلنته اثيوبيا، وأولى وابسط نتائج هذه المراحل الثلاث تهديد 20 مليون سوداني بالتعرض لمجاعة (أي نصف سكان السودان)، علاوة على ذلك ستتعرض 5 ملايين عائلة مصرية إلى نفس المصير، عدا عن عن مشاكل بيئية واقتصادية ليس حدود أولها خفض توليد السد العالي المصري للكهرباء بنسبة 50 بالمئة.

وبالتالي نتحدث هنا عن كوارث بالجملة سيتعرض لها البلدان، و 4 أشهر حتى في قاموس الدبلوماسية، طبقاً للتطورات على الارض ، تعتبر أضعف من وجود حل لا يشمل الحرب، خاصة وان حكومة آبي تحاول إضاعة الوقت لحين إنتهاء مشروع السد وهذا ما حصل بالفعل، فهل تتخذ السودان ومصر قرار خوض حرب مشتركة ضد اثيوبيا وهل الأمر بهذه البساطة.

الدكتور أحمد المفتي العضو السابق في وفد السودان المشارك في مفاوضات سد النهضة أكد أن الأراضي التي أقيم عليها السد ملك السودان، وقال في حديث مع الإعلام ان بلاده منحت الأراضي التي أقيم عليها السد لإثيوبيا بمقتضى اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين عام 1902 شريطة ألا تقيم إثيوبيا أي سدود على النيل الأزرق في هذه المنطقة دون موافقة الخرطوم، فلماذا الصمت السوداني حتى الآن؟!

من جهته لم يماس الإتحاد الافريقي أي ضغوط جادة على إثيوبيا لتقديم تنازلات تذكر في المفاوضات وهو ما يبدو وكأنه تواطؤ مع اثيوبيا، في وقت يغيب فيه الإعلام المصري عن الأمر وكأنه غير معني بالموضوع، فهل حقاً هناك خطط بديلة أم أن مصر تراهن على قوتها العسكرية مع غياب الحلول السلمية؟

تدمير سد النهضة لا يحتاج إلى اجتياح بري او حتى طائرات، فالمدفعية السودانية كفيلة بتدميره إذ لا يبعد السد أكثر من 25 كيلومتراً عن حدود السودان، لكن جوهر القضية ما بعد تدمير السد، فمن الواضح تماماً ان المحرض الرئيسي للتعنت الاثيوبي يقف الكيان الإسرائيلي وراءه وبالتالي يحتاج قرار السودان – مصر الى اتحاد عسكري حقيقي قادر على التحدي، خاصة وان الأمور مهيأة لحرب طويلة مع غياب التحرك الدولي لحل سلمي.

جنوح مصر لحلحلة الأمور مع تركيا وقطر وإعادة العلاقات مع ليبيا يوحي باستعدادها للتحدي الأكبر وهو سد النهضة، وخروج السودان من الوسطية بعد اقتناعها بأخطار السد على مشاريعها المائية ونصف سكان البلاد، قد يشجع بالفعل البلدين على اتخاذ قرار عسكري في حال فشلت المفاوضات، والله أعلم.

المصدر: العالم