قد تنطلق من حي بطن الهوى.. إنتفاضة فلسطينية جديدة على الأبواب..!

220

أبين اليوم – الأخبار الدولية

أجلت المحكمة المركزية الصهيونية في القدس المحتلة البت في قضية إخلاء قرابة 800 فلسطيني من حي بطن الهوى بسلوان جنوبي المسجد الأقصى حسب إدعاء جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية أن منازل هؤلاء تقوم على أرض تعود ليهود يمنيين منذ فترة الحكم التركي لفلسطين.

حقوقيون فلسطينيون يقولون أن المحكمة الإسرائيلية لم تصدر قرار بالاستئناف خوفاً من الرد الفلسطيني والواقع الذي فرضته المقاومة في الأراضي المحتلة عبر عملية سيف القدس التي كشفت زيف القوة العسكرية الإسرائيلية وأن القضية ارتبطت بقضية الشيخ جراح.

تهويد حي بطن الهوى يأتي ضمن جرائم التّطهير العرقي والإخلاء التعسّفي اللذين يمارسهما الاحتلال الصهيوني بحقّ الفلسطنيين في القدس المحتلّة.

يقول المراقبون للشأن الفلسطيني أن ممارسات كيان الإحتلال المستمرّة، من هدم المنازل، أو إخلائها بهدف الاستيلاء عليها داخل أحياء القدس القديمة، تعبّر عن مدى إصرار الاحتلال على تطبيق أهدافه في تهويد القدس المحتلة، والسيطرة عليها، وطمس هويّتيها الوطنية والدينية.

بلدة سلوان المهدَّدة أحياؤها بالإخلاء، تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من المسجد الأقصى، وتُعدّ من أكبر البلدات الفلسطينية مساحةً وأقدمها، وأكثرها قرباً إلى المسجد، إذ لا يفصل بينه وبين مدخلها الشمالي (حيّ وادي حلوة) إلا سورُ القدس الجنوبي.

كما تقوم بلدة سلوان على سلسلة منحدرات تفصل بينها عدة أودية، أهمها وادي حلوة ووادي الربابة ووادي ياصول. ومن أحيائها أيضاً حي البستان، وعين اللوزة، وبطن الهوى، وكلّها أحياء مهدَّدة بالإخلاء التعسّفي.

ويقول المتابعون للشأن الفلسطيني ان الزّحف الاستيطاني في حي وادي حلوة، الّذي يسكنه نحو 6 آلاف مقدسي، ويقع قرب الأسوار الجنوبية للمسجد الأقصى، هو ليس بالجديد. فمنذ تسعينيات القرن الماضي وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطّط عبر جمعية “عطيرت كوهنيم” من أجل السيطرة عليه، بسبب قربه إلى المسجد الأقصى وحائط البراق، والبلدة القديمة.

وجمعية “عطيرت كوهنيم” تُعتبر ذراع “إسرائيل” غير الرسمية، والمسؤولة عن تهويد البلدة القديمة في شرقي القدس ومحيطها. هذه المنظمة تضع في رأس أولوياتها ضمانَ تحقيق تفوّق ديمغرافي لليهود في البلدة القديمة من القدس المحتلة، إذ تؤمن بأنه “ليس للفلسطينيين أيُّ حق في هذه المنطقة، وإنّما هي فقط لليهود.

ومن أجل تحقيق أهدافها، تستخدم هذه المنظمة الاستيطانية عدّة طرائق للاستيلاء على منازل في القدس المحتلّة، منها المطالبة بعقارات وممتلكات تزعم أنّها “يهودية مهجورة منذ عام 1948″، وكذلك استخدام قانون أملاك الغائبين في حال ثبت أن مالك البيت الفلسطينيّ يعيش في “دولة معادية”، وفق التعريف الإسرائيلي، فتُجْلي السكان الفلسطينيين المستأجرين من البيت وتستولي عليه.

وكان قرار إخلاء منازل الفلسطينيين في حيّ الشيخ جرّاح المقدسي أدّى إلى تدخّل فصائل المقاومة في غزة نُصرةً للقدس المحتلة، الأمر الذي تسبَّب بمواجهة عسكرية وعدوان إسرائيلي استهدف القطاع 11 يوماً، خرجت منه “إسرائيل” بهزيمة واضحة، بحسب محلّليها العسكريين والسياسيين. ونتيجة ذلك، لا تزال، إلاّ أنّ المقاومة في فلسطين فرضت معادلات جديدة خلال معركة “سيف القدس”، وهي أنّ أي محاولة للمساس بالمقدَّسات والمنازل في القدس المحتلة، هي محاولة لفتح حرب جديدة.

والمعادلات هنا، لا تتعلق بالمقاومة الفلسطينية  فقط، فلقد بات محور المقاومة بأكمله يتحدث عن حربٍ إقليمية دفاعاً عن القدس المحتلة، في حال المساس بها.

 

المصدر: العالم