بایدن يريد “الجمل بما حمل“ فی التعامل مع محور المقاومة..!

194

أبين اليوم – الأخبار الدولية

في الوقت الذي يعرف فيه بايدن بالدقة مالذي يريده محور المقاومة فإنه في نفس الوقت لا يعرف بالدقة كيف يتعامل مع محور المقاومة.

بايدن يعلم جيداً بأن السياسات التي اصطبغت بترامب لا يرغب ولا يرحب بها أحد، لا ينبغي أن يستخدمها ولكنه في نفس الوقت لا يريد أن يتخلص مما يسمى بالمكاسب التي حققتها هذه السياسة، ويمكن القول أن بايدن يريد مواصلة سياسات ترامب من النقطة التي انتهى إليها، ولكن في نفس الوقت فإنه لا يريد أن يتحمل تبعات هذه السياسة.

ففيما يتعلق بإيران فإن بايدن يسعى إلى تسوية الملف النووي وفق الأهداف التي خطط لها من دون أن يقدم أي تنازل، ولذلك فإنه في الوقت الذي يقف فيه في المحطة التي وقف فيها ترامب فانه يسعى إلى ارغام إيران على القبول بمعادلة محصلتها النهائية، الإلتزام بالقيود النووية كخطوة أولى وفي الخطوات التالية ارغام ايران على القبول بالشروط التي تتعلق بالقدرات الصاروخية والقضايا الإقليمية..

ولكن ومن البديهي ووفقاً للمثل القائل “يريد الجمل بما حمل”، فإنه يريد كل المكاسب من دون أية متاعب وهذا مستحيل، ولكن يبدو أن بايدن لا ينصت لهذا التناقض الذاتي والفلسفي، لذلك ففي الوقت الذي تجرى فيه مفاوضات ساخنة في جنيف فإنه تتعرض سفينة ساويز الإيرانية لهجوم وفي ذات الوقت فإن حلفاء بايدن الأوروبيين الذين يدعمون بقوة التفاوض مع إيران فإنهم يفرضون إجراءات الحظر على مسؤولين عسكريين إيرانيين بينما يلوذ البيت الأبيض بالصمت المطبق.

أما في اليمن فيمارس عليه الضغوط الدبلوماسية وتٌرسل مقترحات بمذاق اميركي وسعودي وسويدي و.. الى صنعاء دون أن تحتوي على كلمة سياسية أو مقترح يتضمن أي مكسب أو مصلحة لأنصار الله أو حكومة الانقاذ الوطني.

وفي العراق، فإن ما يسمى بالحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق يتواصل ولكن في نفس الوقت فان الضغوط تتزايد على محور المقاومة، وبذلك ينعدم الأمن في العراق ولا تبقى فيه نقطة آمنة، الأمر الذي أثار الشكوك والريبة بين الأحزاب والقوى العراقية وليس هذا وحسب فان شكوك وريبة الشعب العراقي يتم توجيهها الى الجيران.

اما في سوريا فإنه يتم الاعتراض على الانتخابات الشرعية للشعب السوري، حتى قبل ان تجرى هذه الإنتخابات فنرى انهم يصفونها بأنها غير مشروعة، وفي الوقت الذي ينفذ فيه قانون قيصر بكل قوة، فانه يمنع تقديم أية معونات لاعمار سوريا في الأروقة والاجتماعات الدولية، وتعلق المساعدات على تخلي الشعب السوري عن نظامه.

وأخيراً.. في فلسطين، ومع أن بايدن يبغض نتنياهو ولا يزال يحقد عليه لأنه دعم ترامب، كما انه لا يتعاطف بالكامل مع ما يسمى بتطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل، ولكنه في نفس الوقت فانه أعتبر أمن إسرائيل إستراتيجي ل، كما أن شراكته مع هذا الكيان قيّمة الى درجة، انه ليس من المستبعد أن يضحي بالانتخابات الفلسطينية المرتقبة من أجل المصالح الإسرائيلية.

ورغم كل ذلك فانه مقابل كل التخبط لبايدن فان ايران تعلن بشكل رسمي فكرة تخصيب اليورانيوم الى درجة 90%، كما أن مقاومة الشعب العراقي تتزايد وتدعو أكثر من أي وقت مضى إلى ضرورة خروج القوات المحتلة من البلاد، وكذلك الحال فإن اليمنيين يحسرون بين لحظة وأخرى المسافة بينهم وبين مأرب ويطلقون الصواريخ والمسيرات على أية منطقة يريدونها في السعودية..

هذا في الوقت الذي يستعد فيه السوريون بكل عزم وارادة لإجراء انتخاباتهم، بينما تستعد المقاومة الفلسطينية لإجراء الإنتخابات دون أن تتخلى قيد أنملة عن شعار “إستمرار المقاومة ضد إسرائيل” باعتباره الحل الوحيد.

بايدن يدرك بدقة أنه لا يريد وجود المنافس الجديد والقوي في المنطقة ولكنه لا يدري بدقة كيف يمكنه التصدي له والتخلص منه، ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين.

المصدر: العالم