“الرياض“| بريطانيا تؤكد انشقاق رئيس الحكومة “سالم بن بريك“ عن الرئاسي وتلمّح لدوره في مسار الانفصال..!
أبين اليوم – خاص
أكدت بريطانيا، الاثنين، حدوث انشقاق لرئيس حكومة عدن سالم بن بريك عن رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، في ظل تقارير تتحدث عن خلافات متصاعدة بين الطرفين على خلفية إدارة التطورات الجارية شرق اليمن.
وأشارت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبدة شريف إلى أن بن بريك يركّز جهوده على تأمين المرتبات والخدمات في مناطق سيطرة المجلس الانتقالي، في إشارة فسّرها مراقبون على أنها تعكس دورًا محددًا يؤديه ضمن مسار الانفصال الجاري.
وكانت السفيرة قد التقت بن بريك في وقت سابق من اليوم ذاته بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، حيث أظهرت الصور غياب العلم اليمني من مكتبه، إلى جانب امتناعه عن نشر تفاصيل اللقاء، ما دفع السفيرة إلى نشر الخبر بنفسها مع تأكيد بلادها تمسكها بوحدة اليمن واستقراره.
وتزامن ذلك مع قرار بن بريك صرف مرتبات الموظفين في مناطق الانتقالي لعدة أشهر، في خطوة عُدّت مكافأة سياسية للمجلس على تحركاته الأخيرة ضد المجلس الرئاسي.
كما أصدرت وزارة المالية، التي يرأسها بن بريك، بيانًا رسميًا أكدت فيه صرف المرتبات المتأخرة للجنوبيين، رغم عدم صرفها خلال الأشهر الخمسة الماضية، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على مساعٍ لتصفية الوديعة السعودية المخصصة للمرتبات قبل إعلان انضمامه رسميًا للانتقالي.
ويواجه بن بريك انتقادات واسعة، لا سيما منذ سيطرة المجلس الانتقالي على حضرموت، مسقط رأسه، في وقت لم يصدر عنه أي تعليق رسمي، بينما اعتبر المستشار الإعلامي لنائب الرئيس السابق، سيف الحاضري، أن صمته يُعد تأكيدًا على تماهيه مع المجلس الانتقالي.
تحليل:
تكشف هذه التطورات عن مرحلة متقدمة من إعادة التموضع داخل بنية السلطة المعترف بها دوليًا، حيث لم يعد الخلاف بين بن بريك والعليمي مجرد تباين إداري، بل بات يعكس انقسامًا سياسيًا عميقًا حول مستقبل الدولة ووحدتها.
ويشير تركيز بن بريك على مناطق الانتقالي، إلى جانب توقيت صرف المرتبات والرمزية المرتبطة بغياب العلم اليمني، إلى محاولة لكسب شرعية جنوبية بديلة عن الشرعية المركزية.
في المقابل، يبدو الموقف البريطاني حذرًا؛ فهو يوثّق الواقع القائم دون أن يمنحه غطاءً سياسيًا صريحًا، ما يضع بن بريك بين رهانات داخلية محفوفة بالمخاطر وضغوط خارجية تسعى للإبقاء على الحد الأدنى من تماسك الكيان اليمني.