وكالة بلومبرغ: لماذا تُعتبر المعادن النادرة ورقة رابحة للصين في الحرب التجارية..!

7٬000

أبين اليوم – بكين 

قالت وكالة “بلومبرغ” إن ورقة تقييد صادرات المعادن النادرة، تعتبر من أهم الأوراق الرابحة التي تمتلكها الصين في الحرب التجارية، بسبب الحاجة العالمية الكبيرة لهذه المعادن وهيمنة الصين عليها.

ووفقاً لتقرير نشرته الوكالة، الخميس، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن “المعادن النادرة من أهمّ المواد الخام على كوكب الأرض، وهي متأصلة بعمق في التقنيات التي تُشكّل أساس الحياة العصرية، ومع ذلك، لم يكن الكثيرون قد سمعوا بها حتى دفعها اندلاع الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى دائرة الضوء”.

وأشارت إلى أن هذه المعادن “تُستخدم في مختلف القطاعات، من أشباه الموصلات وهواتف آيفون إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي وعلاجات السرطان، وفي الآونة الأخيرة، ازداد الطلب عليها بفضل التكنولوجيا الخضراء التي تُسهم في خفض انبعاثات الكربون”.

وقالت الوكالة إنه “لطالما اعتمد العالم على الصين في مجال المعادن النادرة، وهو ما استغلته الصين لمصلحتها في مواجهة الحرب التجارية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، مشيرة إلى أن “الصين استغلت هيمنتها على سلسلة التوريد للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية بتقييد صادرات المعادن النادرة”.

وأوضح التقرير أن المعادن النادرة هي “مجموعة من سبعة عشر عنصراً معدنياً، جُمعت معاً لتشابهها الكيميائي، وتمتلك خواص بصرية ومغناطيسية وكهربائية تجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من التطبيقات، فعلى سبيل المثال، يعمل التربيوم والإتريوم على تمكين الألوان النابضة بالحياة على شاشات الهواتف الذكية والتلفزيون، في حين أن قدرة السيريوم على تسهيل التفاعلات الكيميائية تعني أنه يستخدم عادة في المحولات الحفازة لتنظيف أبخرة عوادم السيارات..

ويتم تسخير النيوديميوم والبراسيوديميوم لإنشاء محركات مغناطيسية دائمة، تستطيع تحويل الكهرباء المخزنة في البطارية إلى حركة، كما هو الحال في تدوير عجلات السيارة الكهربائية، كما يمكنها العمل في الاتجاه المعاكس لتحويل الحركة إلى كهرباء، وهي الطريقة التي تُنتج بها شفرات توربينات الرياح الطاقة”.

وبحسب الوكالة فقد كانت الولايات المتحدة أكبر مُنتج عالمياً لهذه المعادن من ستينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي، لكن مكانتها تراجعت مع تكثيف الصين جهودها، حيث مكّنت العمليات منخفضة التكلفة بكين من إغراق السوق بالمعادن النادرة الرخيصة، وفرض احتكار شبه كامل على سلسلة التوريد العالمية، والآن تُعدّ الصين مسؤولة عن حوالي 70% من الكميات المُستخرجة من المناجم.

واعتبرت أن ما يدعم هيمنة الصين هو احتواؤها على ما يقرب من نصف احتياطيات العالم من المعادن النادرة، وهي رواسب قابلة للاستخراج اقتصادياً، مشيرة إلى أنه حتى الدول القليلة القادرة على استخراج المعادن النادرة تضطر إلى إرسالها إلى الصين لتكريرها.

وأشار التقرير إلى أن الصين استخدمت هذه المعادن كوسيلة لتجاوز التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب في أبريل، حيث أدرجت سبعة معادن أرضية نادرة ومغناطيسات دائمة إلى قائمة مراقبة الصادرات، وشملت القيود المفروضة بعض المعادن النادرة الثقيلة، التي تُنتجها الصين حصرياً تقريباً، وعادةً ما تكون أكثر قيمة، مثل اللوتيتيوم المستخدم كمحفز لتكسير الهيدروكربونات في مصافي النفط.

وذكرت الوكالة أن هذه القيود فرضت ضغوطاً على الشركات الأمريكية، حيث أغلقت شركة (فورد موتور) مصنعاً في شيكاغو مؤقتاً في مايو بسبب نقص مغناطيسات المعادن النادرة، وامتدت التداعيات إلى أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، حيث أبلغت الشركات عن عدة توقفات في الإنتاج.

وساهمت القيود الشاملة التي فرضتها الصين مؤخراً على صادرات المعادن النادرة بشكل رئيسي في إجبار الولايات المتحدة على خفض الرسوم الجمركية المفروضة على الصين وتعليق قيود تجارية على شركات صينية، ضمن اتفاق الهدنة الذي تم إعلانه أمس الخميس بعد لقاء مباشر بين الرئيسين الصيني والأمريكي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com